قصة ملهمة.. طبيبة مصرية توقف قطاراً لإنقاذ طفل من الموت
جو 24 :
قصة وقعت أحداثها في مصر، الاثنين، تحركت في تفاصيلها الإنسانية بكافة صورها، واستجابت لها كافة أجهزة الحكومة بكل انسيابية وسلاسة.
البداية من محطة قطار أسيوط جنوب البلاد، حيث استقلت الطبيبة وسام رمزي، البالغة من العمر 38 عاماً، القطار رقم 935 المتجه إلى الإسكندرية. كانت الرحلة عادية وطبيعية، حيث تطالع فيها الطبيبة مجلة كانت بحوزتها، وتطل من حين إلى آخر على المناطق والمدن التي يمر عليها القطار.
وصل القطار إلى محطة رمسيس بقلب القاهرة، حيث توقف قليلاً. وعقب انطلاقه بلحظات، قطع مساعد السائق حالة الهدوء والصمت، صارخاً: "هل يوجد طبيب في القطار؟ لدينا طفل يموت بين أحضان والدته".
وقامت الطبيبة على الفور من مقعدها ورافقت الرجل إلى العربة الأخرى التي يتواجد بها الرضيع ووالدته. وعندما فحصته اكتشفت أن الطفل، البالغ من العمر عاما ونصفا، فاقد للوعي ويكاد قلبه يتوقف.
أجرت الإسعافات الأولية اللازمة، مثل التنفس الصناعي وإنعاش القلب. وبالفعل استجاب الطفل وبدأ التنفس بشكل طبيعي لكنه ما زال فاقداً للوعي.
وفي تلك اللحظة، شعرت الطبيبة بالخطر، وطلبت من مساعد السائق إيقاف القطار ونقل الطفل لأقرب مستشفى، فرفض طلبها باعتبار أن خط سير القطار لا يسمح له بالتوقف سوى في محطة طنطا، ولو استجاب لطلبها سيتعرض هو والسائق للمساءلة وربما المحاكمة.
ولم تلقِ الطبيبة بالاً أو تعير حديث مساعد السائق اهتماماً، فسارعت لاقتحام قمرة القيادة وهددت السائق بالمحاكمة لو لم يتوقف في أقرب محطة. وبعد مشادات ومشاجرات وصراخ، اضطر لإبلاغ ناظر المحطة بتفاصيل الأمر كله، وساعد الطبيبة في التحدث معه وشرحت له خطورة الحالة.
تواترت الاتصالات بعد ذلك ورفعت التفاصيل لمسؤولين في وزارات النقل والصحة والداخلية. وكانت التعليمات سريعة وواضحة، وهي إيقاف القطار في أقرب محطة، ونقل الرضيع إلى مستشفى الأطفال في المدينة.
توقف القطار في محطة بنها، وهناك كانت سيارة إسعاف جاهزة ومجهزة لنقل الطفل إلى المستشفى، وكانت برفقتها سيارة شرطة وقوة أمنية لتسهيل مرورها وسط الزخام وإغلاق الإشارات المرورية لو اضطر الأمر. وخلال لحظات قليلة، وصل الرضيع إلى المستشفى وتم إنقاذه بمعجزة.