باسم سكجها يكتب: قطيشات بين الحجب والاعفاء من مهام الرئاسة!
باسم سكجها
جو 24 :
لا أعرف لماذا طلب الدكتور محمد قطيشات اعفاءه من وظيفة مستشار قانوني في رئاسة الوزراء، ولكنّني أعرف أنّ الرجل اكتسب احترام الجميع باعتباره مناصراً للحريات، حتى قبل وجوده مديراً لهيئة الإعلام، ولعلّ هذا هو السبب لاختياره في هذا الموقع، ومع وجوده فيه سار على الدرب نفسه، ونشهد له على ذلك، ولكن!
يبدو أنّه لم يُستشر في الرئاسة، ولهذا طلب اعفائه من منصب لا يُستفاد منه، أو لعلّه قدّم استشارات أو اقتراحات لم يؤخذ بها، والعلم عنده وعند الحكومة، والمهمّ أنّه حافظ على موقعه مديراً لهيئة الإعلام، فهو ضمانة لنا نحن الاعلاميين، وتعرف المحاكم أنّه دافع عن الكثير من قضايانا أمامها، وفاز في الغالبية الغالبة منها.
نكتب عن الدكتور قطيشات، ولكنّنا نكتب أكثر عن المواقع الالكترونية التي تمّ حجبها مؤخراً لأسباب تتعلّق بعدم تلبية كلّ الشروط القانونية، وفي تقديرنا أنّ الحجب هو الاستثناء والتواجد على الشبكة العنكبوتية هو الأصل، وقد يؤخذ الصالح في سبيل النيل من الطالح، فالتعميم لا تُحمد عقباه، وسيكون هناك مظلومون بالتأكيد.
لا أحبّ أن أخصّص، فهناك الكثير من المظلومين، ولكنّني اكتشفت أمس وأنا أبحث عن مقالات قديمة لي أنّ الموقع الذي يحتفظ بالكثير منها محجوب، فصحفي دوت كوم من المواقع الالكترونية المتخصصة بالارشفة، وتنقّلت عبر الشبكة لأكتشف أنّ الكثير من المواقع الزميلة حُجب لسبب عدم وجود رئيس تحرير متفرغ، وهذا ما كُنت أصلا أخشاه منذ إقرار القانون، وكتبت عنه.
في ذلك الوقت، كتبتُ أنّ أعضاء نقابة الصحافيين نحو ألف وقليل من الزملاء، ولدينا نحو ثلاثمائة موقع الكتروني أقلّ أو أكثر، والغالبية الغالبة من الزملاء يعملون أصلاً في صحف ومجلات وتلفزيونات وغيرها، فمن أين سنأتي برؤساء تحرير متفرغين للمواقع، وأعضاء في النقابة؟
ما أقوله إنّه لا ينبغي لنا أن نكون "حنبليين” في تطبيق القوانين الجائرة أصلاً، بل أن نتعامل برفق مع مهنة تحتاج الدعم، وأن يكون الحجب آخر الدواء، وفي مطلق الأحوال، فأنا أدعو إلى تعديل القانون الجائر، ولعلّ صديقنا الدكتور محمد قطيشات أوّل من يعرف أنّ هذا بات واجباً، ولن أسأله هنا: لماذا اعتذرت عن وظيفة مستشار قانوني في رئاسة الحكومة، وللحديث بقية!