عمايرة يرثي الطراونة في اربعينية رحيله: "وما اغترابك إلا ظلم من جاروا"
جو 24 :
"بمناسبة مرور أربعين يوماً على رحيل الصديق الدكتور أحمد عبد الله الطراونة أمين عام وزارة الثقافة الأسبق رحمه الله "
تَخالفَ القومُ حول َ المَوتِ و احْتاروا
وأذعنوا حين قالوا : الموتُ قَهّارُ
لكنَهم لَوْ أرادُوا الحقَ ما اخْتَلَفوا
فالموتُ حقٌ، وما للشمس إنكارُ
ما كنتُ أحسَبُ أن الموتَ فلسفةً
أوْ أنّهُ في ثَنايا الوَهمْ إبْحارُ
الموتُ كأسٌ، وكل الناس تشربه
فما تَعِلّةُ من في شَأْنِهِ ماروا
**
أَبَا محمّد إنّي جِئْتُ مُعْتَذِراً
وقد تقاطر إخوان وزوار..
كَمْ كُنْتُ أُشْفِقُ أَنْ ألقَاكَ في سَقَمٍ
أَوْ أَنْ أَراكَ وطرف العين مدرارُ
وكمْ عَرَفْتُكَ في الجُلّى تغالبها
وكم رايتُكَ إذ تَزْهو بكَ الدَّارُ
وقَدْ عَهِدتُكَ سَبّاقاً لمكْرَمةٍ
ومَنْ سِواك سنامَ المجدِ يَخْتَارُ
وليس مجدك أموالاً وأبنية
لكنّه في بُطونِ الكُتْب أسْفارُ
أَبا محمّد، قَدْ أَودْيتَ مغترباً
وما اغْتِرابُكَ إلاّ ظلمَ مَنْ جارُوا
وأنت أدرى بمن خابوا وما ربحوا
وأنت أدرى بمن مستهم النار
**
أَبا محمدّ ! أين الوعدُ ؟! هل ذهبتْ
به الرياحُ ، أوْ أنّ الدهر غدار
وكنت احسب ان تاتي تودعني
ياويل قلبي لقد غالتك أقدار
اقول للنفس ملتاعا ومحتسبا :
"ماذا وقوفك والفتيان قد ساروا !! "
د.محمد ناجي عمايرة