حب الأم لا يعرف حدودا... عمل الأمهات البديلات يمثل أعلى درجات العمل الإنساني
الأمومة شعور نبيل وغريزة إلهية ولدت بها المرأة منذ الخليقة، كرمتها الأديان، ورفعوها عن سائر البشر درجات، وتمدحها أمثالنا الشعبية على مر العصور، الأمومة خوف مسبق وحنان حتمي، وليس كل "أم" هي التي أنجبت ولكن "الأم"، هي من تربي جيلا يتميز بـ"الأخلاق الكريمة".
الأم البديلة في قرى الأطفال "SOS"
تبني الأم البديلة في SOS قرى الأطفال علاقة وثيقة مع كل طفل يوكل إلى عنايتها فتوفر له الحماية والأمان وتشمله بمشاعر المحبة والاستقرار الذي يحتاجه. ولأنها أم محترفة في العناية بالطفل فهي تعيش مع الأطفال فتشرف على نموهم وتدير شؤون منزلها باستقلال تام وهي تدرك وتحترم الخلفية الأسرية لكل طفل وجذوره الثقافية ومعتقداته الدينية.
الأم في "SOS" قرى الأطفال هي التي تدير أسرة SOS حيث تشارك الأم الأطفال في حياتها مانحة إياهم الشعور العاطفي بالأمان وهي كذلك توفر لهم فرصة إقامة العلاقات الأسرية الدائمة وتنميتها ضمن أسرتها حيث ينمو الحب ويزداد, وفي الوقت ذاته فإن الأم خبيرة في مهنة العناية بالطفل وهي تتعاون مع زملاء العمل الآخرين في القرية من أجل تلبية احتياجات الأطفال.
تعتبر الأم البديلة في SOS مسؤولة مسؤولية مباشرة عن توجيه وتنمية كل طفل أوكل إلى عنايتها وبصفتها رأس الأسرة فهي مسؤولة عن القرارات التي تتخذ يوميا بشأن الأطفال وهي أيضا تشرك الأطفال في اتخاذ القرار وفق مستوى نضجهم وإدراكهم وتتحمل مسؤولية تنمية الأطفال وقد يشمل ذلك المجالات المختلفة كالتعليم والعناية الصحية والإرشاد المهني.
تساعد الخالة البديلة ومساعدة الأسرة الأم في أداء واجباتها وتحل محلها أثناء فترة إجازتها التي تصل إلى ثمانية أيام في الشهر وتكون الخالة في SOS متخصصة بالعناية بالأطفال وتعيش في أسر SOS المختلفة وتحترم الروابط العاطفية التي تربط الأم بأطفالها.
وحول تجربتها كأم بديلة لثمانية أطفال بينت هاجر ديوب الأم البديلة أنها بدأت عملها في القرية منذ عام معتبرة أن هذا العمل رسالة إنسانية لتكون سندا لهؤلاء الأطفال الذين حرمتهم الاقدار والظروف من العيش مع أسرهم الحقيقية مضيفة "أصبحوا جزءا من حياتي أشتاق لهم حين أغادر القرية في الإجازة.. هم أولادي وإن لم أكن الأم البيولوجية"، كما نقلت وكالة "سانا".
وتصف ناريمان أسمر التي تربي 8 أطفال أيضا في بيت مجاور لبيت هاجر ضمن قرية الصبورة للأطفال عملها بأنه أرقى درجات العمل الإنساني لأنها مسؤولة عن رعاية الأطفال مثل أمهم تماما وتتعامل معهم بمشاعر الأم الحقيقية "هم أبنائي شعوري نحوهم شعور أي أم اتجاه فلذات اكبادها".
وتعيش ناريمان مع أطفالها 5 ذكور و3 اناث أجواء الأسرة الطبيعية منذ عام ونصف العام معتبرة أن وجودهم عوضها عن مشاعر الأمومة فبكلمة ماما ينبض قلبها بمشاعر الحب والعطاء تجاه هؤلاء الأطفال.
قرى الأطفال " SOS" هي منظمة غير حكومية غير ربحية تعمل في مجال توفير الرعاية الأسرية المستمرة والتنمية الاجتماعية. تقوم الجمعية على مساعدة الأطفال الأيتام والمحرومين من الرعاية الأسرية من خلال إنشاء أسرة بديلة تعطيهم الأمان والحب والحياة الكريمة.