غياب الاحزاب
المحامي معاذ وليد ابو دلو
جو 24 :
الاصلاح السياسي هو اساس تقدم وصمود الدول ،لو نظرنا الى وطننا الاردن فاننا نتقدم بخطوات لاباس بها من الاصلاحات وخاصة السياسية ،والتي جاءت من خلال التعديلات الدستورية والتي تم من خلالها انشاء الهئية المستقلة للانتخابات و المحكمة الدستورية ،والعمل على ترسيخ مبدأ الفصل ما بين السلطات ،ولكن الطموحات بالسير بالاصلاح السياسي بخطوات اكثر سرعة وانتاجية ويجب ان يكون من خلال تعديل قانون الانتخاب ،و قانون الاحزاب ،وتشجيع المشاركة في الحياة السياسية من خلال انخراط الشباب بالاحزاب او العمل العام .
لاشك بان الاحزاب اليوم غير قادرة على تشكيل الحكومات ،والذي نتمنى الوصول اليه وهذا ظاهر من خلال تشجيع القيادة و السياسين والمواطنين لنصل لحكومات منتخبة تشكلها القوى الحزبية من خلال التحالفات السياسية ،وسبب ذلك باعتقادي هو غياب وعدم وجود قيادات من قادة الفكر والمهتمين بالسياسة والعمل العام ،والتي حال وجود البعض منها ينعدم وجود قواعد تعمل معها وتؤيدها كما كانت في السابق .
حيث كنا باعتقادي سابقاً اكثر ديمقراطية واكثر تاثير من اليوم حيث كان لدينا احزاب ومشاركة فاعله وشخصيات سياسية موثوقاً بها ،وكانت لها قواعد اكثر نشاطاً ومشاركة ،حتى ولو كانت تلك الاحزاب والشخصيات والقوى دينية او قومية وعابرة لحدود الوطن .
نعم الاحزاب غابت عن المشهد ،وغيابها ليس مرتبط فقط بتقصيرها بل ايضا بتقصير الحكومات من خلال التضيق عليهم والعمل على تهميشهم في بعض الاوقات ،الا ان الاصلاحات التي جرت اصبحت الحكومات من خلالها اكثر انفتاحاً ويجب ان يفعل هذا الانفتاح بمشاركة الاحزاب والعمل من خلال وزراة التنمية السياسية لتكون حلقة وصل ما بين الحكومات والاحزاب وحتى الشخصيات السياسية المؤثرة وتعمل على تشجيع الشباب من خلال برامج تشجع على تنظيم العمل الحزبي والمشاركة في الحياة السياسية وصنع القرار ،وهذا ما يجب ان تستغله الاحزاب لتفعيل نشاطها ،ونشر فكرها وبرامجها حتى نصل لتشكيل الحكومات المنتخبة في المستقبل القريب .
وطني الاردن حبي لك نموت لتحيا بعزك ونصرك