ذاكرة الوطن تستعيد شريط معركة الكرامة المجيدة.. ودعوات للتوسع بتوثيقها
جو 24 : بشرى نيروخ – تحفل معركة الكرامة بالعديد من المشاهدات والمواقف البطولية التي تستدعي تضافر الجهود الرسمية والمجتمعية لتوثيق هذا الحدث المفصلي في تاريخ الأمة، وهو ما أجمع عليه خبراء.
قالوا لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) ان الوثائق هي ذاكرة الشعوب، وهي في الوقت نفسه أحد المصادر التاريخية للدولة، كما تنقل للأجيال قصص وبطولات الرعيل الأول الذين سطروا بتضحياتهم صفحات الوطن الناصعة.
لكن هؤلاء عبروا، بمناسبة ذكرى معركة الكرامة المجيدة، عن أسفهم لأن الوثائق الأردنية المتعلقة بمعركة الكرامة قليلة.
الخبير العسكري الدكتور بكر خازر المجالي دعا بهذه المناسبة إلى توثيق شهادات كل من عاصر معركة الكرامة بما في ذلك التوثيق الشفوي، مشددا على اهمية التركيز على رجالات المعركة من الأبطال.
وبين أننا نحتاج إلى مزيد من الاستعداد والدعم لدى الجهات الرسمية للتوثيق، مؤكدا أن كل شخص شهد أو عاش احداث المعركة، سيفيد إلى حد كبير في العديد من المفاصل والجزئيات المهددة بالنسيان بسبب غياب التوثيق والتسجيل.
كما دعا الى التواصل مع تلك الشخصيات التي دخلت التاريخ، واستضافتهم في البرامج التلفزيونية والإذاعية لسرد مشاهداتهم عن المعركة سردا أقرب ما يكون لتصوير الحدث وكأنه حي، لشحذ الهمم وتعزيز روح الولاء والانتماء، مشيرا الى ان معظمهم لديه معلومات وصور، وقدرة على الحديث والتعبير.
وأضاف، في زمن غزت فيه التكنولوجيا وشبكات التواصل الاجتماعي عقول أبنائنا وثبطت من روحهم المعنوية، تبدو أهمية الحاجة لغرس ذكرى معركة الكرامة وغيرها من المناسبات الوطنية في قلوب الأبناء، مشددا على أهمية دور المدرسة في تعزيز الانتماء والتعريف بالتاريخ وتوجيه الأبناء وتكثيف الزيارات الميدانية للطلبة الى موقع المعركة، بحيث لا يكون الاحتفال بهذا اليوم شكليا وإنما التركيز على المضمون وأخذ الدروس والعبر. أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الأردنية الدكتور عايد وريكات أشار بدوره إلى أن معركة الكرامة هي من الأحداث المفصلية والهامة في تاريخ الأمة، ومصدر فخر واعتزاز، لافتا الى أن أبطال المعركة ذوي الروح العظيمة الذين لم يفكروا يومها بالموت، وقاتلوا ببسالة دفاعا عن الوطن، وكتبوا وصيّتهم في أرض المعركة وهم يغنون أهازيج النصر، جديرون بتوثيق ذكراهم والاهتمام بها.
ودعا أبناء المجتمع كافة الى توثيق تلك المشاهدات وتسجيلها وتقديم الوثائق الخاصة بها من صور أو كتابات للجهات المعنية، ليتسنى للأجيال القادمة قراءة وسماع ومشاهدة تلك اللحظات الرائعة في سجلات النصر والإباء، مبينا أنه من باب أولى تعزيز الروح المعنوية وتعميق وتجذير التاريخ الوطني في نفوس الطلبة، وأن لا يقتصر الاحتفال على يوم واحد في السنة ربما يقتصر على زيارة موقع نصب الجندي المجهول.
مستشار وزارة الثقافة الدكتور حكمت النوايسة، قال، ان مشكلة التوثيق باتت أمرا مؤرقا في غياب الدعم اللازم من جهة، ولعدم وجود تعاون كاف من بعض المواطنين، مشيرا إلى أن الوزارة بصدد استكمال مشروع التوثيق بعد نجاحه في أواخر سبعينيات القرن الماضي، اذ تم استخدام أشرطة (الكاسيت) في عملية التسجيل.
وأضاف، ان مديرية التراث غير المادي في الوزارة تعكف على نقل ذلك وتحويله إلكترونيا، وكتابة وصياغة الأحاديث الشفوية من قبل خبراء وإعطاء عنوان خاص به، لافتا الى أن هذه العملية تتم وفق سياسة وتصنيف ممنهج.
وأشار الى انه تم تجميع 950 شريطاً من مختلف المحافظات تتناول مجموعة من اللقاءات المتعلقة بالمناسبات الوطنية والثورة العربية الكبرى ومعركة الكرامة والعادات والتقاليد والأحداث التي وقعت عند تأسيس الدولة الأردنية وغيرها من الموضوعات المتصلة بتاريخ المملكة، إضافة إلى القصص والحكايا.
وأوضح النوايسة أنه عملية التصنيف تتم حسب المنطقة والمحافظة والموضوع، إذ تم الانتهاء من توثيق الأشرطة الخاصة بمحافظة المفرق، كما شارف الكتاب الخاص بهذه الوثائق على الطبع خلال هذا العام، داعيا المواطنين الى التعاون وتسجيل الوثائق التاريخية والشفوية لدى دائرة المكتبة الوطنية، إذ أن حقوق الملكية الفكرية مصونة لكل من يزود المكتبة بهذه الوثائق. -- (بترا)
قالوا لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) ان الوثائق هي ذاكرة الشعوب، وهي في الوقت نفسه أحد المصادر التاريخية للدولة، كما تنقل للأجيال قصص وبطولات الرعيل الأول الذين سطروا بتضحياتهم صفحات الوطن الناصعة.
لكن هؤلاء عبروا، بمناسبة ذكرى معركة الكرامة المجيدة، عن أسفهم لأن الوثائق الأردنية المتعلقة بمعركة الكرامة قليلة.
الخبير العسكري الدكتور بكر خازر المجالي دعا بهذه المناسبة إلى توثيق شهادات كل من عاصر معركة الكرامة بما في ذلك التوثيق الشفوي، مشددا على اهمية التركيز على رجالات المعركة من الأبطال.
وبين أننا نحتاج إلى مزيد من الاستعداد والدعم لدى الجهات الرسمية للتوثيق، مؤكدا أن كل شخص شهد أو عاش احداث المعركة، سيفيد إلى حد كبير في العديد من المفاصل والجزئيات المهددة بالنسيان بسبب غياب التوثيق والتسجيل.
كما دعا الى التواصل مع تلك الشخصيات التي دخلت التاريخ، واستضافتهم في البرامج التلفزيونية والإذاعية لسرد مشاهداتهم عن المعركة سردا أقرب ما يكون لتصوير الحدث وكأنه حي، لشحذ الهمم وتعزيز روح الولاء والانتماء، مشيرا الى ان معظمهم لديه معلومات وصور، وقدرة على الحديث والتعبير.
وأضاف، في زمن غزت فيه التكنولوجيا وشبكات التواصل الاجتماعي عقول أبنائنا وثبطت من روحهم المعنوية، تبدو أهمية الحاجة لغرس ذكرى معركة الكرامة وغيرها من المناسبات الوطنية في قلوب الأبناء، مشددا على أهمية دور المدرسة في تعزيز الانتماء والتعريف بالتاريخ وتوجيه الأبناء وتكثيف الزيارات الميدانية للطلبة الى موقع المعركة، بحيث لا يكون الاحتفال بهذا اليوم شكليا وإنما التركيز على المضمون وأخذ الدروس والعبر. أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الأردنية الدكتور عايد وريكات أشار بدوره إلى أن معركة الكرامة هي من الأحداث المفصلية والهامة في تاريخ الأمة، ومصدر فخر واعتزاز، لافتا الى أن أبطال المعركة ذوي الروح العظيمة الذين لم يفكروا يومها بالموت، وقاتلوا ببسالة دفاعا عن الوطن، وكتبوا وصيّتهم في أرض المعركة وهم يغنون أهازيج النصر، جديرون بتوثيق ذكراهم والاهتمام بها.
ودعا أبناء المجتمع كافة الى توثيق تلك المشاهدات وتسجيلها وتقديم الوثائق الخاصة بها من صور أو كتابات للجهات المعنية، ليتسنى للأجيال القادمة قراءة وسماع ومشاهدة تلك اللحظات الرائعة في سجلات النصر والإباء، مبينا أنه من باب أولى تعزيز الروح المعنوية وتعميق وتجذير التاريخ الوطني في نفوس الطلبة، وأن لا يقتصر الاحتفال على يوم واحد في السنة ربما يقتصر على زيارة موقع نصب الجندي المجهول.
مستشار وزارة الثقافة الدكتور حكمت النوايسة، قال، ان مشكلة التوثيق باتت أمرا مؤرقا في غياب الدعم اللازم من جهة، ولعدم وجود تعاون كاف من بعض المواطنين، مشيرا إلى أن الوزارة بصدد استكمال مشروع التوثيق بعد نجاحه في أواخر سبعينيات القرن الماضي، اذ تم استخدام أشرطة (الكاسيت) في عملية التسجيل.
وأضاف، ان مديرية التراث غير المادي في الوزارة تعكف على نقل ذلك وتحويله إلكترونيا، وكتابة وصياغة الأحاديث الشفوية من قبل خبراء وإعطاء عنوان خاص به، لافتا الى أن هذه العملية تتم وفق سياسة وتصنيف ممنهج.
وأشار الى انه تم تجميع 950 شريطاً من مختلف المحافظات تتناول مجموعة من اللقاءات المتعلقة بالمناسبات الوطنية والثورة العربية الكبرى ومعركة الكرامة والعادات والتقاليد والأحداث التي وقعت عند تأسيس الدولة الأردنية وغيرها من الموضوعات المتصلة بتاريخ المملكة، إضافة إلى القصص والحكايا.
وأوضح النوايسة أنه عملية التصنيف تتم حسب المنطقة والمحافظة والموضوع، إذ تم الانتهاء من توثيق الأشرطة الخاصة بمحافظة المفرق، كما شارف الكتاب الخاص بهذه الوثائق على الطبع خلال هذا العام، داعيا المواطنين الى التعاون وتسجيل الوثائق التاريخية والشفوية لدى دائرة المكتبة الوطنية، إذ أن حقوق الملكية الفكرية مصونة لكل من يزود المكتبة بهذه الوثائق. -- (بترا)