الرجل العربي أكثر خوفا من زوجته من الرجل الغربي
الخوف من الزوجة حقيقة ترصدها الدراسات العلمية، التي تشير الى ان الزوج كثيرا ما يكون أسدا خارج المنزل وفأرا في داخله، يصاب بالذعر اذا غضبت، ويرتبك اذا طلبت منه شيئا، ويعاملها بأدب ويطيع كل قراراتها، ولا يرفع صوته مهما حدث، حيث يبدو أمامها نموذجا للطاعة والمثالية.
خوف الرجل من زوجته فيه انتقاص لرجولته
لا يمكن ان اتصور ذلك الأمر ولا أسمح به، ليس فقط لنفسي، بل لأصدقائي، ولا اتشرف ان اصادق رجالا يخافون زوجاتهم، فالاحترام أمر رائع بين الزوجين، والخوف مرفوض. وحتما هناك فرق بين الاحترام والخوف، فالاحترام من أسس الحياة الزوجية السعيدة.
وديننا الحنيف حث الزوج ان يعامل زوجته بالمعروف وان يسرحها بإحسان اذا ما تعذرت الحياة الزوجية بينهما، وفي الوقت نفسه حث الدين الزوجة على طاعة زوجها، بل هي أمر واجب عليها، وألا تعطي له أمرا مهما كان، ويبقى الميزان لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، فيما عدا ذلك فطاعة الزوج واجبة.
ولكن ان يصير العكس فيطيع الزوج زوجته في كل الاحوال بسبب الخوف، فهذا لا يقبله العقل والدين والعادات والتقاليد، واذا جاء عصر العولمة بهذه الظاهرة فلا نحتاج لهذا العصر الذي يموت فيه الرجال، وتكون السيادة والسلطة المطلقة للمرأة في شؤون الأسرة.
وهنا لا أقلل من قيمة المرأة، بل على العكس، فالمرأة يؤخذ برأيها ولكن تبقى الكلمة الأولى والأخيرة للرجل، اننا في زمن العولمة بحاجة إلى الرجال الحقيقيين حتى لا نقول على الرجال السلام، فالرجل هو الذي يشد ويرخي حسب الموقف الذي يستلزم الشدة أو يستلزم اللين.
الخوف من الله
ان الخوف لا يكون الا من الله، فالزوج أو الزوجة على حد سواء يجب ألا يخاف بعضهما بعضا، بل يحترم كل منهما الآخر. والرجل التقي هو الذي يخاف الله في زوجته فلا يهينها ولا يضربها ليبين للآخرين انه بطل أو شجاع أو يظلمها فلا يعاملها بما يرضي الله بحجة انه لا يخاف زوجته.
ان الحياة تعاون والاستبداد أمر يفسد الحياة الزوجية، فالشورى أمر رائع، وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، اتبع نظام الشورى في بيته، فكان عليه السلام يستشير زوجاته ويأخذ برأيهن، فالرجل اذا استشار زوجته وأخذ برأيها لا يعني ذلك انه يخاف منها، أو ان هذا الأمر سيزيل هيبته، بل على العكس، فإن ذلك سيزيد من المودة والمحبة بين الزوجين، والناس اذا ما وجدوا رجلا متفاهما مع زوجته قالوا انه يخاف من زوجته.
الحقيقة المرة
ان هناك رجالا يخافون زوجاتهم ويدعون العكس، لكن افعالهم توصلنا الى الحقيقة المرة، وظاهرة خوف الازواج من زوجاتهم باتت تنتشر في كثير من البلدان، وهذه النوعية من الازواج يحاولون دائما التحدث عن جبروتهم في المنزل، وانهم يرغمون زوجاتهم على طاعتهم، وانهم ينفذون ما بخاطرهم من دون اخذ رأي زوجاتهم، وانهم لا يغيرون قراراتهم مهما فعلت الزوجة، وفجأة اذا رن الهاتف ووجد رقم زوجته يرتعد ويتلعثم ويردد: ‘انشا الله انشا الله ما راح أتأخر الآن الآن جاي’.
عندها نصل الى ان كل ما قاله كذب، ولعلها تكون امنيات في خياله يتمنى ان يحققها. ولأنه لا يستطيع ان يحققها، يكذب ويصدق كذبته ويحاول ان يوهم الآخرين بسيطرته، لكن في الحقيقة ان زوجته قد مسحت شخصيته، وجعلته خاتما في اصبعها.
أسباب عديدة
ان خوف الرجل من زوجته يعود الى عدة اسباب لعل اولها ضعف شخصية الرجل وقوة شخصية زوجته:
غالبا ما تكون هذه الزوجة قد تربت بين اولاد، فقد تكون هي البنت الوحيدة بين اخوانها، وقد تتقمص شخصية اخوانها، وتكون عنيفة في تعاملها مع زوجها، ولا توجد فيها اي صفة من صفات الانوثة، فهي تتعامل مثل الذكر، تأمر وتنهى، وتسيطر وتهيمن على الاسرة ككل، فلا خروج الا بأمرها ولا سفر الا بأمرها ولا شراء ولا تبضع الا بأمرها. وتتحكم بنوع الطعام الذي تقدمه يوميا، فلا تأخذ رأي افراد اسرتها، ولا حتى رأي زوجها، وهي بذلك تتصور انها قوية وبطلة، وانها استطاعت ان تتحكم بزوجها وتمنعه من التصرف على طبيعته.
وقد يصل بها الامر ان تتدخل في علاقات زوجها مع اصدقائه، فتختار له اصدقاءه، وتمنعه من الخروج الى الديوانية، او الى اي مكان، الا اذا خرج مع ابنه. اما اذا فكر الخروج بمفرده فهي ترفض بشدة وتهدده بعقابها له، وهي تعلم نقطة ضعف زوجها، فتستغل نقاط ضعفه لإصدار العقوبة المناسبة له.
فارق العمر
من الاسباب الاخرى لخوف الزوج من زوجته الفارق العمري الكبير بين الزوج وزوجته فقد يكبر الزوج زوجته بعشرين عاما او اكثر، وهنا يخاف من غضبها ويحاول دائما ارضاءها، لعدم ثقته بنفسه وخوفه من طلبها للطلاق لأتفه الاسباب خاصة عندما يشعر انها تصغره بكثير، وان فرص الزواج امامها كثيرة، بينما يكون العكس بالنسبة إليه، واحيانا تتفضل عليه لأنها وافقت على الزواج به، فهنا يعيش ذليلا خاضعا لها.
بينما ترى حصة مناور ان من اهم اسباب ضعف الزوج أمام زوجته السبب المادي:
الرجل يعتمد اليوم على راتب الزوجة اعتمادا كليا، بل انه قبل ارتباطه بها يستفسر عن راتبها ومنصبها وطبيعة عملها وما له من مزايا مادية، ولا يقبل ان يرتبط الا بامرأة موظفة، كي تساعده في مصروف المنزل، وبعد ذلك تتحول المساعدة الى امر فرض وواجب، وحتى لا يخسر الزوج راتب الزوجة فانه يطيعها في كل ما تريد حتى لا يفقد السيولة المادية التي تغدق هي بها على منزله واولاده وعلى السفر وعلى شراء منزل فهو لا يقدر ان يقوم بكل الواجبات والالتزامات المادية بمفرده، بل هو في امس الحاجة لراتبها حتى يستطيع ان يواكب الحياة المادية والمظاهر الكاذبة في المجتمع، فيعتمد على راتبها لشراء سيارة فاخرة ومنزل كبير وسفر حول العالم، كل هذا يدفعه للتنازل عن بعض حقوقه واولها حقه في طاعته، بل يتحول هذا الحق لها فيقوم هو بطاعتها إلى أبعد الحدود وفي كل الاحوال.
العنف ضد الرجال في ازدياد
اوضحت دراسة ميدانية للمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية في القاهرة ان نحو 30% من الزوجات المصريات يمارسن العنف مع ازواجهن، واستندت الارقام على احصائيات شملت البلاغات التي تلقتها اقسام الشرطة والمستشفيات والقضايا التي تنظرها المحاكم، وانتهت بتعرض الازواج للبطش من زوجاتهم، واشارت نتائج الدراسة الى ان 65% من الزوجات من مرتكبات جرائم العنف ضد ازواجهن ارجعن ذلك لاسباب تتعلق بغيرتهن الشديدة عليهم. اما 45% منهن فارجعن ذلك إلى البخل والحرص الشديد على اموالهم.
وفي الرياض حذرت رئيسة لجنة الاسرة في اللجنة الوطنية لحقوق الانسان بالسعودية من تزايد جرائم العنف ضد الرجال في البلاد، مشيرة الى تسجيل عدة حالات من ضرب النساء لرجالهن، فضلا عن حالات التعذيب وصب الزيت الساخن.
وفي دراسة اجرتها جامعة شيكاغو الاميركية على عينة مكونة من سبعة الاف رجل حول كل ما يخيف الرجل، اعترف اكثر من 2% منهم بانهم يخشون زوجاتهم بصورة شديدة، وبالطبع فان هذه النسبة يمكن تعميمها لان حجم العينة كبيرة.
واوضحت دراسة اخرى خرجت من جامعة كمبردج البريطانية ان الخوف يعتبر احد المخاوف الاساسية في حياة حوالي 3% من الرجال الذين تتجاوز اعمارهم الخمسين.
العربي أكثر خوفا من زوجته من الغربي
وفي العالم العربي فان الذعر من شريكة الحياة حقيقة لا يمكن انكارها، وعلى الرغم من عدم وجود بيانات احصائية دقيقة حول حجم الظاهرة، الا ان الدراسات العلمية تؤكد ان حجم هذه الظاهرة اكبر من مقدارها في الغرب، ويعود ذلك الى ان العلاقات الزوجية هناك تقوم اساسا على التفاهم والحب المشترك، وادارة شؤون الاسرة بطريقة ديموقراطية وتوزيع الادوار والمهام بين الطرفين. لكن الامر في الدول العربية يختلف بعض الشيء، فالرجل هو صاحب الامر في معظم الاسر ولا يوجد تبادل للسلطات بين شريكي الحياة، فنتج عن ذلك محاولة بعض النساء الانقلاب عن هذا النمط السائد في ادارة الاسرة، وبالطبع فان اول خطوة لتحقيق ذلك هي جعل الازواج يخافون منهن ويخشون بأسهن.
وقد يصل الرعب لدى الرجل العربي في بعض الاحيان الى حد الانسحاق امام شريكة حياته، وقبوله ما تفعله من دون مناقشة حتى لو وصل الامر الى الاعتداء عليه وضربه، وقد كشفت دراسة اجراها المركز للبحوث الاجتماعية بالقاهرة ان 18% من الرجال يتعرضون للضرب من زوجاتهم، وقد كانت هذه النتيجة مفاجأة للباحثين انفسهم، وهي بالطبع مؤشر واضح على أن حجم خوف الأزواج من النساء كبير جدا وليس له حدود.
علم النفس
ضعيف الشخصية يصاب بالاكتئاب وبصداع دائم
أوضحت الدراسات النفسية أن الأزواج الذين يخافون زوجاتهم يصابون في نهاية المطاف بالاكتئاب حيث ان رعب الزوج من زوجته حقيقة يجب الاعتراف بها وعدم انكارها بل مواجهتها إذ إنها ظاهرة تنتشر في الوطن العربي. ونتيجة لذلك يصاب الأزواج باكتئاب شديد وقلق نفسي وتوتر طويل الأمد، لأن كل واحد منهم في أعماق نفسه غير راض عن وضعه، في الوقت نفسه عاجز عن تغيير الوضع، لأسباب عديدة، مما يؤدي الى ابتعادهم عن الناس، فهم متقوقعون في منزلهم أو لا يخرجون سوى مع أفراد اسرتهم، يقاطعون اصحابهم ولا يخالطونهم إلا في العمل، وينسون حياتهم الاجتماعية المتعلقة بذاتهم فلا خصوصية لهم، يصبحون كتابا مفتوحا لزوجاتهم، يعرفن كل اسرارهم، بل لا تكون لهم اسرارهم أو حياتهم الخاصة، وهذا يؤلمهم لأن الزواج يحترم الخصوصية، ولكن طاعتهم العمياء لزوجاتهم ألغت هذه الخصوصية.
ونتيجة لضعف شخصيتهم وعدم مقدرتهم على تغيير الحال قد يستسلمون لزوجاتهم المتجبرات المتسلطات، وقد يصابون في أحيان كثيرة بالصداع الدائم، حتى إن استخدموا المسكنات فإن حالتهم لا تتحسن لأن الأسباب مازالت موجودة والخوف قد سكن قلوبهم من زوجاتهم، لذلك فهم بحاجة الى استشارة نفسية تريحهم وتأخذ بأيديهم حتى يصلوا إلى ما يريدون متغلبين على الصعاب