باسم سكجها يكتب: دخّان وفقر وبطالة وغلاء ولكنّ الأردن جميل!
باسم سكجها
جو 24 :
في الاحصائيات التي قرأناها الأسبوع الماضي أنّ الأردن تفوّق على كلّ الدول العربية في عدد المدخّنين، وتفوّق عليها أيضاً في نسبة الفقر، وسجّل علامات بارزة في هذا الشأن عالمياً، باتت تعتبر عمّان من أغلى العواصم في العالم، ولكنّنا لن ننسى أنّ الأردن وصل إلى كأس العالم في كرة السلة، مع أنّ القُرعة أوصلته إلى طريق صعب!
الأردن، بلد المتناقضات، فالقضية التي تشغله هي "مطيع والدخان” ومجتمعه أكثر المدخّنين، والمعضلة التي تشغله هي الفقر ويُلحق بها البطالة، ومع هذا فشوارعه ملأى بالسيارات من كلّ الأنواع والازدحام فيها لا يُعيق الحركة فحسب، بل يتسبب بحوادث فاجعة يومياً.
وتمتلئ البلاد بالشكوى والتذمّر، وفي اليوم لتشكيل الحكومة يبدأ الناس بالمطالبة بالتغيير أو التعديل، ويظنّ غير الأردني وهو يقرأ المنشورات والتعليقات في وسائل التواصل المجتمعي أنّ الأردني لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب، ولكنّه حين يقابل أيّ أردني في الخارج ويُقدّم أدنى انتقاد فسيواجه بثورة دفاع عن الأردن باعتباره جنّة الله على الأرض!
وصحيح أنّ هناك أردنيين كثيرين هاجروا وأنّ هناك كثيرين يفكّرون بالهجرة، ولكنّ الغالبية الغالبة منهم سرعان ما تفكّر بخطط العودة ولو بعد وقت طويل، ولا يرضى الأردني المهاجر بتزويج إبنته سوى لأردني في الداخل أو الخارج!
الأردن جميل بتناقضاته، فهكذا نحن، ونحن فخورون بتناقضاتنا، وسنبقى نشكوا ونتذمّر ونطالب بالمزيد، ولكنّنا نرفع أصبعنا في وجه أيّ خارجي يقول: الأردن غير جميل، وللحديث بقية!