"أنتِ ناشز" ذريعة يسيء استخدامها الرجال!
النشوز حقيقة أقرتها الشريعة الإسلامية، وعرفتها وأوجبت الأحكام بشأنها حفاظاً على الحقوق الأسرية... إلا أنّ هذه الكلمة قد أصبحت كالسهم في فم بعض الرجال يطلقها متهماً زوجته بها جارحاً إياها ظلماً وزوراً، وكأنه يستخدم الدين في صالحه فيطوّع الأدلة ويعسف القرائن ويتمسّح بالشرع من أجل إلزام زوجته بأمر معين أو بطريقة معينة في المعاشرة، فهو للأسف الشديد بعدما يحتج بالقوامة عليها، ومرة أخرى ينادي بحقوقه الشرعية يتجرأ ويتهمها بالنشوز..
حول هذا الموضوع تحدثنا إلى المستشار الاجتماعي والأسري عبد الرحمن القراش لتوضيح حقيقة النشوز، ومتى يجب إطلاق هذا اللقب على المرأة؟؟
بداية يخبرنا الأستاذ عبد الرحمن أنّ النشوز في الشريعة والقانون والعرف هو تعالي المرأة عن القيام بما فرضه الله عليها من حقوق لزوجها من دون عذر، ويمكن إيجاز مظاهر هذا النشوز في ما يأتي:
1- امتناع المرأة عن المعاشرة في الفراش من دون ضرر عليها أو عذر شرعي.
2- مخالفة الزوج وعصيانه فيما أمر أو نهى من دون عذر منطقي، فربما المخالفة فيها مصلحة لهما.
3- ترك واجباتها المنزلية من خدمة الزوج والأبناء وإكرام ضيفه.
4- سلاطة اللسان وسوء العشرة والأذية.
ولكن هناك العديد من الأمور لو قامت بها الزوجة لا تعدّ ناشزاً، ومن قال بها فقد ظلم زوجته واتهمها بالنشوز من غير وجه حق وهي:
1. رفض المرأة طاعة الزوج في معصية الله .
2. رفض المرأة السكن مع ضرتها، إلا أن تقبل هي طوعاً منها وليس إجباراً لها.
3. رفض المرأة فراش الزوج بسبب المرض أو الضرر عليها.
4. رفض المرأة القيام بالأعمال الشاقة التي لا تتناسب مع طبيعتها.
5. رفض المرأة زيارة أقاربه خوفاً على نفسها أو أبنائها من فساد دينهم أو أخلاقهم.
6. رفض المرأة إعطاء الرجل مالها أو راتبها أو الصرف في بيته.
عندما تكون ناشزاً
ويضيف القراش: أما في حال ظلم الزوج لها وتسلطه عليها وتجبره فلا يجوز لها شرعاً أن تنشز وتعامله بسوء؛ لأنها تراعي ربها في طاعتها لزوجها واحتسابها في أجر عظيم. إلا أن تخرج من بيته هرباً من ظلمه فلا تعدّ ناشزاً. فالمرأة بطبيعتها اللين والتسامح ومن المستحيل أن تبحث عن خراب بيتها بيدها، وإحقاقاً للحق.. المرأة في معظم الأحيان لا تتصرف بنشوز مع زوجها بهواها وإنما بدفع الرجل لها وإجبارها من خلال ظلمه وتقصيره بحقوقها وجفائه لها وعدم مراعاة حدود الله في علاقته بها.
أما إذا كانت المرأة متكبرة أو متسلطة أو عدم مدركة لحدود الله وواعية بواجباتها أو ذات خلق سيئ فتعدّ ناشزاً إن قامت بشيء من الصور السابق ذكرها، وعنده تسقط النفقة عليها والقسم في المبيت لكن لا يحق للزوج تعنيفها بالضرب والإهانة. هناك أمور يمكنه أن يتعامل بها حتى تعود لرشدها. ومنها: وعظها، وتذكيرها بالله، وهجرها في الفراش، وإدخال أحد من أهلها لنصحها.
سيدتي