قصة مؤثرة.. الماجستير لطالبة سعودية متوفاة!
سجلت جامعة تبوك، شمال غرب السعودية، موقفاً إنسانياً نبيلاً، حيث منحت طالبة الدراسات العليا بقسم الإدارة والتخطيط التربوي مريم الشمري، درجة الماجستير، بعد أن أنهت كل المتطلبات الدراسية، ومشروعها البحثي، وسلمته مشرفتها للمناقشة، لكنها توفيت قبل إتمام الإجراءات بأيام قليلة.
وأُعلن اسم الطالبة مريم خلال حفل التخرج، الذي رعاه أمير المنطقة، في ملعب مدينة الملك خالد الرياضية وكذلك أعلن منحها شهادة الماجستير، ليتفاعل الحضور الذي تجاوز 12 ألفاً، معبرين عن تقديرهم وشكرهم لوفاء جامعة تبوك في موقفها النبيل، وسلمت الشهادة لذوي الطالبة من قبل راعي الحفل الأمير فهد بن سلطان أمير منطقة تبوك.
من جهتها، تحدثت فاطمة الشمري، شقيقة الطالبة مريم، إلى "العربية.نت" قائلة: "شقيقتي كانت في العقد الثالث من العمر، ولديها ثلاث بنات أكبرهنّ في الصف الأول.. وكانت مريم تعاني من مرض فقر الدم وتكسر في الصفائح الدموية، ما أدى لوفاتها قبل مناقشتها لرسالة الماجستير بأيام، فقد تقدمنا سوياً أنا ومريم لدراسة الماجستير، وللأسف تخرجتُ بدون شقيقتي، فكان حينها شعور مؤلم وقت تتويجي بالشهادة".
وتابعت: "تلقيت اتصالاً من المشرفة على رسالة الماجستير لشقيقتي مريم، الدكتورة نادية البلوي، التي أكدت لها أن مريم اجتازت البحث وقررت منحها درجة الماجستير، وقدمت شكرها لمدير جامعة تبوك الدكتور عبد الله الذيابي والدكتور خليفة البلوي اللذين دعما هذا القرار".
وأضافت: "أشكر الله سبحانه على قضائه وقدره، كما أشكر أمير منطقة تبوك على تعازيه للأسرة، فهذه الشهادة هي حلم شقيقتي، وكان لديها إصرار وعزيمة وترفض الراحة، وكانت تردد لي دائماً: سوف نتخرج معاً".
وقالت: "الكثير تقدموا بالتعازي والمواساة، والبعض قدم لمريم تبرعاً في حفر آبار في الخارج وكفالة يتم وتفطير الصائمين في رمضان".
بدورها، عبرت "حور" ابنة الطالبة المتوفاة، عن فرحتها لنيل أمها الشهادة العليا، وقالت: "أكيد ماما مبسوطة الآن كانت تذاكر كثير".
من جهته كشف الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الشريف، أستاذ الإدارة والتخطيط التربوي المشارك لكلية التربية والآداب بجامعة تبوك، أن "بداية هذه اللوحة الجميلة بكل مضامينها، من استشعار ومتابعة، كانت من رئيس قسم الإدارة والتخطيط التربوي عضو مجموعة خبراء القيادة خليفة البلوي، والذي يتابع القسم ويحرص على تطويره في كافة المجالات ويهتم بمتابعة كل شاردة وواردة فيه".
وخص الدكتور الشريف بالذكر أيضاً "حرص زميلة التخصص والقسم الدكتورة نادية البلوي، التي عاشت مع طالبتها سنوات الدراسة، وكانت نعم الداعم لطالبتها على إتمام البحث رغم الألم والمرض الذي كانت تعاني منه الطالبة يرحمها الله"، مبيناً أنه تم منح الدرجة والتكريم لوالدها، من قبل راعي حفل التخرج الأمير فهد بن سلطان.
واعتبر أن "هذا الإجراء، من مدير جامعة تبوك، الذي يأتي كبادرة نوعية مختلفة، بقيمها ومضامينها، وبرقيها وبقائها، مختلفة في أثرها وأجرها، وفي جميع أبعادها النفسية والاجتماعية"، مشيراً إلى أن "فيها نوعاً من الصناعة القيمية الراقية، وتلمس لمشاعر الفقد، وتظهر الصورة الحقيقية لغرس الانتماء".