ما بعد الاخفاق الاسيوي.. هذه مشكلة منتخب النشامى!
جو 24 :
كتب مروان العساف - أما وقد عاد منتخبنا الوطني من دولة الامارات العربية المتحدة إلى المملكة بعد مشاركة متواضعة على المستوى الفني والتكتيكي، فقد آن الأوان لاطلاق ما احتبس الصدر من رأي كان من الواجب الاحتفاظ به خلال الفترة الماضية لعدم التأثير على معنويات النشامى..
مشكلتنا الأساسية تكمن في عنصرين اثنين؛ اتحاد الكرة ابتداء، ومن بعده اعلام رياضي مراهق أتعبنا وأتعب النشامى وصنع مديرا فنّيا لا يملك الحدّ الأدنى من الفكر الذي يؤهله لقيادة منتخب وطني ولا حتى فريق محلي متوسط الترتيب!
لا أعلم كيف جعل البعض من المدرب البلجيكي فيتال بوركلمانز أفضل مدرب في تاريخ الأردن لدرجة أن طالبوا منتقديه سابقا بالاعتذار من مقامه السامي، إلى جانب قيامهم بشحن الجماهير بعد فوز باهت على استراليا واداء سيء أمام المنتخب الفلسطيني لدرجة جعلت البعض يحلم بمعانقة ذهب آسيا.. مع أننا لم نتمكن من هزّ شباك المنافسين خلال أربع مباريات إلا عبر أربع مناسبات "ثلاث منها من ضربات ثابتة".
سبق أن حذّرنا بعد الأداء الباهت والتكتيك الضعيف أمام منتخب فلسطين من تعظيم التطلعات، خاصة وأن الخصم في الدور التالي لن سيكون أكثر صعوبة ويملك الدهاء الكافي لتحقيق المطلوب وهو التأهل، والواقع أن الخروج أمام فيتنام لم يكن مستغربا، فأداء المنتخب والمدرب أعطى انطباعا بأننا هواة في كل شيء، وقد تلاعب بنا الكوري بارك هانج سيو وأتعبنا بذكائه، ابتسامته لم تفارق وجهه منذ بداية اللقاء وكأنه يعلم تماما وواثق جدا من أن الانتصار سيأتي في أي وقت، وهو مدرب ترفع القبعات له احتراما لعبقريته وحنكته وتكتيكه.
منتخبنا منذ تسعينيات القرن الماضي غير قادر على اكمال مباراة واحدة بنفس الرتم والاداء العالي، وهذا مؤشر على أننا لن نتطور، والمطلوب اليوم من الجميع مراجعة الحسابات والتعلم من الدرس والنهوض من جديد والتركيز على تكثيف الجوانب اللياقية للاعبي منتخبنا. كرة القدم خاسر وفائز والخسارة ليست نهاية العالم والأهم معالجة الأخطاء..
ولا بدّ للاعبينا أن يعلموا أن الغرور والأنانية لا تصنع من النجم الواعد موسى التعمري رونالدو أو ميسي، وهذا الحديث ليس للشماتة بل تحقيقا للمصلحة العامة.. لا بدّ لنا من الاستفادة من المدارس والتجارب الكروية العالمية الناجحة، ولا بدّ لنا من بناء ثقافة كروية وحياتية للاعبينا تهذّب وتطوّر امكانياتهم الفنية والبدنية والأخلاقية.
كما أن علينا تطوير الدوري ليكون دوري محترفين قوي بحقّ، وتنمية لاعبينا ليكونوا محترفين في دوريات قوية بحق، وبغير ذلك لن نحقق شيئا في كرة القدم وسنكون كمن يحرث في الماء، ويجعل من النجاحات المحدودة للكرة الأردنية مجرّد "ضربة حظ".
آن الأوان لجماهير الكرة الاردنية ان تكون واقعية بدلا من الإفراط في الامال..