إيسكو يتمسك بكلاسيكو الفرصة الأخيرة
عندما تكون لاعبًا كبيرًا وعنصرًا أساسيًا في فريقك، ثم يأخذ مردودك في الانخفاض تدريجياً ويخيم على مسيرتك شبح الابتعاد الدائم عن المباريات وملازمة مقاعد البدلاءمرة تلو الأخرى، هنا تبدأ الشكوك تتزايد حول إمكانية استمرارك بين جدران ناديك ويصبح الرحيل هو المصير المحتوم ما لم تحدث معجزة تتلاعب في مكونات المشهد.
لكن في آخر النفق المظلم يظهر بصيص من النور، قد يمثل الأمل في استعادة البريقالمفقود واستدعاء مستواك ومكانك مرة أخرى، أو يكون بمثابة سراب ينتهى دون سوابق بالخروج من الباب الضيق، هذا هو ملخص حال إيسكو مع ريال مدريد.
النجم الإسباني يعاني حاليًا من انخفاض مستواه، وعدم مشاركته بشكل أساسي تحت قيادة الأرجنتيني سانتياجو سولاري، ومعظم المباريات التي يشارك بها يكون بديلًا، لكن الكلاسيكو القادم أو بمعنى أدق الثلاث مباريات القادمة أمام برشلونة قد تحدد بشكل كبير مصير لاعب اللاروخا بين جدران نادي العاصمة.
ثقة لوبوتيجي
في الجهة المقابلة من المشهد القادم، كان جوليان لوبوتيجي المدير الفني السابق للمرينجي -أثناء قيادته للمنتخب الإسباني- يعتمد على إيسكو مع اللاروخابشكل أساسي، حتى في الفترات التي لم يشارك بها مع ريال مدريد تحت قيادة زين الدين زيدان،مؤكدًا على أهميته في المنتخب.
وبالفعل كان إيسكو يرد الجميل للوبوتيجي بتقديم أداء رائعا وممتعا رفقة المنتخب الإسباني، حتى أن هناك بعض الأصوات التي تعالت مهاجمة زيدان لعدم إشراكه اللاعب رغم تألقه مع بقميص منتخب بلاده.
ومع تواجد المدرب الإسباني في قيادة ريال مدريد، كان إيسكو عنصرًا أساسيًا مع لوبوتيجي، حتى ليظهر في 10 مباريات من أصل 14 للنادي الملكيتحت قيادة المدرب المُقال، تمكن إيسكو خلالها من إحراز هدفين وصناعة هدف وحيد.
استبعاد سولاري
بعد قيام سولاري بتولي مسئولية النادي الملكي خلفًا للوبوتيجي، قام المدرب الأرجنتيني في البداية بالاعتماد على العناصر الأساسية ومن ضمنهم إيسكو، ولكن الساحر الإسباني لم يقدم السحر المنتظر منه في المباريات.
وبدأ سولاري في استبعاد اللاعب في مباراة تلو الأخرى، وتحديدًا في لقاءات الدوري، والإبقاء عليه لمباريات الكأس، ولكن حتى بدأ في إخراج اللاعب من حساباته تماماً حتى في مباريات الكأس، وأصبح يلعب دور البديل في مباريات الفريق.
وباتمن النادر حاليًا تواجد إيسكو كأساسي في مباراة مهمة، حتى أنه لم يصبح الاختيار الأول في التبديلات في حالة تأزم المباريات، أو حاجة سولاري لتحقيق الفوز.
إيسكو نفسه لم يظهر بالشكل المطلوب منه خلال الفترة التي شارك فيها مع سولاري، ووضح عليه زيادة في الوزن والبطىء في بعض القرارات أثناء سير المباراة، ومع تراجع ريال مدريد في النتائج، بدأ سولاري باستبعاده والاعتماد على العناصر الشابة مثل سيبايوس وفالفيردي وفينسيوس جونيور، بعدما شعر بأنهم لديهم رغبة أكبر في اللعب عن إيسكو.
الفرصة الأخيرة
وعلى الرغم من انخفاض مستوى إيسكو في الفترة الأخيرة، واستبعاده من المباريات، إلا أن هناك بارقة أمل ظهرت من جديد للنجم الإسباني، تجسدت في توالي المباريات للنادي الملكي.
فريال مدريد في أقل من شهر سيقابل برشلونة ثلاث مرات، اثنين في الكأس ومرة في الدوري، ومواجهة أخرى أمام أتلتيكو مدريد في الدوري في ديربي من العيار الثقيل، قبل أن يغير وجهته صوب المسابقة القارية فيصداع عنيف أمام آياكس في دوري أبطال أوروبا.
جميع هذه المباريات يعلم سولاري جيدًا أن العناصر الأساسية التي يعتمد عليها، لن تستطيع أن تخوضها بنفس المستوى، وبالتالي سيلجأ للبحث عن حلول على دكة البدلاء، وأبرزها بطبيعة الحال سيكون إيسكو المدعوم بخبرته الدولية، ومن المحتمل ظهوره أساسيًا على الأقل في واحدة من مواجهات الكلاسيكو الثلاثة.
إيسكو سيكون أمامه تحدٍلإثبات نفسه أمام المدرب الأرجنتيني وأمام الجماهير الملكية، وإثبات أحقيته بالتواجد في التشكيل الأساسي، ولن يجد أفضل من مباراة برشلونة لاستعادة بريقه ورد اعتباره مرة أخرى.
