أحبت 3 رجال قتلوا أنفسهم، ثم أُغرمت بطالبها.. قصّة حياة داليدا وسبب انتحارها!
يحتفل العالم، اليوم الخميس، بالذكرى الـ86 لميلاد المغنية المصرية الفرنسية داليدا ، والتي عاشت حياة ساطعة في ظاهرها ومأساوية في جوفها انتهت بالانتحار سنة 1987.
قصة المغنية المصرية الفرنسية داليدا بدأت بعد تتويجها بلقب ملكة جمال مصر
بدأت مسيرة المغنية داليدا عندما أصبحت ملكة جمال مصر عام 1954، وفي نفس العام، انتقلت إلى العاصمة الفرنسية باريس لتلتحق بمهنة التمثيل، بحسب صحيفة The independent.
ومن المعروف أن داليدا وُلدت في حي شبرا بالقاهرة عام 1933 لوالدين إيطاليين وسافرت لاحقاً إلى فرنسا حيث اكتسبت شهرتها هناك.
أعمال المغنية داليدا السينمائية
ظهرت داليدا، واسمها الحقيقي هو «يولاندا كريستينا جيجليوتي»، في أول أفلامها The Story of Joseph and His Brethren كممثلة دوبلير، حيث صادف أنها كانت موجودة في الاستوديو فتم اختيارها لأداء الدور.
بعد هذا الفيلم عادت داليدا للعمل في السينما المصرية، وكان لديها أعمال مميزة، رغم قِلَّتها فقد قدمت 4 أفلام فقط بدأتها بدور «كومبارس» صامت حتى وصلت لدور البطولة في فيلم «اليوم السادس» ليوسف شاهين، بعدما لمع اسمها في عالم الغناء.
أول أدوارها العربية كان من خلال دور بسيط في فيلم «ارحم دموعي» من إخراج هنري بركات وبطولة فاتن حمامة ويحيى شاهين، وأدت فيه داليدا دور إحدى الفتيات على الشاطئ.
وفي العام نفسه قدمت مع المخرج حسن الصيفي فيلم «الظلم حرام» من بطولة شادية وعماد حمدي وإسماعيل يس وماجدة، وكانت بالفيلم «كومبارس صامت».
وفي عام 1955 اختارها المخرج نيازي مصطفى لتقوم بدور الممرضة يولندا في فيلم «سيجارة وكاس» من بطولة فاتن حمامة وسراج منير، وتقرر بعدها داليدا الهجرة إلى فرنسا؛ لتحترف الغناء وتحقق شهرة كبيرة.
وبعد مرور 31 عاماً تعود داليدا إلى السينما المصرية مرة أخرى مع المخرج العالمي يوسف شاهين في فيلم «اليوم السادس»، وجسَّدت به دور البطولة لشخصية «صدّيقة» وكان الدور بمثابة تحدٍّ كبير لداليدا، ونجحت فيه وأثبتت موهبتها التمثيلية الكبيرة بتجسيد شخصية الفلاحة المصرية التي تخشى على حياة حفيدها.
أغاني داليدا
أكتشف رولاند برجر موهبة داليدا، حيث كان يعمل «مدرب صوت» فحاول إقناعها بالغناء، وأن تبتعد عن التمثيل كونها تمتلك صوتاً رائعاً.
وبالفعل اقتنعت وأعطاها برجر دروساً في الغناء وبدأت غنائها في الملاهي الليلية، ثم فُتحت لها أبواب الشهرة وغنت أكثر من 1000 أغنية.
كما تعتبر داليدا فنانة شاملة قدمت الغناء والتمثيل على مدار عمرها الفني الذي امتد لـ 33 عاماً، فرصيدها الغنائي يبلغ أكثر من 1000 أغنية سجلتها بتسع لغات هي الفرنسية والإسبانية والإيطالية والألمانية والعربية والعبرية واليابانية والهولندية والتركية و4 أفلام سينمائية.
وفي بعض الأحيان سجلت الأغنية نفسها بلغتين مختلفتين، كما فعلت عام 1977 عندما قدمت الأغنية المصرية «سلمى يا سلامة» باللغتين الفرنسية والعربية.
وتعد أغنية داليدا حلوة يا بلدي من أبرز ما غنته داليدا طوال مشوارها الفني، كما أن لديها أغاني أخرى بعدة لغات منها وJ’Attendrai وBambino وAvec Le Temp .
قصّة حياة داليدا
رغم شهرتها وثروتها فإن حياتها الخاصة كانت أشبه بمسرحية مأساوية منذ بداية زواجها حتى نهايتها.
فقد تزوجت من أول رجل أحبته بصدق وهو Lucien Morisse، لكنهما انفصلا عن بعضهما بعد زواج دام عدة أشهر فقط.
ورغم أن حبهما كان حديث المجتمع في ذاك الوقت، فقد كان كل واحد منهما يصرح للآخرين بأنه متيم بالآخر ولا يمكنه أن يعيش من دونه؛ لأنه حب حياته وما إلى ذلك.
وكان سبب الانفصال هو بعد أن عثرت داليدا على حبها الحقيقي بعد أن اعتقدت أن حبها هو فيمن تزوجته وكان الرجل الذي تركت داليدا زوجها من أجله هو الرسام Jean Sobieski.
وبعد سنوات قليلة من طلاقها، قام زوجها الأول لوسيان بإطلاق النار على نفسه بعد فشله بزواجه الثاني ومحاولاته أيضًا الرجوع لحبه إليها.
في سنة 1967 دخل العشق إلى قلب داليد مجدداً عندما التقت بشاب إيطالي اسمه Luigi Tenco وكان مغنياً لا يزال في بداية طريقه.
وقامت دليدا بدعمه ليصبح نجماً، لكن الفشل طرق بابه بعد مشاركته بمهرجان سان ريمو سنة 1967.
ليقوم بعد ذلك بالانتحار بمسدسه في أحد الفنادق، والمؤسف في الأمر أن داليدا كانت أول من رأى جثته ممدة ومغطاة بالدماء، عندما ذهبت لتواسيه بعدم نيله التقدير في المهرجان.
وعندما تمكنت من نسيان الماضي أحبت رجلاً بفترة السبعينات ولكنه هو الآخر توفّي منتحراً.
في عام 1973 أطلقت داليدا أغنية Il venait d’avoir dix-huit ans والتي تعني باللغة العربية «بلغ للتور 18 عاماً».
وفي هذه الأغنية تحكي داليدا عن علاقتها مع طالب أصغر سناً منها، مما أدى إلى حمل غير مخطط له.
علاقة غرامية بين داليدا وطالبها
ووفقاً لشقيق داليدا، المنتج أورلاندو، الذي تحدث عن ذلك علناً، كانت داليدا في الـ34 من العمر في وقت العلاقة بينما كان الطالب يبلغ 22 عاماً.
وقد أجهضت المغنية حملها، في وقت كان الإجهاض فيه غير قانوني في فرنسا وإيطاليا، وقد أدت هذه الخطوة إلى عدم قدرتها على إنجاب أطفال، وشعورها القاسي بالوحدة، الأمر الذي أثر عليها نفسياً.
سبب وفاة المغنية داليدا
جاء موت المغنية داليدا في 3 مايو/أيار عام 1987 في باريس خبراً صاعقاً على محبيها، كونها انتحرت إثر تناولها جرعة زائدة من الحبوب المنومة.
وتركت رسالة قصيرة تطلب فيها الصفح من جمهورها، فيما لا يعلم أحد لماذا انتحرت المغنية داليدا.
دُفنت داليدا في حي مونمارتر في باريس الذي انتقلت للعيش فيه عام 1962.
وهناك أنجز النحات الفرنسي أصلان تمثالاً بالحجم الطبيعي للمغنية ليوضع على شاهد قبرها، مما يسهل التعرف عليه في مقبرة مونمارتر.