انتهاكات الاحتلال في الاقصى.. عندما يمزق موقف خارجيتنا الهزيل دواخلنا الحانقة

أحمد عكور - وصل تمادي سلطات الاحتلال الصهيوني على مقدساتنا في القدس اليوم حدّ اعتقال رئيس مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية في القدس ونائب مدير عام دائرة الأوقاف الاسلامية، ومن ثمّ تسليمهما قرارات ابعاد ادارية عن المسجد الأقصى لمدة سبعة أيام. لتُشكّل اعتداء صارخا آخر على الوصاية الهاشمية على المقدسات.

الغريب هنا هو موقف الحكومة الأردنية من تلك الاعتداءات، فلم نسمع شيئا منها غير تصريحات لا تُسمن ولا تغني من جوع. فاليوم مثلا، أصدرت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين بيانا "باهتا" قالت فيه إنها قدمت إحتجاجاً رسمياً على الانتهاكات الصهيونية لدى وزارة الخارجية الإسرائيلية!

تخيلوا أن الوزارة قدمت احتجاجا حول الانتهاكات الصهيونية في القدس لدى سلطات الاحتلال نفسها! وتريد من جلاوزة الاحتلال أن يُحاسبوا أنفسهم، وذلك بدلا من اتخاذ اجراء رسمي حازم تجاه استمرار الانتهاكات ومواصلة الضرب عرض الحائط بكلّ المخاطبات الأردنية السابقة بهذا الخصوص.

الواقع أن بيان الخارجية لم يتضمن أكثر من عبارات مكرورة مللناها وحفظناها عن ظهر قلب وبات الطفل الصغير قادرا على ترديدها دون حاجة لقراءتها، وذلك بدلا من استخدام الأدوات العملية الكثيرة المتوفرة لدى الخارجية لمواجهة تلك الاعتداءات الصهيونية.

لماذا لا نستدعي سفيرنا لدى الاحتلال؟ ولماذا لا نسحبه؟! ولماذا لا نطرد سفير الاحتلال لدينا؟! ولماذا لا نتوجه للمنظمات والمؤسسات الدولية ذات العلاقة؟! ولماذا لا تبدأ الحكومة حملة اعلامية دولية ضد ممارسات الاحتلال الصهيوني؟!

المطلوب من وزارة الخارجية والحكومة اليوم هو اللجوء للأدوات الدبلوماسية الكثيرة التي تمتلكها، وعلى رأسها استدعاء أو سحب السفير الأردني لدى الاحتلال، وطرد سفير الاحتلال من الاردن، وعقد لقاءات مع سفراء دول العالم لدى الأردن لوضعهم في صورة الاعتداءات الصهيونية على المقدسات والمقدسيين، والتوجه إلى الأمم المتحدة، والتقاء قادة ووزراء خارجية دول العالم لوضعهم في صورة تلك الانتهاكات، لا أن تظلّ الوزارة تعيد نفس عبارات الشجب والاستنكار والادانة المملة..