أربع خرافات شائعة عن مواجهة الطقس البارد
جو 24 :
ثمة نصائح عديدة يتناقلها الناس عن كيفية تدفئة الجسم في البرد القارس، لكن هل هذه النصائح حقيقية أم محض أكاذيب؟ سنبحث في مدى صحة أو خطأ خمس نصائح منها.
1: لا تشغل المروحة في البرد
قد يبدو بديهيا أن المراوح لا تصلح إلا في فصل الصيف، فمن منا يرغب في نشر الهواء في الغرفة في الشتاء؟ لكن في الحقيقة تتضمن الكثير من مراوح السقف خاصية الدوران في الاتجاه العكسي للاستخدام في الطقس البارد.
ومن المعروف أن الهواء الساخن يصعد إلى أعلى لأنه أخف وزنا من البارد، وهو ما يعني أن الحرارة الصادرة من المدفأة ستتجه نحو السقف، في حين أن الهواء البارد الأكثر كثافة سيهبط إلى أسفل، وتسمى هذه الظاهرة بتكوّن الطبقات الحرارية. وهذا يمثل مشكلة في الغرف ذات السقف المرتفع.
وتكمن الفكرة في أننا إذا عكسنا اتجاه دوران المروحة، سيهبط الهواء الدافئ لأسفل عبر الجدران ليوزع الدفء في أرجاء الغرفة.
وركزت أغلب الأبحاث التي أجريت في هذا الصدد على أماكن العمل، إذ تبذل الشركات قصارى جهدها لتدفئة مبانيها الواسعة. وأشارت دراسة إلى أن الاستخدام السليم لمراوح السقف في المخازن قد يخفض استهلاك الطاقة بمقدار ثلاثة في المئة لكل متر ارتفاع.
وأجرت هولي سامويلسون، من جامعة هارفارد، بحثا اختبرت فيه تشغيل مراوح السقف في اتجاه الدوران المعتاد وفي اتجاه الدوران العكسي. ولاحظت أن تشغيل المروحة في الاتجاه العكسي ساعد في هبوط الهواء الدافئ إلى أسفل بالقرب من الأرض، بينما أدى تشغيلها في اتجاه الدوران المعتاد بسرعة معتدلة إلى إيصال الهواء الدافئ إلى مستوى الجذع.
الاستنتاج: هذا الاعتقاد خاطئ، لأن تشغيل المروحة على السرعة البطيئة قد يساعد في توزيع الحرارة في الغرفة، رغم أن هذا يتوقف على تصميم الغرفة نفسها.
2: لا تجلس على الأسطح الدافئة حتى لا تصاب بالبواسير
يردد الناس هذه الخرافة منذ سنوات. وبالمثل يقال أيضا إن الجلوس على الأسطح الباردة قد يصيبك بالبواسير. وتعرف البواسير بأنها تضخم في كتل الأنسجة والأوعية الدموية أو "الوسائد" التي تبطن القناة الشرجية. ويصاب بالبواسير ما يصل إلى 50 في المئة من الأشخاص في مرحلة ما من حياتهم.
وقد يخفف التبريد من آلام البواسير، لكن لا يوجد دليل على أن الحرارة تسببها أو تزيد من حدتها. بل إن دراسة ألمانية أثبتت أن الاستحمام مرة أسبوعيا على الأقل، بماء دافئ على الأرجح، يقلل فرص الإصابة بالبواسير.
وتزيد احتمالات الإصابة بالبواسير بسبب الإمساك المتكرر والضغط عند دخول المرحاض.
الاستنتاج: هذا الاعتقاد خاطئ، لأن الجلوس على الأسطح الساخنة، مثل المدفأة، لن يصيبك بالبواسير. وأفضل طريقة للوقاية من البواسير هي تناول كميات كبيرة من الألياف مثل الخضروات والمكسرات، وتجنب زيادة الوزن، والمواظبة على شرب الماء.
3: لا تخرج من مكان مغلق بشعر مبلل حتى لا تصاب بالبرد
ربما يكون الكثيرون منا قد سمعوا هذه النصيحة من جدتهم، حتى إن اسم "نزلة برد" يشي بأنك ستصاب بها إذا تعرضت للهواء البارد فور "نزولك" إلى الخارج. لكن ليس ثمة شك في أن نزلة البرد هي مرض تسببه عدوى فيروسية. أي أنك لن تصاب بنزلة برد ما لم ينتقل إليك الفيروس.
لكن هل تزيد برودة الجسم من فرص إصابتك بالمرض؟
اختلفت نتائج الأبحاث التي أجريت عن تأثير البرودة على الإصابة بنزلات البرد، فخلص بعضها إلى أن الأشخاص الذين يرتعدون من البرد كانوا أكثر عرضة للإصابة بنزلات البرد، في حين خلص البعض الآخر إلى أن برودة الجسم لم تؤثر في احتمالات الإصابة بنزلات البرد.
لكن بحثا آخر أجراه رون إيكلز، من جامعة كارديف، انتهى إلى نتائج مختلفة. إذ طلب إيكلز من مجموعة من المتطوعين وضع أقدامهم في دلاء مملوءة بالماء البارد لمدة 20 دقيقة، وقارنهم بمجموعة أخرى كانوا يرتدون الأحذية والجوارب كالمعتاد. وبعد خمسة أيام لاحظ أن عدد المصابين بنزلة البرد من بين أفراد المجموعة الأولى كانوا أكثر من ضعف عدد المصابين بنزلة البرد في المجموعة الأخرى التي لم يضع أفرادها أقدامهم في ماء بارد.
لكن لماذا يزيد ابتلال القدم أو الشعر من احتمالات الإصابة بنزلة البرد؟ يُرجع البعض ذلك إلى أننا عندما نشعر بالبرد تنقبض الأوعية الدموية في الأنف والحلق، وهذا يعوق وصول خلايا الدم البيضاء التي تحارب العدوى إلى الأنف والحلق لمقاومة الفيروسات.
بينما يرى أخرون أن الإصابة بنزلات البرد تزداد في فصل الشتاء بسبب نزوع الناس للتجمع في الأماكن المغلقة، وهو ما يسهل انتقال الجراثيم من شخص لآخر.
وخلصت دراسة أجريت في كلية الطب بجامعة إيموري بالولايات المتحدة إلى أن ارتفاع درجات الحرارة عندما يقترن مع انخفاض الرطوبة (كما هو الحال عند تشغيل أجهزة التدفئة في المنازل) يهيء الظروف المثالية لانتقال العدوى.
الاستنتاج: هذا الموضوع يحتاج إلى المزيد من الدراسة، لأن الخروج في الهواء البارد بشعر مبلل لا يسبب الإصابة بنزلات البرد، لكنه قد يضعف قدرة الجسم على مقاومة الفيروسات المسببة لنزلات البرد.
4: لا تخرج أبدا من المنزل دون غطاء رأس لأنك تفقد أكبر قدر من حرارة جسمك عبر الرأس
من البديهي أن نرتدي ثيابا ثقيلة قبل الخروج أثناء انهمار الثلوج، لكن هل يجب أن نولي اهتماما خاصا بتدفئة الرأس؟
أجرت ثيا بريتوريوس، من جامعة مانيتوبا بكندا، دراسة طلبت فيها من متطوعين النزول في مياه باردة مع غمر رؤوسهم تارة وإبقائها فوق السطح تارة. وخلصت إلى أن مقدار الحرارة الذي نفقده من أجسامنا يفوق ما نفقده من رؤوسنا.
ومن المعروف أيضا أنه في حالة ارتداء الملابس العازلة للحرارة وترك الرأس مكشوفا في الجو البارد، تهبط درجة حرارة الجسم الداخلية أسرع مما نظن. وربما يرجع ذلك إلى أننا لا نرتجف إذا كان الجسم دافئا والرأس وحده باردا، وهذا الارتجاف هو ردة فعل طبيعية لرفع درجة حرارة الجسم.
فضلا عن أنه يوجد الكثير من الأوعية الدموية في فروة الرأس بالقرب من سطح الجلد. وقد يؤدي تعرض الرأس للهواء البارد إلى تبريد الدم أثناء مروره عبر فروة الرأس، ومن ثم يبرّد سائر الجسم أثناء جريانه في العروق.
وعندما يكون الطقس شديد البروة، من المهم أن تحافظ على درجة حرارة جسمك، ولهذا يجدر بك أن تغطي جسمك ورأسك جيدا.
الاستنتاج: هذه المقولة صحيحة جزئيا، لأن ارتداء غطاء رأس سيساعد في تدفئة جسمك، لكن ليس صحيحا أننا نفقد أكبر قدر من الحرارة عبر رؤوسنا.
(BBC)