كلمة وداع في حضرة جامعة اليرموك
جو 24 :
كتب أحمد العارف الشياب - ها نحن نعود كل مرة الى اليرموك
تعود بنا الدنيا وايامها اليها
الامكنه هي ذاتها من وقتا طويل
والوجوه الطيية هي ذات الوجوه
المباني هنا تعرفنا تستقبلنا كل مرة بوجه جديد مرة بذلك الوجه المشتاق والملهوف وم رة بوجهها الغاضب العاتب
اليرموك ليست بالنسبة لابناءها جامعه كباقي الجامعات يمرون بها خلال مرحلة عمرية وحسب
انها المحطة التي نرتاح فيها بين كل رحلة واخرى .والحبيبة التي نروي لها في كل مرة انتصاراتنا وفجائعنا .
نخلع في اليرموك كل الاقنعه التي نخفي خلفها تعبنا وحزننا واشواقنا ويصبح كل شي جميلا فجأة ويمتلئ الصدر بالفرح
في اليرموك تستطيع ان تواجه كل شي الحنين واللهفة والقسوة والبعد
في اليرموك تجد نفسك مجبرا على مواجهه كل شي
وتعود وانت في اروقتها
الى الايام التي مضت وسرعان ما يعود بك الحنين الى تلك الوجوه التي جمعتك بها صدفة ذات يوم
تشعر في هذه الجامعه انك عشت كل شي كل احوال الحب وتقلباته بناء الحلم وتحقيقه والسهر وعذب اللقاءات وصفاءها
وتدرك وانت تودعها انك ضيعت كل شي وان الاحلام التي بنيناها في الخيال تسربت
كما يتسرب الماء من بين الاصابع
تعلمك اليرموك جغرافيا الحب والحرب والتحدي والانتصار
تضعك اياما امام مواقف لم تكن تحسب لها حسابا وتتركك اياما لتواجه معارك ليست متكافئة امام الزمن والذكريات
تحطمك احيانا وترممك احيانا اخرى
تأجج القلب وتحرقه وتطلق ما في النفس من مطامع ومطامح
في اليرموك يتغير صوتك ليأخذ شكل الموسيقى وتتغير ملامح وجهك لتأخذ شكل العشب والمباني القديمه وتتغير طريقة كتابتك لتأخذ شكل الماء والياسمين
ويتجلى بوضوح وانت تغادرها شكل الفراغ والوحدة وزحام الوجوه والاقدام والقاعات الفارغة .