حسناء روسية تعترف بأنها جاسوسة في أميركا وماهي مهمتها ومع من تواصلت ومن كان يدعمها.. وضعت شرطاً مقابل اعترافاتها
جو 24 :
اعترفت روسية أقامت شبكة قوية من الاتصالات مع الجمهوريين عبر اتحاد الأسلحة الأميركي ووصلت إلى الدائرة المحيطة بالرئيس دونالد ترامب، الخميس 13 ديسمبر/كانون الأول 2018، بأنها عميلة أجنبية. وتواجه ماريا بوتينا، وهي أول روسية مدانة في إطار القضايا الناجمة عن التحقيق في اتهام موسكو بالتدخل في الانتخابات الرئاسية لعام 2016، عقوبة السجن لمدة تصل إلى ستة أشهر، يتبعها احتمال ترحيلها.
وافقت مقابل عقوبة مخففة
ووافقت بوتينا (30 عاماً) على التعاون مع المحققين في إطار القضية واعترفت بعملها في التجسس مقابل عقوبة مخففة. وقالت بنبرة خافتة إنها «مذنبة» عندما سألها القاضي عن ذلك، حسب «أسوشيتد برس». وقالت النيابة إنها بدأت في آذار مارس 2015 خطة لنسج علاقات مع الحزب الجمهوري بهدف التأثير على السياسة الخارجية الأميركية، وإنها تعاونت مع صديقها الأميركي الناشط من الحزب الجمهوري والعضو في اتحاد الأسلحة بول إريكسون. وجه المؤامرة ومولها جزئياً ألكسندر تورشين المقرب من الرئيس فلاديمير بوتين وكان نائباً لحاكم البنك المركزي الروسي حتى تقاعده في 30 تشرين الثاني/نوفمبر. وبتوجيه من تورشين وبمساعدة إريكسون، قال ممثلو الادعاء إن بوتينا»سعت إلى إقامة خطوط غير رسمية للاتصالات مع الأميركيين الذين يتمتعون بالسلطة والنفوذ على السياسة الأميركية».
وقالوا «لقد حاولت بوتينا استخدام خطوط الاتصالات غير الرسمية هذه لصالح روسيا». وتكشفت قضية بوتينا خلال التحقيق الذي يجريه المحقق الخاص روبرت مولر في قضية تدخل موسكو في الانتخابات والتواطؤ المحتمل من قبل حملة ترامب مع الروس. وجاء إقرارها بالذنب بعد يوم من الحكم على المحامي الشخصي السابق لترامب مايكل كوهين الذي اتهم الرئيس بارتكاب مخالفات لقوانين تمويل الحملات الانتخابية. وزعم كوهين أن ترامب وجهه بدفع المال خلال حملة الانتخابات الرئاسية لإسكات امرأتين ادعتا أنهما أقامتا علاقة جنسية مع المرشح الجمهوري. تقربت بوتينا من أعلى الأوساط في الحزب الجمهوري بعد أن بدأت بتأسيس منظمتها الخاصة الروسية للحق في حمل السلاح بدعم من تورشين ثم اتصلت باتحاد السلاح الأميركي.
وفي نيسان/أبريل 2015، انضمت إلى المؤتمر الوطني لجمعية الأسلحة الأميركية حيث التقطت صورتها مع أعضاء جمهوريين بارزين وتم تقديمها إلى مرشح رئاسي جمهوري لم يحدد اسمه، وفق المدعين العامين. وبعد 8 أشهر، دعت عدداً من القادة الحاليين والسابقين في الجمعية إلى موسكو حيث قابلوا مسؤولين روس رفيعي المستوى. وخلال تجمع انتخابي لترامب في لاس فيغاس في تموز/يوليو 2015 اختيرت لتوجيه سؤال له حول توجهه بالنسبة للعلاقات مع روسيا، فقال حينها: «أعتقد أنني سأتفق مع بوتين … لا أعتقد أننا قد نحتاج إلى العقوبات»، ربما في أول إعلان له حول الأمر خلال الحملة. وفي عام 2016، التحقت بمدرسة الدراسات العليا في الجامعة الأميركية في واشنطن، وواصلت نسج علاقاتها في حين كانت تعيش مع إريكسون الذي ساعدها في الاتصال بمسؤول كبير في حملة ترامب هو ريك ديربورن الذي اقترح عقد اجتماع بين ترامب وبوتين قبل الانتخابات.
بعد هذا العرض، في أوائل أيار/مايو 2016، حضر تورشين عشاء رسمياً خلال المؤتمر السنوي لاتحاد الأسلحة في لويزفيل، في كنتاكي، حيث ورد أنه تحدث مع ابن ترامب دون جونيور.
قضية مهمة
قبض على بوتينا في 15 تموز/يوليو 2018 وحازت على الاهتمام في روسيا حيث وضعت وزارة الخارجية صورتها على حسابها على تويتر مع وسم (هاشتاغ) «الحرية لماريا بوتينا». اعترفت بالتآمر لعدم تسجيل نفسها كعميل لحكومة أجنبية، وهي تهمة غالباً ما تستخدم ضد جواسيس أجانب. لكن لم يكن هناك أي دليل على أنها عملت لدى أي من وكالات التجسس في موسكو. وتفيد تهمة التآمر وشهادة المدعين العامين بتعاونها في تحقيق أوسع نطاقاً، أنه يمكن توجيه اتهامات إلى آخرين على صلة بقضيتها. وستبقى محتجزة في الولايات المتحدة حتى صدور الحكم في شباط/فبراير أو بعد ذلك، ويتوقع أن تواصل التعاون مع التحقيق.