النسور ينفي أن يكون ل "وثيقة القدس" التي وقعها الملك علاقة بمشروع الكونفدرالية
قال رئيس الوزراء د. عبد الله النسور ان الوثيقة التي وقعها الملك عبدالله الثاني ورئيس دولة فلسطين محمود عباس في عمان مؤخرا، تؤكد ان الملك هو صاحب الوصاية والرعاية للأماكن الدينية المقدسة الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف.
ونفى النسور ان يكون لهذه الوثيقة اية علاقة بصفقات سياسية أو مشروع الكونفدرالية.
وقال رئيس الوزراء خلال رعايته اليوم لاسبوع القدس الثقافي الخامس الذي تنظمه جامعة الشرق الاوسط بعمان بحضور عدد من اعضاء مجلس النواب ورئيس الجامعة واساتذتها وحشد كبير من طلبتها، "ان الوثيقة تتضمن نصا صريحا وواضحا وحاسما بان السيادة على القدس الشرقية والاماكن المقدسة فيها هي لدولة فلسطين". وتابع بقوله: "لا ينبغي لاحد ان يعبث في العلاقة الاردنية الفلسطينية".
وأضاف النسور "ان علاقة الملك بموجب الوثيقة هي الاشراف على المقدسات وادامتها والحفاظ عليها وصيانتها وتزويدها بالمدد المادي والقوة الادبية والمعنوية"، مشيرا إلى أن "هذا النص في الوثيقة يتضافر مع النص الموجود في معاهدة السلام الاردنية الاسرائيلية الموقعة في العام 1994 بشان مكانة الاردن بالنسبة للاماكن المقدسة، وبذلك يصبح الدور الاردني على القدس واماكنها المقدسة مجمع عليه من الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي " . "وهذا هو المكسب الكبير حيث لا يكون الحضور الاردني في القدس موضع خلل "، على حد تعبيره.
وتابع "ان تبادل الملك عبدالله الثاني الوثيقة مع رئيس دولة فلسطين محمود عباس كان بصفته وارث الاسرة الحسينية وليس بصفته ملكا للاردن".
واكد رئيس الوزراء ان الاردن لا يرى في نصرته لقضية فلسطين اي عبء على الاطلاق، لافتا الى ان الشعب الاردني من مختلف اصوله ومنابته متحد حول هذه القضية، منوها بان فلسطين دولة معترف بها كاملة السيادة من قبل كافة الدول العربية وحتى الجمعية العامة للامم المتحدة ، لافتا الى ان هذا الاعتراف لا يشوبه اي شائبة قانونية الا التعنت الاسرائيلي .
وكان رئيس مجلس امناء جامعة الشرق الاوسط الدكتور يعقوب ناصر الدين قد ألقى كلمة اكد فيها ان القدس هي بوابة الارض الى السماء واولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وهي درة تاج الهاشميين ومهوى افئدة الاردنيين والعرب والمسلمين والمؤمنين في طول الارض وعرضها وهي قبل ذلك وبعده مدينة من مدائن الجنة .
وفيما يلي كلمة رئيس مجلس أمناء جامعة الشرق الأوسط الدكتور يعقوب ناصر الدين :
يُسعدُني أن أرَحِّبَ بِكُم باسم جامعةِ الشَّرقِ الأوسطِ والتي تتشرّفُ بذكر القدسِ وعطرِها وعَبقِها في هذا اليَومِ المُباركِ وضمنَ برنامجِها الثّقافيِّ للعام الجامعيّ الحالي، إيماناً منها بدَورِها ومَسؤُوليّتِها اتجاهَ طلبتِها وهيئتِها التدريسيّةِ ومراكزِ البحث فيها لتعميقِ الفهمِ وترسيخِ الوعيِ بالقضايا التي يتشكل منها وجدان الأمةِ وضميرها وكرامتها وحقوقها المشروعة.
واسمحوا لي أن أعبِّرَ عن بالغِ التّقديرِ والامتنانِ لدولةِ رئيسِ الوزراءِ الدكتور عبد الله النسور الذي حرِصَ على مشاركتنا الاحتفاءَ بالقدسِ الشّريفِ رغمَ مشاغلِه الكثيرةِ ومسؤوليّاتِه الجِسامِ في هذا الظّرف الصّعب الذي يمرّ به بلدنا والمنطقة كلّها، ذلك أنه المؤتمنُ الأمينُ على تحمّل أعباءِ المرحلةِ وفاءاً للثقةِ التي أولاهُ إياها حضرة صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله وأيده بنصرهِ، وانسجاماً مع وطنيّتِه المعروفةِ والمشهودة وإدراكاً منه لمعنى المسؤوليةِ عندما نكونُ واقفين على الأرضِ التي شرّفها الله بالأنبياءِ والصحابةِ والصالحينَ والأتقياءِ وجعلها أرضَ الرّباطِ وحاضرةَ القدسِ التي باركها الله وباركَ ما حولها.
فالقدسُ أيها الإخوة والأخوات بوابةُ الأرضِ إلى السماءِ وهيَ أُولى القبلتينِ وثالثُ الحرمينِ الشّريفين، وهي درةُ تاج الهاشميّين ومهوى أفئدة الأردنيين والعرب والمسلمين والمؤمنين في طول الأرضِ وعرضِها، وهيَ قبلَ ذلكَ وبعدهُ مدينةٌ من مدائنِ الجنّة، نُسأَلُ عنها يومَ يقومُ الحساب.
وها هي اليوم أسيرةَ الاحتلالِ الاسرائيليّ ورهينةَ التهويدِ ومحاولات العبث في مقدّساتها الإسلامية والمسيحية ومعالمها التاريخيّة والأثرية، لا يحولُ بين أن تقع تحت وطأة التهويد وأن تطيل أمد صمودها وتحفظ روحها وكيانها إلا الرعاية الهاشمية الكريمة المتوارثة من عهد وسُنة النبي العربي الهاشمي سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه. فمن الإعمار الهاشمي الأول على يد آخر الخلفاء الشريف الحسين ابن علي طيب الله ثراه، وما تلاه من إعمارات وترميمات شملت المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة وكنيسة القيامة وكنيسة المهد وصيانة الوقف والزوايا والمدارس والأحياء على يد النسل الطيب من آل هاشم عبد الله الأول ابن الحسين، وطلال بن عبد الله، والحسين بن طلال طيب الله ثراهم وجزاهم أحسن الجزاء إلى الملك عبد الله الثاني ابن الحسين الذي أمر بوضع إطار مؤسسي للرعاية الهاشمية للقدس ومقدساتها، تمثّل في إنشاء الصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة والذي أعاد منبر صلاح الدين الأيوبي إلى مكانه في محراب المسجد الأقصى بكل معاني ودلالات ذلك الحدث التاريخي الذي يبشر بإن القدس ستظل هي القدس وأنها عصيّة على التهويد وأن مسجدها لا يزول حرقاً أو هدماً ما دام في عهدة الله وأولياء الله وجنود الله.
إنها مناسبة يا دولة الرئيس كي نعبر جميعاً عن راحة البال التي شعر بها الأردنيون والفلسطينيون على حدٍّ سواء وهم يشهدون توقيع الاتفاقية التاريخية مؤخراً بين جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين وسيادة الرئيس الفلسطيني محمود عباس استمراراً لوضع قائم منذ عام 1924م، ونهج متواصل منذ عام 1952 وتوافقٍ على حماية المقدسات من التهويد التي تتعرض له نتيجة مخططاتٍ وسياساتٍ تتبعها إسرائيل لضم القدس وتغيير معالمها.
وفي الختام اسمح لي يا دولة الرئيس أن أوجه كلمة إلى رئيس هذه الجامعة وعمدائها وأعضاء هيئة التدريس فيها وطلبتها في مستوى البكالوريوس والدراسات العليا أدعوهم فيها إلى التفهم العميق للدور الذي يقوم به بلدنا الحبيب ملكاً وحكومةً وشعباً في الحفاظ على مصالح الأمة واسترداد حقوقها معتمداً ليس على قدراته الذاتية وحسب بل على القاعدة الراسخة التي قام عليها، قاعدة المجد الذي لا يباع ولا يشترى وقاعدة التاريخ الذي يشهد بطهارة الأرض وعظمة الأمم التي سكنت جنباتها وشعّت منها رسالات وقيم ومثلٌ عليا تشكل في مجملها هذا البلد الذي سيظل يجاهد في سبيل عزته وكرامته ونهوضه بتوفيق من الله العلي القدير الذي نسأله أن يجعلنا في كرامة من أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف.
كما القى الطالب انس القيسي كلمة باسم الشباب أكد فيها ان اقامة اسبوع القدس ياتي تعبيرا عن دعم الشباب لصمود اهل القدس الشريف .
وتضمن الحفل قصيدة شعرية للقدس للشاعر حيدر محمود ونشيد موطني قدمته فرقة كورال الجامعة اضافة الى فيلم وثائقي بعنوا ن " القدس في عين الهاشميين " من اعداد كلية الاعلام في الجامعة .
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
.