مناهل ضاعت تحت بلاط الرصيف .. و«الأمانة» تكشف خمسة منها
كشفت المشاهدات الميدانية التي نفذتها (الرأي) أمس عن بعض أسباب الفيضان الأخير في سقف السيل، حيث تبين أن عددا من المناهل تتكدس فيها النفايات المتكلسة منذ فترة طويلة، وبعضها مرصوف فوقه بالبلاط.
الجولة بدأت من منطقة الجورة وحتى المدرج الروماني، وجرى بداية الكشف على خمسة مناهل رئيسية مقابل الكنيسة بالقرب من منطقة الجورة، والتي تبين وجود نفايات مكدسة فيها.
وقادت الصدفة لمعرفة حقيقة ما تحتويه بعض هذه المناهل. حيث استرعى انتباه الصحفي وجود أعمال حفريات حول أحد المناهل ينفذها فريق من الأمانة في منطقة المدرج الروماني على الرصيف، حيث تبين أن الامانة تقوم بالحفر في الرصيف المغلق بشكل كامل والمرصوف فوق المنهل الرئيسي بالبلاط.
وسبق أن كشفت (الرأي) في تقرير أعد الأحد الماضي، ونشر الإثنين عن وجود نفايات متكدسة داخل عبارة سقف السيل في المنطقة المجاورة للجورة. وفي ذات الجولة حاولت (الرأي) الكشف عن المناهل إلا أن الغازات والروائح في داخل العبارة حالت دون ذلك.
وإثر ذلك، قامت الأمانة بدعوة صحفيين واعلاميين في يوم الاثنين الماضي للكشف عن العبارة، إلا أن الأمانة ذهبت بهم الى بوابة العبارة الواقعة أمام مجمع المحطة المفتوحة والتي لا تعاني من مشكلة في الاغلاقات، بينما ثبت أن الاغلاقات في البوابة المحاذية للجورة.
أمس، وهذه المرة فريق (الرأي) كان مستعدا وكشف على المناهل ونزل إلى قاع العبارة بالاستعانة بـ«سلم خشبي» وشملت عملية الكشف الحسي ثلاثة مناهل في منطقة الجورة بعمق ستة امتار، حيث تبين أن ارتفاع النفايات تقريبا نحو أربعة أمتار في كل منهل.
في موازاة ذلك، أعرب التجار ومرتادو وسط البلد ممن تحلقوا حول المناهل التي يجري الكشف عليها، عن استيائهم من تراكم النفايات في داخل العبارة وانتشار الروائح الكريهة خلال الصيف حيث قدموا العديد من الشكاوى لتنظيفها مؤكدين انها كانت ممتلئة قبل الامطار بالنفايات الا ان سرعة جريان المياه وكميتها الكبيرة حرك الجزء العلوي غير المتماسك من هذه النفايات لتبقى كمية كبيرة من النفايات التي تكلست عبر سنوات ماضية.
الأمانة تؤكد، في تصريح صحفي سابق، أن هذه العبارة لم يتم صيانتها منذ عام 2016 ولغاية الان، والمشاهدات أمس كشفت أن فرق صيانة المناهل المنتشرة في سقف السيل تلجأ إلى تنظيف المناهل من الخارج دون إجراء تنظيف داخلي والذي من المفروض أن يجري كل عامين او كل موسمين مطريين لمرة واحدة، بحسب المدير التنفيذي للطرق المهندس نبيل الجريري.
الجولة كشفت أيضا عن خمسة مناهل رئيسية تقع على الرصيف القريب من منطقة المدينة القريبة من المدرج الروماني التابعة للامانة كانت مغطاة ببلاط الرصيف والذي قام بتبليطه متعهد سابق.
تبين ان عملية الكشف عن بقية المناهل الاخرى، ماتزال جارية، حيث يجري البحث عن هذه المناهل المغطاة بالبلاط على طول الرصيف الواقع امام المدرج الروماني حيث يتم معاينة المنهل على الشارع الرئيسي ومن ثم يتم خلع البلاط والتاكد من وجود المنهل الداخلي.
وهنا يثور تساؤل أين تقع العبارة الرئيسية لسقف السيل، هل هي تحت الشارع الذي تسير عليه المركبات ام تحت مبنى امانة عمان لفرع المدينة؟.
في هذا الصدد، بين عدد من موظفي الأمانة أن الخلل في الاشراف على عطاء تبليط الرصيف المحاذي للمدرج الروماني وعدم تحذير المتعهد من وجود هذه المناهل الرئيسية وعدم استلامه بطريقة صحيحة وفق المخططات، كلها قادت إلى أن تختفي هذه المناهل ولا تقوم بدورها في تصريف مياه الامطار نحو العبارة، فهل هذا أحد الاسباب لفيضان المياه في سقف السيل؟.
وتسبب الفيضان السابق بإغراق 223 محلا تجاريا ومستودعا، مخلفا خسائر لتجار وسط البلد تقدر بالملايين، حيث اعرب التجار عن سخطهم وغضبهم من تقاعس الامانة وغياب المسؤولين فيها عنهم والتعويض عن خسائرهم.