طرق الإيقاع بعريس 5 نجوم
في المجتمع الإماراتي حيث تفرض مشكلة العنوسة نفسها بقوة، تتعدد الجنسيات، وتختلط ببعضها مشكّلة نسيجاً اجتماعياً شديد التعقيد، فالكل يريد إقامة علاقة دون رغبة بالزواج.
هنا تجد الفتاة نفسها أمام رجال من أكثر من 200 جنسية منهم أثرياء أو أكثر من متوسطي الحال، أو حتى مستعدين للاستدانة والصرف عليها، حتى أن نورة سلمان، طالبة جامعية، تعترف بخجل بأنها ادعت أمام زملائها أن والدها مدير عام لمؤسسة كبرى بينما هو موظف، إلى أن تقدم لها أحد زملائها طالباً خطبتها، وهو يتمنى أن يحصل من خلالها على فرصة عمل، تضيف نورة: «كان صريحاً معي زيادة على اللزوم، وقال لي لأنك مؤدبة ولطيفة الشكل ووالدك مدير عام حتى أخبرته أن والدي موظف».
«إماراتية وأفتخر»
هو أيضاً أسلوب لجذب الشبان تتخذه بعض الفتيات من جنسيات أخرى؛ لما تتمتع به الإماراتية من ثراء، ولا تنكر فرح عبدالله، طالبة جامعية، أنها كانت تدّعي أنها إماراتية، وترتدي الشيلة والعباءة، وتتقن الحديث باللهجة الإماراتية. تضيف فرح: «تعرفت إلى شاب إماراتي ثري، لكنه كغيره كان يعتقد أنني إماراتية، وبعد أن طلب يدي للزواج أخبرته أنني لست إماراتية، فرفضني أهله».
والدي ثري
إحدى زميلات هند عادل، طالبة إعلام، كانت تدّعي أن والدها شديد الثراء، وترتدي عادة ملابس غالية، وتأتي بسيارة فاخرة للجامعة، تتابع هند: «كثيراً ما كنت أسمع الشباب يقولون: المحظوظ من يتزوج فلانة، لكن اكتشفت إحدى زميلاتي أن فلانة ليست أكثر من مخادعة، فبيتهم شقة متواضعة، والسيارة الفاخرة التي تركبها لشقيقها الذي يعمل سائقاً في شركة تأجير سيارات، والملابس الغالية تأخذها من محل تعمل به أختها، فيما زميلة روزان عطية، طالبة في كلية الإعلام، تدّعي أشياء كثيرة ليست موجودة فيها ومنها حصولها على جنسية كندية تتابع روزان: «سألتها لماذا لا تستخدمين الجواز الكندي فادّعت أن أمها تخفيه عنها؛ حتى لا تسافر وحدها! لكنها اعترفت مرّة بأن إدعاءها الحصول على جنسية أجنبية يجذب الشباب لها كما يجتذب العسل الذباب ».
ضحايا الخداع
الغريب أن الفتيات يبدأن بهذه الأساليب الخداعية منذ سن مبكرة، فالشاب أحمد منصور، طالب ثانوية، وقع ضحية خداع إذ تعرف على فتاة عن طريق الفيس بوك، وكانت تضع صور فتاة باهرة الجمال، وعندما طلب منها أن يلتقيا رفضت لكنها بعد إلحاح منه وافقت، يستدرك أحمد «وجدتها فتاة قبيحة رغم الماكياج الصارخ، والعدسات اللاصقة، والكعب العالي الذي تنتعله، فعملت لها «ديليت» من حياتي».
ويحدثنا فهد الزرعاني، طالب في كلية الإعلام، عن صديق له لديه عمة عانس تجاوزت الأربعين، بينما كانت تدعي أنها في بداية الثلاثين، وتقدم لخطبتها شاب وعندما ذهبوا لعقد القران، اكتشف عمرها الحقيقي فرفض الزواج بها.
أمهات يشتكين
شاب شعر الأمهات من كذب الفتيات على أبنائهن، حتى أن مريم عبدالله، موظفة، لم تكن مرتاحة عندما تعرف ابنها، طالب جامعي، على إحدى الفتيات من جنسية عربية، كان ذلك في أحد المجمعات التجارية، ولم تعرف بأمر الصداقة بينهما إلا عندما طلب منها أن يخطبها، تتابع مريم: «عندما سألته عن أصلها وفصلها صمت ولم يجب بشيء، فشعرت بأنها ورطته ليتزوج منها، وعندما ألححت عليه بالسؤال قال إنها لم تمانع أن يقيم معها علاقة، لكنها بعد ذلك أصرت عليه أن يتزوجها وإلا سوف تدّعي عليه أنه اعتدى عليها، حينها كان عليّ أن أتدخل؛ لأحمي ابني من هذه المفترية، ولم يكن صعباً عليّ أن أعلم بعد أن قابلتها أن هدفها مادي بحت، فأعطيتها مبلغاً من المال وانتهى الأمر».
إحساس بالنقص
لابد للأمهات الانتباه لسلوك بناتهن إذا لاحظن أي ميل للخداع في شخصياتهن، حسب نصيحة هند البدواوي، مرشدة نفسية وأسرية بدار رعاية الفتيات في الشارقة، تتابع: «بعضهن بالفعل يلجأن لادعاء أشياء غير حقيقية أو غير موجودة بهن أصلاً، وهذا دليل على الإحساس بالنقص، والمشكلة إذا كان هذا الإحساس موجوداً عند الأم، فهي ستدعم ابنتها في الاستمرار بهذا الخداع».
فيما يعتبر الدكتور علي الحرجان، استشاري الطب النفسي في الشارقة، أن الميل للخداع واعتماده كسلوك للتعامل مع الآخرين يدل على اضطراب في شخصية الفتيات، وأنهن لا يُقمن اعتباراً لإيذاء الآخرين، وهمهن الوحيد الوصول لأهدافهن، وهؤلاء لابد أن يلجأن للعلاج السلوكي.
(سيدتي)