هل السرطان أكذوبة.. ويمكن معالجته بالخلطات العشبية؟
هل السرطان اكذوبة؟ هل يتم اخفاء علاج هذ المرض حقيقة من اجل الارباح؟ وهل المرض يدخل في لعبة سياسية ودولية؟ ام انه مجرد مرض يصيب الافراد كغيره من الامراض التي لم يتوصل العلماء لغاية الان لعلاجه بشكل قطعي او اكتشاف مصل يمنع حدوث المرض؟
تمتلئ صفحات التواصل الاجتماعي بعشرات المعلومات المغلوطة حول علاج هذا المرض بطرق غير مثبتة علميا منها الوصفات العشبية التي تشفي المريض عند تناولها لمدة معينة ومنها خلطات بيتية تجمع بين العسل وحبوب القمح المنبتة و اخرى تتحدث عن سم النحل وثالثة عن زيت الزيتون ورابعة عن الشمندر ومنشور اخر يقول ان السرطان اكذوبة وما هو الا نقص بفيتامين (ب 17).
الخميسيني (ابو مراد) خسر ابنه العشريني قبل ثلاثة اعوام لظنه بان السرطان يعالج بالخلطات العشبية الخاصة وليس هنالك داع لعلاجه بالادوية الطبية، إذ انه باع سيارته واصطحب ابنه متوجها الى لبنان لوجود عطار متخصص ومشهور هنالك في علاج المرض الخبيث. حيث طلب منه عدم تناول اي دواء طبي طوال فترة علاجه بالاعشاب ليتوفى ولده خلال اشهر قليلة.
وللاجابة على سؤال هل السرطان اكذوبة؟ ام انه مرض يمكن معالجته بالاعشاب؟ ام انه مرض تقف وراءه اسباب سياسية؟ يقول مدير مركز الحسين للسرطان الدكتورعاصم منصور ان إعتبار السرطان مرضا سببه نقص فيتامين بـ17 او يمكن علاجه باحدى الخلطات العشبية ما هو الا معلومات مغلوطة يتم تداولها، موضحا أن السرطان يحدث بفعل عوامل مختلفة منها العوامل البيئية والتي تزيد من فرصة الاصابة كتدخين التبغ والتلوث والاسبستوس ومنها الاستعداد الوراثي اضافة لوجود عوامل خطورة تتمثل بتناول الاطعمة غير الصحية والبدانة والاستعداد الوراثي والتعرض لفترة طويلة لاشعة الشمس المباشرة دون وقاية.
وقال منصور ان الاصابة بالسرطان مرتبطة طرديا بتقدم العمر، رغم انه يصيب كل الاعمار الا ان 50% من السرطانات تحدث بعد سن 60 سنة اضافة الى ما طرأ على حياتنا من اساليب حياة جديدة مثل(قلة الحركة والتدخين وزيادة الوزن) وجميع هذه الاسباب مجتمعة ستزيد من اعداد ونسب الاصابة بالسرطان مستقبلا.
وعلى صعيد الدراسات، اكد منصور انه لم تأتِ أي دراسة علمية بدليل قوي يثبت أنّ العلاج بالأعشاب يمكن أن يعالج، أو يقي أو يشفي من السرطان. لكن هناك بعض الدراسات غير المأخوذ بها على نطاق واسع تشير إلى أن بعض الأعشاب الصينية يمكن أن تعالج بعض أنواع السرطان أو تخفف من الآثار الجانبية لبعض أدوية السرطان، لكن هذه الدراسات ضعيفة، ويعيبها غياب التفاصيل حول طريقة إجرائها، مما يلقي بظلال من الشك حول مصداقيتها، علماً أن بعض هذه الأعشاب قد تمت تجربته في المختبر وعلى الحيوانات وأظهرت بعض النشاط ضد الخلايا السرطانية لكن هذه النتائج لم تثبت على المرضى، لذلك فهي بحاجة إلى المزيد من البحث.
وتابع «أن معظم المختصين في علم الأعشاب، وبالذات الصينية لا يدعّون أنّ بإمكانهم شفاء السرطان، لكنهم يستخدمون بعض هذه الأعشاب ضمن منظومة العلاج المعتمدة (العلاج الكيماوي أو الشعاعي أو الجراحي)، و يقولون إن العلاج بالأعشاب يقلل من الأعراض الجانبية للعلاج ويساهم بتخفيف الألم ويحسن من نوعية الحياة ويقوي جهاز المناعة عند المريض.
واشار منصور الى الاعتقاد السائد لدى العديد من الناس بأن كل ما هو طبيعي آمن، والواقع أنّ بعض الأدوية النباتية فعلاً آمنة بينما أخرى لها مضاعفات خطيرة، فالكثير من هذه النباتات يمكن أن تتفاعل مع علاجات السرطان الأخرى، ما يؤثر على عملية تفاعلها داخل الجسم أو تخلص الجسم من مخلفاتها، ما يضعف من التأثير الإيجابي لهذه الأدوية على الورم أو يزيد في مفعولها مما يزيد من شدة الأعراض الجانبية لهذه الأدوية.
وأكد عدم وجود–حالياً- أدلة علمية قوية على قدرة العلاج بالنباتات على علاج السرطان، أو اجتراح المعجزات لكن في حال أراد المريض تناول هذا العلاج، فيجب عليه استشارة الطبيب المعالج أولاً، والتعامل مع شخص خبير في هذا المجال فهذا الحقل بالذات مرتع خصب لكثير من الباحثين عن الثراء السريع ولو على حساب آلام الآخرين، وأن يضع نصب عينيه أنه ليس كل ما هو طبيعي آمنا.
وتكشف ارقام المنظمات الدولية ان اعداد مرضى السرطان ستتضاعف محليا وعالميا عام 2030، ويموت سنويا نحو ٩ ملايين شخص نتاج الاصابة بالسرطان ٨٠٪منهم في الدول النامية.
وبحسب السجل الوطني للسرطان فان عدد حالات السرطان الجديدة بين الاردنيين خمسة الاف و400 حالة سنويا. ويشار الى ان نسب الشفاء تتجاوز في حالة اكتشاف المرض في المراحل المبكرة 80 % لجميع السرطانات وفقا للدكتور عاصم و20 % في حالة اكتشافه بمرحلة متأخرة. اما عن نسب الشفاء للاطفال فقد فاقت 90% في حالات سرطان الدم تحديدا وبشكل عام تفوق 70% في جميع السرطانات.
نائب مدير مركز الحسين للسرطان الدكتور منذر الحوارات قال ان التفكير بوجود خلطات تعالج السرطان أو انه مجرد نقص بفيتامين معين ما هو الا كلام فارغ وعار عن الصحة.
اخصائي علم النفس الدكتور عبد الرحمن مزهر قال «ان من طبيعة البشر اتباع الشائعات (...) وان الانسان دائما يحاول تصديق ما يريده في عقله الباطني»، مبينا ان تمادي وسائل التواصل الاجتماعي بالاعتماد على الاشاعات ناتج عن اشاعات محببة لانفس الناس يحبون ان يصدقوها وتلقى رواجا بين عامة الناس.
ومن المعروف أن مرض السرطان مرض غير جيد السمعة للناس حتى بعض الناس يتجنبون ذكره بالاسم.
ولكن اذا توقف الانسان للحظة مع نفسه وحاول ان يكون صريحا مع نفسه ومنع نفسه من الانجذاب لما هو يحبه ويفضله فمن السهل في كثير من الحالات اكتشاف الحقيقة من الاشاعة.
ومن الامثلة على ذلك -وفقا لمزهر- اشاعة ان السكر يسبب السرطان مع ان السرطان كان موجودا قبل اكتشاف السكر.او ان سبب الاصابة هو نقص بالفيتامينات، في وقت ان هناك حالات معروف سبب السرطان فيها منها العامل الجيني وعوامل اخرى.
ويتساءل مزهر كيف لبعض الاعراق ان تصاب اكثر من غيرها من بعض الشعوب بالسرطان اذا كان سببه نقص في الفيتامينات فقط؟ او كيف يصاب بالسرطان من يتعرض لانواع معينة من الاشعة بالاخص النووية؟ او كيف تصاب الحيوانات بالسرطان؟
وبحسب منصور فان الإصابة بالمرض لها اسباب كثيرة منها بيئية، وراثية وغيرها، ولكن من أهم الأسباب هي عدم اتباع العادات الصحية. فالسرطان يعد مرض العصر ورغم ان الاردن يصنف عالميا بالوسط من حيث الإصابة بالمرض الا ان الرقم سيتضاعف محليا من خمسة الاف حالة جديدة الى عشرة آلاف حالة جديدة في عام ٢٠٢٠ اذا لم نعمل على تجنب العوامل المساعدة على الاصابة ومنها (التدخين ثم التدخين يليه التدخين) والسمنة والتوعية باهمية العادات الصحية غذائيا والتمارين الرياضية ومحاربة الافكار الخاطئة بان السرطان يعني (الموت). فالجميع مطالب بالتغيير بدءا من نفسه للمساهمة بتوقيف مصدر هذا المرض حيث اننا نستطيع تجنب السرطان بنسبة(٣٠-٤٠ ٪ ) في حال اتباع العادات الصحية في حياتنا.