حرب محتملة بين لبنان واسرائيل عنوانها الذهب الاسود
حلم امتلاك النفط في لبنان قد يتحقق قريبًا، هذا ما تعلنه اليافطات التي انتشرت في المناطق اللبنانية معلنة نفط لبنان الخلاص من ازمته الاقتصادية، ما مدى صحة الامر وما دور اسرائيل في تقاسم هذه الثروة؟.
بيروت: كثرت الاعلانات على طرق لبنان وكلها تشيد بمدى اهمية استخراج النفط في لبنان في مساعدة جميع القطاعات ماديًا، ورغم عدم وثوق اللبنانيين بقدرة الاداريين على التعامل مع هكذا ثروة بشفافية وعدم سرقة، بقيت تلك الاعلانات تدغدغ احلام اللبنانيين بثروة مستقبلية قد تساهم في انعاش مستقبل لبنان.
يقول الخبير الاقتصادي لويس حبيقة ل"إيلاف" ان هناك احلامًا لا تزال في الهواء حول امتلاك اللبناني للنفط لان لا شيء واضح حتى الآن، وتوقيت كل هذه الضجة اليوم حول النفط في لبنان انما هو سياسي، من خلال انتشار الموضوع على لوحات الاعلانات، اكثر مما هو مالي او اقتصادي، بمعنى اليوم هناك تأليف الحكومة وبعدها الانتخابات النيابية، ومنها استفادة دعائية، وقد يستغرق الامر سنوات عدة في لبنان لاستخراج النفط، لان التنقيب لم يجر حتى الآن.
ولا يرى حبيقة ان المرحلة المقبلة مع اسرائيل ستكون بالضرورة حربًا على النفط، لان الامر لا يزال باكرًا، والنفط لن يشكل حربًا مع تقسيمه، و الارض عكس ذلك قد تحدث حربًا، والنفط يمكن تقسيمه، والامر اسهل بكثير، وهناك نفط في كثير من الدول تم تقسيمه، وسوف يجدون معادلة ما بين لبنان واسرائيل وسائر الدول لتقسيم النفط، واسرائيل في حال عداوة مع لبنان ولا بد من الامم المتحدة ان تتدخل.
ولا يرى حبيقة ان مجرد التنقيب عن النفط في لبنان سوف تضع الدول الكبرى كأميركا وغيرها عينها على لبنان، وتبقى مجرد اوهام، لان لاميركا نفطها الخاص اليوم، من خلال غازها المكتشف حديثًا، وليست بوارد ان تضع عينها على بترول غيرها من الدول لانها بعد سنوات قليلة ستصبح المصدرة الاولى للنفط في العالم، ولن تهتم نفط لبنان.
ولدى سؤاله انها اهتمت مثلاً سابقًا بنفط العراق في العام 2003؟ يجيب حبيقة:" هناك احلام اخرى غير النفط دفعت باميركا الى الحرب مع العراق وغيرها من الدول، كان يهمها ايضًا النفوذ السياسي.
تعزيز كل القطاعات
لاي حد يساهم اكتشاف النفط في لبنان بتعزيز اقتصاده وتحريره؟ يجيب حبيقة الى اقصى الحدود، ولكن يجب التنقيب في البدء وهو مع استخراجه يضفي ايرادات كبيرة، مما يريح الموازنة ويجعلنا نغلق جزءًا من الدين العام ويريح البلد اقتصاديًا.
ويلفت حبيقة الى اننا لا نزال نتكلم احلامًا واوهامًا حول هذا الموضوع، وتوصلوا الى وجود نفط فقط في لبنان وتبقى العبرة في التنقيب، لمعرفة اين وما هي الكمية الموجودة، ولا نزال نتكلم عن مشاكل حول الموضوع مع اسرائيل وقبرص وسوريا.
ويؤكد حبيقة انه ربما قد تكون كلفة استخراج النفط من لبنان كبيرة جدًا، وهنا لن يستفيد لبنان كثيرًا اقتصاديًا من وجود النفط فيه.
عن القطاعات التي تستفيد مباشرة من استخراج النفط في لبنان، يرى حبيقة ان كل قطاعات البلد ستستفيد، لانها كلها تعتمد على النفط، ومنها قطاع النقل، والانتاج، وخصوصًا الصناعة، لان المحروقات مهمة جدًا لها، والزراعة تستفيد قليلاً واقل منها الخدمات.
عن دور سوء الادارة واستفادة بعض الشخصيات ماديًا من وجود النفط على حساب لبنان يقول حبيقة ان هذا يعود الى قلة ثقة المواطن اللبناني بالسياسيين وسوء ادارة القطاعات، لان لبنان جرّب الموضوع سابقًا، ولا ثقة للمواطن، وهي مفقودة اليوم، وليس من مسؤولية النفط بل من سوء الممارسة منذ خمسين عامًا حتى اليوم، ومن حق اللبناني ان يشك الى اين ستذهب مصادر اموال النفط، وسوء الممارسة الادارية هذه يخاف المواطن ان تنعكس ايضًا على النفط، لان الاجواء في البلد لا تطمئن ان ادارة النفط ستكون افضل من الامور الاخرى السابقة، وسوف يختلفون على التعيينات، وما حصل اليوم من تعيينات جعل الجميع يتساءل هل الاشخاص في مكانهم المناسب؟ هناك سؤال كبير على امور كثيرة لا تطمئن الناس واللبنانيين، والنفط اليوم يبقى مجرد امنيات يحاول البعض الاستفادة منها سياسيًا، مع ادارة قد لا تكون شفافة.
(ايلاف)