اجتماع القاهرة. ....بين الواقع والمطلوب ؟ ؟
د. فوزي السمهوري
جو 24 :
هل سيكون مؤتمر وزراء الخارجية العرب الذي يلتئم في القاهرة بطلب من دولة فلسطين يوم الأحد على قدر المسؤولية المتوخاة والمطلوبة للتصدي للمخططات التي تستهدف الوطن العربي الكبير وليست القضية الفلسطينية الا عنوان ومقدمة لهذا الاستهداف ؟
عنجهية نتنياهو ارتفعت وتيرتها بعد نجاح معسكر اليمين الأكثر والاشد شراسة في تطرفه وعدائه لكل عربي بل لكل مسلم ولكل إنسان يخالفه مما يؤذن ببدء مرحلة تعد الأخطر لمستقبل الدول العربية.
نتوقع من اجتماع وزراء الخارجية العرب ليس تبني الاستراتيجية والمطالب الفلسطينية والرؤيا التي سيطرحها الرئيس الفلسطيني محمود عباس بل العمل على تنفيذها دون تردد أو تلكؤ.
كما نتوقع من رؤساء الدبلوماسية العربية أن يشرعوا بتقييم عملي وحقيقي للمرحلة السابقة التي فاقمت من الخلافات البينية العربية وبالتالي أدت إلى ضعف عربي لم نشهده منذ عقود أسفر عن مزيد من الأطماع لدول إقليمية تلعب دور الأداة لدول كبرى تعمل على تهديد الأمن والاستقرار والازدهار كما تهدف إلى إعادة الاستعمار والهيمنة بأشكالها المباشرة وغير المباشرة.
وهذا يعني ويتطلب التخطيط السليم للخروج من مربع الفرقة والضعف ونهب الثروات إلى مربع التوافق والوحدة والإنماء والتقدم والقوة الذي يشكل أساسه بناء دولة المواطنة وسيادة القانون في ظل نظام ديمقراطي يحترم وينهض بحقوق الإنسان.
أعود إلى التهديدات والتحديات التي تهدد الشعب الفلسطيني وحقوقه الأساسية التي ينص عليها ميثاق الأمم المتحدة وكافة العهود والمواثيق الدولية ومنها :
■ الحق بتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة أسوة بباقي شعوب العالم.
■ حق التمتع بالحرية والعدالة والاستقلال.
■ حق التمتع دون تمييز بالحقوق التي كفلها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
■ حق السيادة والتصرف بثرواته وموارده الطبيعية والماليةوغيرها.
■ حق التمتع بالحماية الدولية من كافة الأخطار الناجمة عن الإحتلال العسكري الصهيوني تنفيذا للاتفاقيات والعهود الدولية.
لذا المطلوب من إجتماع القاهرة إتخاذ قرارات غير مسبوقة دفاعا عن فلسطين وقلبها القدس التي تؤسس للدفاع عن الحقوق العربية متمثلة بوحدة اقطارها وأمنها وقوتها وتعزيز قدرتها على مواجهة التهديدات الخارجية ومنها :
أولا : الإعلان عن وقف كافة اشكال الاتصالات والعلاقات التي تمثل في حال استمرارها مكافآة ودعما لمجرم الحرب نتنياهو وزمرته .
ثانيا : رفض الازدواجية الأمريكية بالتعامل مع جميع القضايا العربية وخاصة الفلسطينية.
ثالثا : رفض الإنحياز الأعمى للرئيس ترامب وإدارته للمشروع الصهيوني التوسعي الذي يسمى بصفقة القرن الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية وإلى تنصيب الكيان الصهيوني زعيما للمنطقة.
رابعا : تبني ودعم الموقف الفلسطيني بإنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية المحتلة إثر عدوان حزيران 1967 تنفيذا لقرار مجلس الأمن رقم 242 و 2334 كمقدمة لتنفيذ باقي القرارات الدولية خاصة قرار رقم 181 وقرار 194.
خامسا : ربط مستوى العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية مع الولايات المتحدة الأمريكية بمدى احترامها للحقوق العربية وابتعادها عن القبول بافرازات ونتائج العدوان بل ورفضها.
سادسا : تأمين الدعم السياسي والاقتصادي لفلسطين ودعم صمود شعبها.
سابعا : دعوة المجتمع الدولي إلى عزل الكيان الصهيوني وفرض العقوبات السياسية والاقتصادية والعسكرية لتقويضه أسس ميثاق الأمم المتحدة الذي يحظر الاعتداء واحتلال أراضي بالقوة.
ثامنا : دعم أي مفاوضات عبر مؤتمر دولي تهدف الى وضع جدول زمني لإنهاء الإحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
المشكلة الرئيسية للقضية الفلسطينية تكمن في الإحتلال الإسرائيلي الغاشم المدعوم من الرئيس ترامب وإدارته القائم على حق القوة وتغييب قوة الحق.
فهل من امل ان تمثل قرارات وزراء الخارجية العرب الخطوة الأولى نحو الدفاع عن نفسها ومصالحها وان تمثل فلسطين ساحتها الأولى. ......؟ ؟ !