مركبات المطاعم المتنقلة: أسلوب جبائي جديد من أمانة عمان ومتاجرة بقضية المعطلين عن العمل
جو 24 :
وائل عكور - يستحق صاحب فكرة "مركبات المطاعم المتنقلة" مكافأة مجزية من حكومة الجباية نظير الابداع الذي أظهره من خلال هذا المشروع الذي جرى الترويج له على أنه "انجاز" يستحق أن يُحتفى به.
الأمانة زعمت نهاية العام الماضي أن هذا المشروع يستهدف تشغيل الشباب الأردني العاطل عن العمل، وأنه يستهدف المواطن وليس من خلال الشركات أو المؤسسات، غير أن الواقع بدا عكس ذلك تماما؛ فعربة البوظة الأولى في حدائق الحسين ذهبت إلى أحدهم مقابل 25 ألف دينار، وهذا ما يدفعنا للتساؤل فيما إذا كان أحد الشباب المعطلين عن العمل يملك هذا المبلغ وينتظر "عربة الأمانة" لينفرج همّه!
كان الأصل بالأمانة إذا ما أرادت أن تقدّم خدمة للمعطلين عن العمل أن تقوم بالاعلان عن توزيع تلك "المواقع" على المعطلين عن العمل وفق أسس وشروط وضوابط، وأن يتمّ التوزيع وفق شرط الأشدّ حاجة لمثل هذا المشروع، وتكتفي باستيفاء رسوم الترخيص للعربة على أنها "كشك" فقط، لا أن يصل المزاد إلى 25 ألف دينار.
بل وأكثر من ذلك، كان الأصل بالأمانة أن تزيد من عدد العربات في عدة مواقع ولا تستوفي عليها أي رسوم في السنة الأولى، وتقدّم الحكومة قروضا ميسّرة للراغبين بالاستثمار والعمل في هذا المجال بعد التحقق وترتيبهم وفق الأشدّ حاجة، وتقديم التدريب اللازم للمشتغلين على تلك العربات التي كان من الممكن أن تحلّ مشكلة مئات الأسر لو جرى استغلالها على أفضل وجه وتعميم الفكرة على مختلف الحدائق والمنتزهات والساحات العامة.
اللافت، أن أمين عمان الدكتور يوسف الشواربة كان قد أعلن عند طرح المشروع بأنه لن يُسمح للشركات بالمنافسة على هذه العربات، لكن الحقيقة والواقع أن هناك شركات نافست على تلك المركبات حتى وصل سعرها إلى 25 ألف دينار وفقدنا بذلك الغاية والهدف الأسمى من الفكرة.
ما جرى، يُعزز الفكرة والتساؤلات التي أثارها نقيب أصحاب المطاعم عمر العواد في تصريحات سابقة لـ الاردن24، والتي قال فيها إن أمانة عمان تستغل قضية المعطلين عن العمل لتمرير عطاء المطاعم لصالح شركات كبرى، مشددا على أن المعطلين عن العمل لن يستفيدوا من هذه الفكرة التي "يبدو أنها جاءت لخدمة أشخاص بعينهم".
الأردن24 حاولت الاتصال مرارا بالناطق الاعلامي في أمانة عمان، ناصر الضمور، للحصول على ردّ منه، غير أنه لم يُجب على الاتصالات المتكررة.