معلقات تأسر الناظر بكرنفال الزهور في الأغوار الأردنية

المتنقل بين روابي وأجنحة كرنفال الزهور يداعب بيديه أنواع الورود والرياحين المختلفة، فمن الريحان وإكليل الجبل والأقحوان، إلى زهرات الجوري والقرنفل وكرات الثلج، مرورا بالحوليات من فم السمكة والمنثور وعنبر كاشمير وغيرها.

الأم والربيع والمرأة
كرنفال الزهور يقام على مساحة 14 ألف متر مربع في منطقة الأغوار المعروفة بالزراعة، وينظم الكرنفالَ للعام الثاني المزارعُ الأردني رياض مرار بعد نجاح المعرض الزراعي الأول العام الماضي.

اختار رياض مرار إقامة كرنفال الزهوربداية شهر مارس/آذار للاحتفال بمناسبات عدة أهمها يوم المرأة الذي يصادف الجمعة القادمة، وعيد الأم في الـ21 من الشهر الجاري، والذي يصادف أيضا يوم معركة الكرامة التي انتصر فيها الجيش الأردني على قوات الجيش الإسرائيلي قبل نحو 51 عاما.

التحضيرات للكرنفال تبدأ من شهر سبتمبر/أيلول من كل عام، يقول مرار للجزيرة نت "نبدأ بتجهيز البذور والأسمدة الطبيعية والتربة المناسبة والعبوات وغيرها، وكل ذلك من المنتجات الأردنية بعيدا عن المستورد، ومن بداية يناير/كانون الثانينبدأ بغرس البذور استعدادا لوضعها في شتلاتبالعبوات الخاصة والمعلقات الزهرية".

الأردن ينتج سنويا نحو 50 مليون زهرة بمختلف أنواعها، يصدر منها نحو 5% إلى دول الخليج ولبنان وبعض الدول الأوروبية، والباقييستهلكمحليا في مناسبات الأعراس والأعياد والاحتفالات، بحسب حديث رئيس جمعية منتجي الزهور مازن الغلايني للجزيرة نت.

كرنفال الزهور يقام على مساحة 14 ألف متر مربع بمنطقة الأغوار المعروفة بالزراعة، وينظم للعام الثاني(الجزيرة)

القصة قبل الوردة
وقبل انطلاق الكرنفال، حرص مرار على تدريب وتأهيل وتشغيل الأيدي العاملة الأردنية، خاصة من مناطق الأغوار الفقيرة والمحتاجة للدعم التنموي، حيث وظّف شبابا وفتيات للعمل في مشروعه حتى يكونوا منتجين لأسرهم ومجتمعهم.

"جيش العاملين" مع مرار -حسب وصفه- يتمتع بحس الإبداع والتطوير وابتكار الجديد في زراعة الأزهار والورود والعبوات والمعلقات المخصصة للزراعات.

الكرنفال فتح فرص عمل لسيدات فقيرات يبحثن عن تحسين مداخيلهن المالية، وبتنسيق بين مرار وجمعية النجاة الخيرية تمكّن المشروع من توفير فرص عمل لهؤلاء السيدات.

كرنفال الزهور في منطقة الأغوار بمحافظة البلقاء(الجزيرة)

آلات خياطة
مديرة الجمعية أمل شنك قالت للجزيرة نت إن الجمعية وفّرت للسيدات الباحثات عن عمل فرصًا من خلال قص وحياكة أكياس المعلقات المخصصة للزهور، فقدمناآلات خياطة ومكاتب للعمل، في حين تعمل بعض السيداتمن بيوتهن.

استفاد من المشروع -وفق شنك- نحو 30 سيدة، يحققن دخلا شهريا لأسرهن يبلغ نحو 300 دولار، مما يساعدهن على توفير بعض متطلباتهنالمعيشية، وهناك مشروع جديد ستطلقه الجمعية لتصنيع أكياس جني محاصيل التمور بالتنسيق مع جمعية منتجي التمور.

مديرة المشغلأم علي الشيشتحرص على تعليم الفتيات والسيدات حرفة قص وتشكيل العبوات الزراعية المعلقة، فخلال العام الماضي والحالي أنتجنا نحو 40 ألف كيس تعليق، وفق قولهاللجزيرة نت.

وتابعت أن اللواتي لا يعملن بمشروع تفصيل الأكياس الزراعية، يعملن في خطوط إنتاج الزهور سواء في الزراعة أو السقاية أو التسميد أو التعبئة والتغليف، بحيث يحصلن على مردود مالي مجزي، يساهم في سداد جزء من مصاريف العائلات.

غروب الشمس على كرنفال الزهور في منطقة الأغوار(الجزيرة)

منتزه نهاية الأسبوع
كرنفال الزهور يشكّل متنزها وحديقة لسكان المدن الأردنية في نهاية الأسبوع والعطل، يقصده الزوار لشراء حاجياتهم من الزهور والورود، احتفالا بقدوم فصل الربيع والاستمتاع بمشاهدة الألوان الجميلة للمعروضات.

الزهور والورود توزعت في ساحات الكرنفال، وعلى أشكال متعددة منها الدائري والمثلثات والمجسمات على شكل الهرم، والمعلقات على الجدران، بترتيب يبهر المتجول في الكرنفال.