اكتشف الأطباء معاودة السرطان في جسدها أثناء جراحة المرارة... هكذا توفيت آية
شكّل خبر وفاتها صدمة للجميع، هذه الطفلة التي جمعت الللبنانيين حولها رحلت فجأة بعدما خضعت لجراحة المرارة من دون ان تعرف ان هذا "الخبيث" عاودها مجدداً ولم يعرف احد به. كانت آية طيراني (12 عاماً)، تشكو من ألم في يدها، لم تُظهر الفحوص اي خلل او مشكلة، خضعت لفحوص دم ومنظار قبل يوم من الجراحة من دون ان يكشف شيئاً. كيف تمكن هذا الخبيث من التخفي بهذه الطريقة والاحتيال حتى على "الطب"، لم يفهم احد ماذا جرى لكن الأكيد انه في كلتا الحالتين كانت الخسارة محتومة.
أنهت آية معركتها الأولى مع سرطان الدم منذ سنة و7 أشهر، انتصرت عليه وحاولت جاهدة استكمال حياتها كباقي الأطفال. إبنة الـ9 سنوات واجهت السرطان بكل شجاعة دون ان تعرف حقيقة مرضها. تروي شقيقتها نبيلة طيراني اسماعيل ما جرى معها لـ"النهار" قائلة: "لم تكن آية تعرف الكثير عن مرضها، كل ما تعرفه انها مصابة بجرثومة "لوكيميا"، كانت تظن ان سبب هذه الجرثومة هو شعرها وعندما سقط شعرها شفيت منها. لم تكن تعرف انها مصابة بسرطان الدم المسبب الأول لتساقط شعرها نتيجة خضوعها للعلاج الكيميائي. نجحنا في المرة الأولى من محاربته بعد جمع التبرعات وظهوري على التلفزيون لطلب المساعدة. انتصرت عليه وشفيت منه تماماً".
"فحوصاتها منيحة ونظيفة"
هكذا عادت آية الى حياتها الطبيعية والى رفاقها ومدرستها، الى ان بدأت تعاني منذ 3 أشهر من ألم في يدها، لم تكشف الفحوص عن وجود شيء، وفق شقيقتها "كانت كل فحوصاتها منيحة ونظيفة"، ليس هناك اي اعراض للسرطان. ومنذ شهر بدأت تشكو من ألم في معدتها وكشفت الصور التهاباً في المرارة ووجود حصى وعليها الخضوع الى جراحة بسرعة. خضعت لناظور ولفحوص دم وكانت جميعها جيدة". وتستطرد قائلة "لم نفهم ما حصل، فحوصاتها جيدة لكن ما إن قام الطبيب بشقها حتى إكتشف ان السرطان عاودها وهو منتشر بنسبة 60% في جسمها. سمعنا كلاماً كثيراً، منهم من رأى انه "لم يكن عليها ان تخضع للشق" فيما الرأي الآخر يقول: "انها كانت ستموت من التهاب المرارة في حال انفجرت".
برأي نبيلة ان "ما جرى لا يتحمل احد مسؤوليته، لم تكشف الفحوص والصور أي أثر لمعاودة السرطان، وعند جراحة المرارة أخذ الطبيب خزعة ليتبين ان سرطان الدم عاودها من جديد. خضعت آية لعلاج كيميائي وحاول الأطباء القيام بما في وسعهم واتخاذ كل الإجراءات حتى النهاية لكن جسدها الصغير أنهكته كل تلك العلاجات واستسلم للموت منذ يومين. توفيت آية بعد "ما عبوا الروايا مي"، كنا نعيش على امل القضاء عليه إلا امي كانت تشعر هذه المرة ان الوضع مختلف، وانها ليست على ما يرام".
ارتاحت من الوجع
كانت آية تتعذب كثيراً، جسدها منهك وأسود اللون وبقيت طوال الليل تتقيأ نتيجة العلاجات. وفق ما قالت شقيقتها كانت "تناديني طوال الوقت لأنام بقربها وعندما لفظت أنفاسها الأخيرة كانت تنادي لوالدتي "ماما ماما ماما".
رحلت آية بصمت، غدرها السرطان مجدداً قبل ان يتمكن فريق العهد والنجمة من تقديم المباراة لها لاستكمال معركتها مع هذا الخبيث. وبالرغم من حرقة القلب ودموع شقيقتها، تقول: "غيابها صعب كتير بس ارتاحت من هالعذاب...تعبت كتير وهلق اجا الوقت ترتاح".
النهار اللبنانية