أشرف نعالوة.. شهيد بسيناريو آخر
صفا
لم يكن وقع استشهاد المطارد أشرف نعالوة بسيطًا على أهلفلسطين فجر الخميس، فقد دخل قلب كل فلسطيني منذ ملاحقته قبل أسابيع عقب تنفيذه عملية قتل فيها مستوطنان.
وسجل أشرف خلال فترة ملاحقته القصيرة إرباكًا غير عادي لكافة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية التي شنت عشرات الحملات العسكرية الواسعة لاعتقاله.
وينحدر نعالوة من ضاحية شويكة في مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية المحتلة والتي تحولت لثكنة عسكرية إسرائيليةفي الشهرين الأخيرين سيما حارة النعالوة فيها.
وفي الوقت الذي يستقبل فيه أهالي الشهداء التعازي بيوتهم، غدا لزامًا على والدة ووالد أشرف أن يعزيا نفسيهما من داخل سجون الاحتلال.
فوالدة أشرف الأسيرة وفاء نعالوة (54عامًا) تقبع في سجن الدامون، في وقت يقبع فيه والده وليد نعالوة في سجن مجدو.
معاناة لا توصف عاشتها عائلة المطارد نعالوة بالغت فيها قوات الاحتلال بشكل مقصود في التنكيل بها لكي تجعلها عبرة لعائلات المقاومين الذين يفكرون في تنفيذ عمليات ضد أهدافها.
أيمن شقيق أشرف كتب معلقًا على استشهاده إن "الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله، فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والانجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم وذلك الفوز العظيم ".. الحمد لله ثم الحمد لله..اللهم صبرًا...اللهم جبرًا..اللهم قوة..".
ويعرف مقربونمن أشرف عنه هدوئه وتدينه وتفانيه في عمله بقطاع التكييف.
شهيد بسيناريو آخر
أشرف الذي فكر مؤخرًابأن يرتقي شهيدًا في عملية فدائيةلم يكن بباله أنه سيطارد أو يخرج منها حيًا فكتب وصيته واقتحم أسوار مستوطنة "بركان" بسلاحه وقتل مستوطنين، لكن معجزة حدثت جعلته يخرج سليمًا ليكون سيناريو غير متوقع وهو الملاحقة.
وفي لائحة اتهام والده ووالدته، وجهت النيابة العسكرية للاحتلال لهما تهمة المعرفة المسبقة بنية ابنهما تنفيذ عملية عسكرية بإخبارهما بأنه ينوي الشهادة، فيما وجهت لشقيقه أمجد تهمة مساعدة شقيقه وتشويش عمليات التحقيق والبحث عنه.
ولم تسلم شقيقته الدكتورة فيروز نعالوة والتي تقطن في مدينة نابلس من الملاحقة والاعتقال إلى أن أفرج عنها قبل وقت قصير فيما اعتقل زوجها.
كما تنتظر العائلة تنفيذ قرار الاحتلال بهدم منزلهابعد رفض المحكمة العليا الإسرائيلية استئناف محاميها.
ومع بزوغ فجر الخميس بدأ المواطنون يتوافدون إلى هذا المنزل الخالي من أبنائه وهم يقولون: "شهيد تلو شهيد.. هذه ضريبة المقاومة ..يرحلون ولكن ينبتون خلفهم ألف أشرف".