ما قصة "الكاشير" الذي يحمله الجزائريون في مظاهراتهم؟
أضحت اللحوم الباردة أو ما يعرف باللهجة الجزائرية "الكاشير" والتي تختلف تسميتها من بلد إلى آخر حسب الماركات والأنواع، أحد أبرز الرموز السياسية في الحراك الشعبي الذي تعيشه الجزائر والذي دخل شهره الثاني، للمطالبة بتنحي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ورحيل كل رموز النظام، تحت شعار "فلترحلوا جميعًا".. فما قصة الكاشير مع الجزائريين وما علاقته بحراك الشارع؟
صار "الكاشير" الحاضر الذي لا يغيب في كل المسيرات السلمية المنظمة منذ 22 فبراير سواء عن طريق صور يرفعها المتظاهرون على شكل شعارات أو من خلال حمله في الشارع، كما بات عصب النكت والتهكمات والاستعارات المكنية للإسقاطات السياسية.
ومن الأمور اللافتة في المسيرة السادسة، اليوم الجمعة، حمل أحد المتظاهرين بساحة البريد المركزي بالجزائر العاصمة، صنارة، ووضع عليها "قطعا من الكاشير"، وهي رسالة سياسية ضمنية مفادها أن الحراك الشعبي سيصطاد كل رموز النظام الذين تنكروا للشعب في العشريتين الماضيتين، ونهبوا أموال الخزينة العمومية من دون حسيب أو رقيب، حسبهم.
ويربط الجزائريون بين الكاشير والفساد والرشوة، منذ إعلان حزب جبهة التحرير الوطني "الحزب الحاكم في البلاد"، ترشيح بوتفليقة لعهدة خامسة، بالقاعة البيضاوية (مركب محمد بوضياف بالعاصمة).
وبثت قنوات تلفزيونية محلية وقتها نقلا على لسان بعض الشباب عدم علمهم بسبب استقدامهم من ولايتهم التي يقطنون بها على متن حافلات، حيث تعرض عدد كبير منهم للخداع كما تم تناقله، بينما تحدث آخرون أن المنظمين قدموا لهم وجبة غداء تتكون من سندويتشات خبز به "كاشير"، ومنذ ذلك الحين، تحول هذا الصنف من اللحوم الباردة إلى رمز للفساد في البلاد.
يذكر أن الشرطة الجزائرية قالت اليوم الجمعة، إن نحو مليون محتج تجمعوا في وسط العاصمة، للمطالبة باستقالة بوتفليقة.
واحتشد آلاف الجزائريين بساحة البريد المركزي بقلب الجزائر العاصمة، اليوم الجمعة، ومنهم من قضى الليلة بالمكان، للمشاركة في الجمعة السادسة من الحراك المطالب بالتغيير السياسي والرافض لبقاء بوتفليقة ومن حوله في سدة الحكم.
وتأخذ جمعة اليوم طابعا خاصا بعد تصريحات الفريق أحمد قايد صالح المنادية بتفعيل المادة 102 التي تنظم حالة شغور منصب رئيس الجمهوية.العربية نت