اختتام منتدى دراسات الخليج والجزيرة العربية
جو 24 :
اختتمت اليوم الأحد 2 كانون الأول/ ديسمبر 2018، أعمال الدورة الخامسة لمنتدى "دراسات الخليج والجزيرة العربية" التي نظمها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة. استكملت جلسات المنتدى في اليوم الثاني ضمن مسارين؛ عالج المسار الأول التحولات الاجتماعية في دول الخليج العربية: إشكالية الهوية والقيم، بينما خصص المسار الثاني للبحث في العلاقات الخليجية – الأميركية.
ركزت الجلسة الأولى في مسار التحولات الاجتماعية في دول الخليج العربية على واقع، تحديات وآفاق الهوية الخليجية المشتركة؛ إذ تناولت الباحثة العنود آل خليفة مستقبل الهوية الخليجية المشتركة في ظل الخلافات بين دول الخليج. وسعت في بحثها إلى التركيز على دور مجلس التعاون لدول الخليج العربية، منذ تأسيسه عام 1981، بصفته المحرك الرئيس للهوية الخليجية المشتركة، والمساهم المؤسسي في بلورة الشخصية الخليجية.
أما الباحثة نسيب بّتل أوغلو فقد ركزت في بحثها على المحددات الدولية لبناء الهويات الإقليمية والوطنية في بلدان مجلس التعاون لدول الخليج العربية. ورأت بأن العوامل الدولية تعتبر واحدة من أهم ديناميات تشكيل الهوية في منطقة الخليج العربي، وذلك يعود إلى موقعها الفريد في أسواق الطاقة العالمية.
وفي السياق ذاته، قارنت الباحثة آمال همامي بين الدوافع الكامنة لبناء الهوية في الاتحاد الأوروبي والدوافع لبناء الهوية في مجلس التعاون لدول الخليج العربية. واعتمدت في قياس وتحليل الدوافع لبناء الهوية على أفعال الدولة بصفتها تعكس خيارات الجماعات أو الأفراد وقراراتهم، وذلك من خلال التركيز على العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
التحولات الإقليمية والدولية في العلاقات الخليجية – الأمريكية
خُصصت الجلسة الأولى في مسار العلاقات الخليجية – الأميركية لموضوع التحولات في سياسة الولايات المتحدة الأمريكية منذ وصول الرئيس دونالد ترامب إلى الرئاسة. وقد تناول الباحث شفيق الغبرا التحولات في سياسة الولايات المتحدة في عهد الرئيس ترامب وانتهاجها سياسة الضغط على دول الخليج العربية تجاه ملفات محددة مثل: إيران، وأسعار النفط، وعقود الأسلحة، والحرب في اليمن، وصولًا إلى أزمة حصار قطر في حزيران/ يونيو 2017.
وفي سياق متصل، ناقش الباحث عبد الله باعبود التحولات الجديدة التي تمرّ بها العلاقات السعودية – الأميركية في ظل الإدارة الأميركية الحالية، مع التركيز على المتغيرات الإقليمية والدولية، في عهد الرئيسيين باراك أوباما ومن ثم دونالد ترامب.
وقدم الباحث أسامة أبو ارشيد الارتباك الحاصل في سياسة ترامب تجاه دول الخليج العربية منذ الأزمة الخليجية في حزيران/ يونيو 2018. وأشار إلى أنه رغم جهود ترامب الحثيثة لرأب الصدع الخليجي جراء تداعياته السلبية على الاستراتيجية الأميركية في المنطقة، خصوصا لناحية احتواء إيران، إلا أنها لم تكلل بالنجاح، على الأقل حتى الآن.
أثر حاصر قطر في الهوية الخليجية
في الجلسة الثانية من محور التحولات الاجتماعية في دول الخليج العربية، أشارت الباحثة منيرة الرميحي إلى أن الأهداف المرجوة من دول مجلس التعاون تحطمت بالنسبة إلى الخليجيين في 5 حزيران/ يونيو 2017؛ ورأت الرميحي بأن أزمة الحصار تحمل بين طياتها جوانب تأثيرٍ سلبي على الجانب الاجتماعي من خلال التأثير على بنية الأسرة القطرية والخليجية، وأن حصار قطر بات يمثل تهديدًا للهوية الخليجية المشتركة.
وتطرقت الباحثة مريم الكواري إلى الدور الذي يؤديه الفن، وتحديدًا الشعر والأغنية، في التحولات السياسية، وفي إعادة إنتاج الهويات في منطقة الخليج العربي. وناقشت الباحثة استخدام الشعر المحلي والأغاني الشعبية أو ما يسمى "الشيلات"، وهو من التراث الشعري النبطي، في الأزمة الخليجية وبيان أثر ذلك في بناء الهوية الوطنية.
اختتم الباحث محمد الهاشمي الجلسة بالحديث عن أسباب الأزمة الخليجية التي بدأت إبان الربيع العربي، وصولًا إلى الأزمة الخليجية التي تجاوزت فيها حدة خلافات "البيت الواحد" كل الحدود والأعراف المقبولة في العلاقات الدولية.
العلاقات الاقتصادية الخليجية – الأميركية
تناولت الجلسة الثانية من أعمال اليوم الثاني دراسة وتحليلًا واقع ومستقبل العلاقات الاقتصادية بين دول الخليج العربية والولايات المتحدة. عالج فيها الباحث يوسف بن حمد البلوشي التغيرات الهيكلية التي يشهدها العرض والطلب على النفط في العالم. أما الباحث ناجي أبي عاد فتطرق أن ثورة الغاز الصخري في الولايات المتحدة الأميركية أعادت بالكامل تشكيل المشهد العالمي للغاز، وذلك بعد أن تحولت السوق الأميركية من مستورد كبير للغاز إلى مصدِّر رئيس له. واختتم الباحث رابح زغوني الجلسة بتتبع مسار سياسة الطاقة الأميركية في منطقة الخليج العربية، وذلك بهدف استقراء عوامل تقرير مصالح أمن الطاقة الأميركية.
دور التعليم في بناء الهوية الخليجية المشتركة
في الجلسة الأخيرة في محور التحولات الاجتماعية في دول الخليج العربية بحث حسن جوهر في مقومات تعزيز مكانة دول الخليج العربية، وتماسكها الداخلي، وتكاملها الإقليمي. وتناول بالعرض والتحليل الإشكاليات التي تواجه الهوية الخليجية. ورأى بأن المسيرة الخليجية لتحقيق هوية مشتركة وبلورة هوية إقليمية واضحة المعالم تسير في طريقٍ بطيئة. ورأى أن مكامن الخلل تقوم أساسًا في الهويات الوطنية نفسها، والتي يفترض أن تكون بمنزلة الأرضية الممهدة بصفتها نواة للهوية الجامعة الجديدة، وأن ثمة أهمية لإعادة بناء الهويات الخليجية الوطنية على مبدأ المواطنة ومتطلباتها وآليات ترجمتها عمليًا. وأوصى من أجل نجاح التكامل الإقليمي على المستوى المؤسسي والثقافي، المزيد من التعاون بين المؤسسات التعليمية والاقتصادية.
وفي سياق ذي صلة، قدم الباحثان سيف المعمري وزينب الغريبي دراسة ميدانية تكشف عن أبعاد الهوية الوطنية المضمنة في كتب الدراسات الاجتماعية في دولة الكويت وسلطنة عمان والمملكة العربية السعودية.
أما عن مؤسسات التعليم العالي، فقد درست الباحثة مزنة العازمي دور المؤسسات التعليمية في بناء الهوية الوطنية الخليجية وتعزيزها من خلال تعرّف أهمية دور المناهج الجامعية، ودور أعضاء هيئة التدريس، ودور النشاطات الطلابية في تعزيز الهوية الخليجية.
جذور العلاقات العُمانية – الأميركية وتاريخها
في الجلسة الأخيرة من مسار العلاقات الخليجية الأميركية، بيّنت الباحثة سعاد بيت فاضل الأهمية التاريخية للعلاقات السياسية العمانية - الأميركية، منذ عهد سعيد بن سلطان وانتهاء بحكم السلطان سعيد بن تيمور. وأشارت إلى أن العديد من الدول الغربية بما فيها الولايات المتحدة تنافست من أجل إقامة علاقات مع عُمان. أما الباحثتين الغالية المغيرية ورنا الضويانية فقد ركزتا على الجوانب الاقتصادية في العلاقة بين عمان والولايات المتحدة الأميركية، خلال فترة حكم السلطان سعيد بن تيمور، من خلال عرض نبذة تاريخية عن أهم الاتفاقيات التجارية التي مهدت لنشوء هذه العلاقة بين الطرفين، وتوضيح السلع التجارية المتبادلة بينهما.
أما الباحثة بهية العذوبية فقد ركزت على الجوانب العسكرية، وأشارت إلى أن عُمان قدمت تسهيلات عسكرية للطيران العسكري الأميركي في عدد من المطارات والمهابط الجوية العمانية خلال الحرب العالمية الثانية منذ عام 1942، وصولًا إلى عام 1980 عندما عقدت اتفاقية الوصول إلى المرافق العمانية.
ندوة حوارية حول إشكالية الهوية والقيم في الكويت وقطر والبحرين وعُمان
اختتمت الدورة الخامسة لمنتدى دراسات الخليج والجزيرة العريبة بجلسة لباحثين خليجيين مرموقين بعنوان "إشكالية الهوية والقيم في دول الخليج العربية" أدارها الإعلامي علي السند. ضمّت كلًا من محمد غانم الرميحي، وماجد الأنصاري، وشريفة اليحيائية، ومحمد مطر.