نحو 200 دولة توقع وثيقة المناخ
جو 24 :
في قمة المناخ العالمي في بولندا تمت بعد مفاوضات شاقة استمرت اسبوعين الموافقة على مجموعة شاملة من القواعد حول حماية المناخ. هذه القواعد من شأنها المساعدة في التخفيف من الاحتباس الحراري وتبعاته الخطيرة مثل الجفاف والعواصف والسيول والفيضانات. تنص الوثيقة، التي تمت الموافقة عليها في كاتوفيتس من جانب نحو 200 دولة، على أنه يجب على جميع البلدان الإبلاغ بشكل دوري عن حجم انبعاثات الغازات الدفيئة التي تطلقها وما تقوم به لمواجهة ذلك.
تحدث أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس ليلة الأحد عن نتيجة "صلبة"، غير أنه حث على مزيد من الطموح فيما يتعلق بحماية المناخ. ودعا لعقد اجتماع كبير للأمم المتحدة في سبتمبر / أيلول، يعلن فيه رؤساء الدول والحكومات عن آرائهم وتوجهاتهم.
ينفّذ هذا الاتفاق المكون من 130 صفحة عمليًا اتفاقية المناخ التاريخية المبرمة في باريس عام 2015،التى تهدف إلى الحد من ارتفاع متوسط درجات حرارة الأرض لأقل من درجتين مئويتين مقارنة بمستويات ما قبل عصر الصناعة. ووفقاً للنتائج التي توصلت إليها الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) ، فإن درجة حرارة الأرض قد ارتفعت بالفعل بمقدار درجة مئوية واحدة تقريباً. وفي ألمانيا أكثر قليلاً.
بعد صدور القرار صفقت وفود الدول الـ 196 والاتحاد الأوروبي وتبادلوا التهاني . وقالت وزيرة البيئة سفينيا شولتز (SPD) إن القمة أظهرت أنه كان من المجدي في فترات تسود فيها أزمات جيوسياسية أن نثابر على العمل من أجل التوصل إلى إجماع عالمي. وبحلول عام 2024 ولأول مرة لن يُضطر نصف العالم فقط، بل العالم بأسره، إلى الاهتمام بحماية المناخ.
تعتبر القابلية للمقارنة والشفافية مهمة، حيث أن اتفاقية باريس تقوم على الثقة المتبادلة. لا توجد عقوبات إذا لم تتمكن الدول من الالتزام بالاتفاق ولكن الضغط الجماعي من شأنه على نحو خاص ابقاء الجميع على المسار الصحيح.
الوقت ضيق: تعد السنوات الاربعة من 2015 إلى 2018 وفقاً لتحليلات المنظمة العالمية للأرصاد الجوية هي الأكثر دفئاً منذ بدء التسجيل في القرن التاسع عشر. جاءت السنوات العشرون الأكثر دفئاً في أثناء الـ 22 عاماً الماضية. إذا استمر الامر كما كان من قبل، فسوف نعيش في نهاية هذا القرن ربما في عالم تزيد حرارة مناخه على ثلاث درجات مئوية. من أجل وقف هذا الاتجاه يجب تخفيض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، الناتجة على سبيل المثال عن حرق الفحم والنفط أو تربية الحيوانات، بشكل كبير في السنوات القادمة.