السقوط الحكومي المدوّي: نشبعهم شتما ويفوزون بالاتفاقيات
جو 24 :
أحمد عكور - مرة أخرى يُخيّب رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز آمال الأردنيين ويفوّت فرصة ذهبية لكتابة تاريخ مشرّف له ولحكومته وللأردن والأردنيين، ولكن هذه المرة في الملفّ السياسي الأكثر أهمية وهو العلاقة مع الاحتلال الاسرائيلي.
لم يُحسن الرزاز استغلال فرصة اتحاد الأردنيين ضد اتفاقية الغاز مع الاحتلال الصهيوني والاجماع النيابي غير المسبوق على ردّ الاتفاقية المشؤومة، فاختار الالتفاف على هذه الارادة الشعبية العريضة، وبدلا من اتخاذ قرار حاسم بالغائها هرول بها إلى المحكمة الدستورية طالبا فتوى حول مدى دستورية أن يكون للنواب والأردنيين رأي في هذه الاتفاقية المبرمة بين شركة تملكها الحكومة وتعوّض خسائرها من جيوب الأردنيين وشركة أخرى تسوّق الغاز الفلسطيني المسروق!
الواقع أن موقف الرزاز من شأنه ايصال رسالة ملتبسة إلى العالم كلّه بأننا ورغم كلّ ما تفعله اسرائيل إلا أننا متمسكون بتعزيز العلاقات معهم سواء من خلال ناقل البحرين أو اتفاقية الغاز، وهذا لا يليق بدولة لديها سيادة ولديها الحدّ الأدنى من الاحترام لذاتها وشعبها.
كيف سيفهم العالم تصريحات الملك والحكومة بأنها مستاءة من ممارسات الاحتلال الصهيوني وأن الأردن لن يقبل بصفقة القرن، وفي ذات الوقت يشاهد الحكومة نفسها تتحايل وتلتفّ على الارادة الشعبية لتمرير اتفاقية العار؟!
في الحقيقة، إن تمرير الاتفاقية وعدم اتخاذ موقف حاسم بالغائها يؤكد أن التصريحات الرسمية بخصوص الانتهاكات والاعتداءات الاسرائيلية لا تعدو كونها مجرّد تصريحات للاستهلاك الاعلامي والشعبي، بما فيها التصريحات بشأن مطار تمناع الذي أقيم قرب حدودنا قصرا، بينما الواقع أننا نشبعهم شتما ويفوزون بالاتفاقيات.
لا نعلم لماذا هذا الرهان الرسمي على هذه العلاقة غير المتكافئة مع الكيان المارق الذي ينتهك مقدساتنا ويتمدد على أرضنا ويقتل أهلنا ليل نهار، وكيف يقبل أحدنا أن يلوّث نفسه بتعزيز هذه العلاقة مع محتلّ لأرضه وقاتل لأهله!