"روبوتنا" والفزعة الحكومية لتشجيع "روبوتكس": وزارات تعجز عن دعم مبادرة ناجحة بـ 1500 دينارا!

أحمد الحراسيس - انتهت قضية تحفّظ دائرة الجمارك العامة على "روبوت" طلبة مدارس اليوبيل الذي صنعوه وحصلوا من خلاله على مركز متقدم في بطولة العرب للروبوت في الكويت بفزعة حكومية ومحاولة بائسة ومكشوفة لركوب موجة السخط الشعبي على الاجراء من خلال قيام الحكومة بطلب تقرير مفصّل عن تلك الحادثة، ولكن..

يؤكد الواقع أن الحكومة لا تقدّم ما يلزم لدعم وتشجيع الشباب الأردني للتعمّق في علم صناعة الروبوت، بل إنها تتجاهل وتهمّش اولئك الشباب وعلى رأسهم المبادرون! وذلك بالرغم من تميّز الفرق الأردنية في هذا العلم، وبالرغم من المبادرات الشبابية الجادة لنشر العلم الذي اكتسبه هؤلاء الشباب، وبالرغم من الحديث الرسمي الكثير عن ضرورة اللحاق بركب التطور والتقدم العلمي الذي يشهده العالم.

مبادرة "روبوتنا" التي انطلقت من حيّ الطفايلة شرقي العاصمة عمان بجهود شبابية وطلبة من خريجي جامعة الطفيلة التقنية والجامعة الأردنية، تمكنت من تدريب 2700 طالب وطالبة منذ عام 2015، والفوز بالعديد من المسابقات المحلية وحصد جوائز عالمية، بالاضافة إلى تحقيقها مراكز متقدمة في مختلف المسابقات العالمية التي شارك فريق "روبوتنا" بها.

المشكلة التي تعانيها "روبوتنا" منذ انطلاقها هي ذات المشكلة التي تعانيها فرق ومبادرات "الروبوت" والمبادرات الشبابية المتميزة الأخرى، وهي انعدام الدعم الحكومي والخاص على حدّ سواء، حتى أنها تضطر لجمع التبرعات من الأهالي من أجل توفير تكاليف التجهيز للمشاركة في المسابقات العالمية وتوفير المواد المستخدمة في صناعة "الروبوت".

يقول مدير ومؤسس فريق "روبوتنا"، الشاب المهندس جاسر الحراسيس، إن حجم الدعم الحكومي لهذا الفريق الذي درّب 2700 طالب مدرسة وطالبة من (7) محافظات "مجانا" يساوي "صفر" دينار، فيما اكتفت الحكومة بتقديم الدعم المعنوي ليس أكثر!

وفي هذا السياق، يشير إلى أن مبادرة "روبوتنا" تعمل هذه الأيام على تجهيز فريق من طالبات حيّ الطفايلة ومخيّم جبل الجوفة للمشاركة في البطولة العربية للروبوت، غير أن المفاجأة كانت بامتناع الحكومة ومجموعة من الشركات الخاصة عن تقديم الدعم المادي للمبادرة، حيث أكدت عدة جهات حكومية عدم وجود مخصصات للمبادرات..

حجم المبلغ المطلوب من الحكومة بعدما تواصلت "روبوتنا" مع الجمعية العربية للروبوت ووافقت الأخيرة على اعفاء الفريق من دفع 1200 دولار هو 1500 دينار فقط لا غير، بحسب الحراسيس، تخيلوا أن الحكومة لا تملك أن توفّر 1500 دينار ليس كمكافأة للشباب المشاركين أو القائمين على المبادرة، بل من أجل تأمين مشاركة هذا الفريق الواعد من حي الطفايلة ومخيم الجوفة فقط!

فريق "روبوتنا" حصل على جائزة أفضل مبادرة في مجال التكنولوجيا والإبتكار لعام 2017 - الأمم المتحدة للمتطوعين مكتب الأردن، كما حصل على زمالة بادر / المنظمة الدولية للشباب، وصُنّف على أنه أحد أفضل 10 مشاريع إنسانية في العالم العربي في جائزة مركز العمل الإنساني / للهيئة العامة للشباب الكويتية، كما صنفه المعهد الفرنسي كواحد من أفضل 20 مشروع شرق أوسطي برنامج سفير لاب، فيما اعتبره الملتقى الاعلامي العربي كواحد من أفضل 10 مبادرات شبابية في العالم العربي.

اللافت أن مشاركة "روبوتنا" في الملتقى الاعلامي العربي والذي صنفه كواحد من أفضل 10 مبادرات شبابية في العالم العربي جاءت بعدما تمكن الفريق من جمع (250) دينارا بحملة شعبية من شباب حي الطفايلة الذين يعانون في معظمهم من البطالة، وذلك بعد أن رفضت الحكومة تقديم الدعم اللازم، الأمر الذي دفع الحراسيس للقول إن المشاركة جاءت بدعم من الشعب الأردني "JOAID"..