الملك بين شباب وشابات من محافظة عجلون غادروا ثقافة الانتظار إلى اغتنام فرص العمل والتدريب
جو 24 :
يوفر مصنع الجنيد للألبسة في محافظة عجلون مئات فرص العمل لفتيات من المنطقة، فيما ينخرط شباب وشابات آخرون في برامج تدريبية ومهنية يعقدها معهد التدريب المهني في المحافظة، سعياً منهم للحصول على فرص في سوق العمل.
واليوم، كان جلالة الملك عبد الله الثاني بين هؤلاء الشباب في المصنع والمعهد، الذين غادروا ثقافة انتظار الفرص إلى المبادرة في العمل والتدريب، وتحدثوا عن تجاربهم وما وُفر لهم من فرص مكنتهم من تأمين دخل مناسب لهم.
من بين هؤلاء الشابة غرام المومني، وهي طالبة ماجستير في جامعة اليرموك، والتي توجهت إلى التدريب المهني، لأنها كما تقول "يؤمن لها فرصة أوسع للعمل في المستقبل".
وتتلقى المومني مساقات تدريبية مكثفة في المعهد ضمن تخصص الفندقة، مبينة أن فكرة التوجه لهذا المجال كانت "مرفوضة" جملة وتفصيلا بالنسبة إليها، إلا أن تشجيع صديقاتها ودعم أهلها أسهم بتجاوزها هذا الحاجز، داعية الشباب والشابات التوجه إلى التعليم المهني والاستفادة من الفرص الوظيفية التي يوفرها بوجه عام.
وإلى جانب المتدربة غرام، ثمة ثماني فتيات في المعهد يحملن درجات جامعية توجهن إلى المعهد، لتلقي التدريب في مهن يحتاجها سوق العمل.
تشير ماجدة القضاة، التي تحمل درجة البكالوريوس في الكيمياء التطبيقية منذ 7 سنوات، إلى أن عدم توفر فرص عمل في مجال تخصصها دفعها للتوجه إلى المعهد، أملاً في تحسين فرصتها بالحصول على وظيفة تتغلب بها على مصاعب الحياة.
وفيما كان مجموعة من المتدربين يتلقون التدريب على صيانة المركبات، وقف جلالة الملك إلى جانبهم خلال الزيارة، حيث استمع منهم عن البرامج التدريبية التي يتلقونها بما يتلاءم ومتطلبات سوق العمل المتغيرة.
ويشهد المعهد إقبالاً متزايداً من أبناء المحافظة كما يقول القائمون عليه، وهو ما شرحته المدربة في قسم إنتاج الطعام والشراب هيام صبيح، بقولها إن أغلب المتقدمين للبرنامج يدركون وفرة فرص العمل في قطاع المهن.
وترى أنه هناك حاجة لدعم هذه المهن وترويجها لزيادة الإقبال عليها، فمعظم المتخرجين يحصلون على عمل، مبينة أن المتدربين في القطاع الفندقي الذي تشرف عليه يحظون بسمعة جيدة وتأتي ردود فعل إيجابية عنهم من قبل المؤسسات التي يعملون لديها.
وبعد أن استمع جلالة الملك من الطلبة عن البرامج والتحديات التي تواجههم، وجه جلالته المعنيين في الديوان الملكي الهاشمي بتأمين احتياجات المشاغل بالأدوات التي من شأنها النهوض بمستوى التدريب إلى الأفضل، وتوفير وسائل نقل لتوزيع المتدربين والمتدربات في الميدان ونقلهم من المناطق النائية، ومتابعتهم.
وبحسب مدير عام مؤسسة التدريب المهني، عمر قطيشات، فإن المعهد هو من ضمن 43 معهداً منتشرة في المملكة، حيث يضم المعهد نحو 13 مشغلاً مهنياً تدريبياً متخصصاً، ينتظم في برامجه حالياً 282 طالباً، تخرج منه منذ تأسيسه عام 2004 نحو 3153 شاب وشابة، حصل 2100 شخص منهم على فرص عمل، مبيناً أن هناك العديد من قصص النجاح التي خطَها شباب وشابات المعهد، والذين قاموا بتنفيذ مشاريعهم الخاصة بعد أن اكتسبوا المهارات والحرف اللازمة في المعهد.
وفي الباحة الرئيسية للمعهد، استمع جلالة الملك من عدد من خريجي المعهد عن قصص نجاحهم في تنفيذ مشاريع مكنتهم من تأمين مصدر دخل مناسب، ووفرت فرص عمل إضافية لعدد من أبناء المنطقة.
ومن بين هؤلاء علي القضاة، الذي أسس مشروع صيانة كهرباء المركبات، وقام بتوفير 3 فرص عمل للشباب، مبيناً أنه كان للتدريب الذي تلقاه في المعهد الأثر الأكبر في احترافه لهذه المهنة، وتأسيس مشروع يوفر مصدر دخل مناسب له.
وفي مصنع الجنيد للألبسة، قالت شيماء المومني، الحاصلة على درجة البكالوريوس في الهندسة المدنية، إن حاجتها وعدم حصولها على وظيفة، حفزها للعمل في المصنع القريب من مكان سكنها.
والتحقت المومني في العمل قبل أكثر من عام كعاملة مساعدة في قسم الموارد البشرية، لتصبح بعدها المسؤول المباشر في القسم كما تقول.
وتضيف أن هذا المصنع أسهم بتخفيف نسب البطالة بين صفوف شباب وشابات المنطقة عبر توفيره مئات فرص العمل، داعية الشباب للانخراط في مثل هذه الأعمال وعدم انتظار الوظيفة.
وعرض صاحب شركة الأزياء التقليدية لصناعة الألبسة سانال كومار، قصة البداية لعمله الاستثماري الخاص في المملكة الذي بدأ في العام 2003 بمصنع يضم نحو 300 عامل وبخطي إنتاج في مدينة الحسن الصناعية، ليتوسع نشاطه بعدها ويفتتح العديد من المصانع الأخرى في مختلف محافظات المملكة، بحيث وصل عدد العاملين فيها 24 ألف عامل وبـ 200 خط إنتاج.
وحسب المستثمر تقدر قيمة المبيعات نحو 500 مليون دولار سنوياً، وبما يشكل ثلث إنتاج المملكة من الألبسة، بحيث يتم تصدير منتجاته للأسواق الأمريكية والأوروبية.
--(بترا)