تفاصيل مذبحة مسجد نيوزلاندا ورسالة الارهابي التي كتبها على سلاحه - صور
جو 24 :
استشهد 49 شخصاً على الأقل وأصيب أكثر من 39 آخرين في هجومين إرهابيين نفّذهما مسلحون على مسجدين في منطقة كرايستشيرش في نيوزيلندا، في ما أسمته رئيسة وزراء البلاد "بأحد أحلك أيام نيوزيلندا"، بينما اعتقلت السلطات أربعة أشخاص وفككت عبوات ناسفة في ما بدا أنه هجوم مخطط له بعناية.
وقالت رئيس الوزراء جاسيندا أرديرن إن الأحداث التي وقعت في كرايستشيرش تمثل "عملاً غير عادي وغير مسبوق من أعمال العنف" وأقرت بأن العديد من المتضررين قد يكونون مهاجرين ولاجئين، بالإضافة إلى القتلى، وأضافت أن أكثر من 20 شخصاً أصيبوا بجروح خطيرة، بينما أعلنت الشرطة ارتفاع عدد المصابين إلى أكثر من 39، ووصفت رئيسة الوزراء النيوزيلندية الهجوم على المسجدين بأنه "عمل إرهابي".
من جهته أعلن رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون أن منفذ أحد الهجومين هو يميني متطرف من أستراليا.
في سياق متصل دعت الشرطة النيوزيلندية، الجمعة، جميع المساجد في البلاد لإغلاق أبوابها أثناء صلاة الجمعة
وقال مفوض شرطة نيوزيلندا مايك بوش، في تصريحات للصحفيين، إنه يدعو جميع المساجد في عموم البلاد لإغلاق أبوابها احترازاً بعد الهجوم على مسجد النور في منطقة هاجلي بارك، ومسجد آخر في منطقة لينوود.
وأوقفت الشرطة ثلاثة رجال وامرأة واحدة بسبب عمليات إطلاق النار، التي صدمت سكان البلاد الذين يصل عددهم إلى خمسة ملايين شخص، وتم توجيه اتهامات بالقتل إلى أحد الأشخاص.
وعلى الرغم من عدم وجود سبب للاعتقاد بوجود المزيد من المشتبه فيهم، قالت رئيسة الوزراء إن مستوى تهديد الأمن القومي رفع إلى ثاني أعلى مستوى في نيوزيلندا.
ولم تحدد السلطات هوية المحتجزين، لكنها قالت إن أياً منهم لم يكن على قوائم المراقبة. لكن الرجل الذي أعلن مسؤوليته عن إطلاق النار ترك بياناً معادياً للمهاجرين من 74 صفحة شرح فيه من هو وأسباب تصرفاته.
كذلك أشارت رئيسة الوزراء في مؤتمرها الصحفي إلى المشاعر المعادية للمهاجرين كدافع محتمل، قائلة إنه على الرغم من أن الكثير من الأشخاص المتأثرين بعمليات إطلاق النار قد يكونون مهاجرين أو لاجئين "فقد اختاروا جعل نيوزيلندا وطنهم، وهو وطنهم. إنهم منا، أما الشخص الذي قام بهذا العنف ضدنا فليس منا".
أما بالنسبة للمشتبه فيهم فقد قالت أرديرن "هؤلاء هم الأشخاص الذين أصفهم بأن لديهم آراء متطرفة ليس لها مكان في نيوزيلندا على الإطلاق".
وقال مفوض الشرطة مايك بوش إن الشرطة ليست على علم بأشخاص مشتبه فيهم آخرين غير الأربعة الذين تم احتجازهم، لكنهم لم يكونوا متأكدين.
وقال بوش "تم القبض على المهاجمين من قبل رجال الشرطة المحليين. كانت هناك بعض أعمال الشجاعة المطلقة"، وأضاف "أنا فخور جداً بموظفي الشرطة لدينا وبالطريقة التي استجابوا بها لهذا، لكن دعونا لا نفترض أن الخطر قد انتهى".
وأظهر تسجيل مصور يبدو أن مطلِق النار بثه حياً، الهجوم بتفاصيله المرعبة، إذ قضى المسلح أكثر من دقيقتين داخل المسجد وهو يطلق النار على المصلين الفزعين مرة بعد أخرى، وأحياناً يعيد إطلاق النار على أشخاص أطلق عليهم النار بالفعل من قبل.
ثم يسير خارجاً إلى الشارع حيث يطلق النار على أشخاص يسيرون على الرصيف، ويمكن سماع صراخ أطفال على مسافة لدى عودته إلى سيارته لجلب بندقية أخرى، ثم يعود المسلح مرة أخرى إلى المسجد، حيث يرقد ما لا يقل عن 24 شخصاً على الأرض.
وعقب عودته وإطلاقه النار على امرأة هناك يعود إلى سيارته، حيث تدور أغنية "نار" (فاير) لفريق الروك البريطاني "ذي كريزي وورلد أوف آرثر براون" بصوت عالٍ من السماعات، ويردد المغني "أنا رب نار جهنم"، فيقود المسلح سيارته، وينقطع التسجيل.
وقالت الشرطة إن هناك عملية إطلاق نار ثانية في مسجد لينوود، وقالت رئيسة الوزراء إن عشرة أشخاص قتلوا هناك.
وقال الرجل الذي أعلن مسؤوليته عن إطلاق النار إنه أسترالي أبيض يبلغ من العمر 28 عاماً جاء إلى نيوزيلندا للتخطيط والتدريب على الهجوم. وقال إنه لم يكن عضواً في أي منظمة لكنه تبرع للعديد من الجماعات القومية وتفاعل معها، على الرغم من أنه تصرف بمفرده ولم تأمره أي جماعة بالهجوم.
ونشر الإرهابي برينتون تارانت، منفذ المجزرة الإرهابية داخل مسجدين في مدينة كرايست تشيرش النيوزيلندية، عشية الهجوم بيانًا على وسائل التواصل الاجتماعي، دعا من خلاله إلى قتل المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مؤكدأ أنّه لن يشعر بالندم وتمنى أنه يستطيع قتل أكبر عدد من (المهاجرين المسلمين).
ونقلت وكالة "سبوتنك” الروسية، عن صحيفة "heute” النمساوية أنّ "المهاجم الأسترالي برينتون تارانت البالغ 28 عاما نشر بيانا على وسائل التواصل الاجتماعي يحرض على القتل”.
كما ذكر القاتل في بيانه عن جملة من القضايا وأبرزها السعي لخلق خلاف بين أعضاء حلف الناتو الأوروبيين وتركيا، بهدف إعادتها إلى مكانتها الطبيعية كقوة غريبة ومعادية.
كما كتب تارانت عن دوافع جريمته ومن أبرزها قضية تدفق المهاجرين المسلمين إلى الدول الغربية ودعا إلى إيقاف هجرة المسلمين وسمى الأمر بـ”الغزو”وذكر بـ”الإبادة الجماعية للبيض”.
وذكر تارانت عن سبب اختياره لنيوزيلندا كمكان للعملية على أنه أراد من ذلك توجيه رسالة "للغزاة” أنهم ليس بمأمن حتى في أبعد بقاع الأرض، وأشار إلى أنه لا يشعر بالندم ويتمنى فقط أن يستطيع قتل أكبر عدد ممكن من الغزاة وأنه ليس هناك من بريء بين المستهدفين لأن كل من يغزو أرض الغير يتحمل تبعات فعلته.
وشرح تارانت في بيانه "الاستبدال العظيم" خطته بالتفصيل لقتل المصلين في المسجدين، واصفاً نفسه أنه "رجل أبيض عادي ولد في أستراليا من طبقة عاملة، وينتمي لعائلة ذات دخل منخفض".
وكشف كيف استوحى فكره من سفاح النرويج أندرس بهرنغ بريفيك الذي قتل 77 شخصا في هجوم 2011.
فيما ترك منفذ الهجوم على مسجدي مدينة كرايست تشيرش في نيوزيلندا، عبارات على سلاحه هاجم فيها الدولة العثمانية، والعنصر التركي.
ونشر الصحفي خير الدين الجابري على صفحته في "تويتر"، صورة قال إنها للسلاح الذي استخدم في الهجوم على المسجدين، أرفقها بترجمة للعبارات التي خطت عليه: التركي الفج، 1683 فيينا (حيث معركة فيينا التي خسرتها الدولة العثمانية ومثلت نهاية توسعها في أوروبا)، وقف تقدم الأمويين الأندلسيين في أوروبا، واللاجئين، أهلا بكم في الجحيم، الجولات السياحية 732 #Christchurch#نيوزلندا.
وقال إن مسجدين في كرايستشيرش ولينوود سيُستهدفان، وكذلك مسجد ثالث في مدينة آشبورتون إذا استطاع الوصول إلى هناك.
وقال إنه اختار نيوزيلندا بسبب موقعها، لإظهار أنه حتى المناطق النائية من العالم لم تكن خالية من "الهجرة الجماعية".
(TRT عربي + وكالات)