لماذا يلجأ المصريون إلى تزويج الأطفال؟
جو 24 :
رغم أن القانون المصري رقم 64 لسنة 2010 ينص على اعتبار الزواج المبكر أو #زواج_الأطفال حالة من حالات الإتجار بالبشر، ويعاقب المتورطين فيه بالسجن المؤبد لمدة 25 عاماً وغرامة 100 ألف جنيه، إلا أن أرقام جهاز الإحصاء أظهرت وجود آلاف الأطفال ممن تزوجوا أو سبق لهم الزواج.
لذلك ما هي الأسباب التي تدفع #المصريين إلى تزويج الأطفال؟ وما هي الأضرار النفسية والعضوية التي تصيب الطفلين الزوجين؟
الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، يؤكد لـ" العربية.نت" أن زواج الأطفال يعتبر جريمة في حق المجتمع لما يسببه من مشاكل نفسية وعضوية تؤدي غالباً في الكثير من الحالات إلى الطلاق.
ويقول إن ظاهرة الزواج المبكر ترجع لأسباب كثيرة على رأسها المصالح الشخصية الضيقة، حيث يحرص الأهالي على تزويج أطفالهم الصغار للحفاظ على الميراث والأراضي والأموال التي تمتلكها العائلات، كما يحرصون على زواج أطفالهم لكي يكون للأهالي السلطة والقرار داخل العائلة، فضلاً عن أن بعض عائلات الصعيد يرونها مدعاة للفخر والتباهي وتحصن الأطفال - فور بلوغهم - من الوقوع في الخطيئة.
ويضيف أن العواقب المترتبة على الظاهرة تحدث كثيرا عند الولادة والحمل مثل نقص وزن المولود بعد الولادة بشكل ملحوظ، بالإضافة إلى سوء التغذية و المعاناة من النحافة وتأخر النمو البدني، هذا من الناحية الصحية، كذلك تؤدي الظاهرة لمشاكل اجتماعية مثل توقف الفتاة عن التعليم، وتعرض الفتيات للاستغلال والعنف المنزلي، إضافة إلى عدم نضج كلا الطرفين لكونهما مازالا في مرحلة المراهقة والتي تعتبر مرحلة لتكوين الشخصية وتشكيلها.
الفقر يمثل أحد الأسباب الرئيسية لانتشار الظاهرة، كما يؤكد الخبير النفسي، بالإضافة إلى خوف الآباء من تحمل أعباء البنات مما يجعلهم يلجأون إلى تزويجهن في سن مبكرة، فضلاً عن انخفاض نسب التعليم لدى الفتيات بسبب الموروثات الراسخة خاصة في الريف من أن دور الفتيات يقتصر على الأعمال المنزلية.
ويطالب استشاري الطب النفسي، الدولة بتنظيم حملات لنشر التوعية الصحية في مواجهة ظاهرة يمكن أن تكون أحد أهم التحديات في السنوات القادمة لو استفحلت وتفاقمت.