2024-12-23 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

مجلس ادارة الاذاعة والتلفزيون ..تشكيلة غير متجانسة قائمة على سياسة التنفيع وجوائز الترضية

مجلس ادارة الاذاعة والتلفزيون ..تشكيلة غير متجانسة قائمة على سياسة التنفيع وجوائز الترضية
جو 24 :
كتب احمد عكور - لم نعد قادرين ابدا على فهم هذا الكم الكبير من المغالطات التي يقع بها رئيس الوزراء عمر الرزاز، ففي الوقت الذي يقول فيه بانه سيقود سفينة الوطن نحو المستقبل، وانه ماض في الاصلاح ورفض الوساطات والمحسوبيات وسياسة التنفيع وتدوير المناصب، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وكل هذا الانشاء المكرور والمستهلك الذي يبدو ان الرزاز يستخدمه هو ايضا للاستهلاك العام و الاستعراض، في ظل واقع افلاس منهجي وبرامجي حكومي مزمن، يشكل الرزاز مجلس ادارة جديد لمؤسسة الاذاعة والتلفزيون، بعد اشهر من انتهاء مدة المجلس السابق -وهي المدة الزمنية التي كنا نعتقد ان الرئيس انصرف فيها لاختيار اسماء جديدة قادرة على النهوض بهذه المؤسسة الوطنية الهامة-، يشكل مجلسا دون الحد الادنى من التجانس والمعرفة والخبرة بشؤون هذا الصرح الاعلامي الضخم والكبير، مجلس غالبية اعضائه لا يعرفون شيئا عن حجم التحديات وطبيعة الصعوبات الفنية والادارية والقانونية التي تواجه ادارة هذه المؤسسة، اعضاء فيه جُربوا ولم يقدموا اية اضافة، اعضاء اختيروا لاعتبارات لا نستطيع الا ان نقول بانها شخصية وقائمة على ارضية التنفيع وجوائز الترضية.

لا نريد ان نذهب بعيدا في تفسير القرار وفق نظرية المؤمرة، التي يقول اصحابها ان اختيار هؤلاء، يعكس حجم الاهمال الممنهج وعدم الاكتراث بالمصير الذي ستؤول اليه مؤسسة الاذاعة والتلفزيون، ويعكس ايضا سعيا حثيثا لاضعافها اكثر، اضعاف حضورها ودورها، الذي يبدو ان الحكومة تنوي الاستعاضة عنه بالتلفزيون الجديد المحظي (تلفزيون المملكة)، الذي فشل في كل المفاصل رغم الاهتمام والدعم الرسمي الكبير له ولادارته.

هل سينجح رئيس مجلس الادارة الجديد، الزميل باسم الطويسي -وهو لم يعمل في مؤسسة الاذاعة والتلفزيون في يوم من الايام، وهو عميد معهد الاعلام الاردني، وعضو في مجلس ادارة تلفزيون المملكة، وهذه مهام بالكاد يستطيع ان يضطلع بها- في تخليص مؤسسة الاذاعة والتلفزيون من الترهل والتجاوزات والمحسوبيات والشللية التي طالما عانت وتعاني منها، بسبب القيادات الادارية غير المؤهلة التي أختيرت من قبل الحكومات المتعاقبة، والتي تداورت في السنوات العشر السابقة على تكسير وتفكيك واضعاف الذراع الاعلامي الاهم في الدولة الاردنية! الزميل الطويسي شخص مؤهل، وقد يكون لديه برنامج للنهوض بالمؤسسة، ولكن هذا يتطلب حتما استقالته من المواقع الاخرى، وهذا ما ننتظره. ومع ذلك نسأل: كيف يمكن ان يعمل الطويسي في ظل هذه التشكيلة غير المتجانسة التي وصفت بانها (سمك لبن تمر هندي)؟!

وجود الكاتب المستنير حسين الرواشدة في المجلس، ليس كافيا، ونحن نعرف ان يدا واحدة لا تصفق، واغلب الظن ان زميلنا لن يقبل ان يكون بهذه التوليفة غير المتجانسة وغير القادرة على احداث الفرق، في وقت نحن احوج ما نكون فيه الى النهوض باعلامنا الرسمي، وتوظيف كافة الامكانات لصالح تقديم محتوى متميز يرتقي الى مستوى الطموح.
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير