jo24_banner
jo24_banner

"الهدف المؤقت".. هكذا قتل جوهر كرة القدم وروح المنافسة

الهدف المؤقت.. هكذا قتل جوهر كرة القدم وروح المنافسة
جو 24 :
في كرة القدم تتعدد أنواع الأهداف، فهناك أهداف بالحظ وأهداف بنيران صديقة وأهداف تضمن الفوز، والآن دخلنا مرحلة الأهداف التي تحتسب "بشكل مؤقت" ويرجع الفضل فيها إلى تقنية حكم الفيديو المساعد.

ولا يوجد حتى الآن أفضل من المواجهة الفريدة من نوعها بين مانشستر سيتي وتوتنهام هوتسبير في دوري أبطال أوروبا أمس، لتكون خير مثال لهذه الحال الجديدة.

فهدف الفوز المتأخر الذي أحرزه رحيم سترلينغ لمانشستر سيتي، فجّر موجة من الفرحة العارمة بين الجماهير على ملعب الاتحاد وقفز المدرب بيب غوارديولا في الهواء ورفع قبضته إلى أعلى ابتهاجا بما تحقق.

وكان سيتي يظن أنه تأهل لنصف نهائي البطولة الأوروبية الأبرز وأنه على طريق الحفاظ على آمال الجمع بين الألقاب الأربعة هذا الموسم (الدوري الانجليزي وكأس الاتحاد وكأس الرابطة ودوري الأبطال).


لكن الحكم ألغى الهدف بسبب التسلل بعد اللجوء إلى تقنية حكم الفيديو المساعد، ليسقط "المدرب الفيلسوف" جاثيا على ركبتيه ويضع يديه فوق رأسه وقد اعتصرته حالة من اليأس الشديد.

وفجأة عادت البهجة إلى لاعبي توتنهام الذين جثوا على ركبهم قبل لحظات ظنا منهم أنهم ودعوا البطولة، بعد أن تبدلت الأحوال وأصبح توتنهام وليس "السيتيزنز" هو الفريق المتأهل لمواجهة أياكس أمستردام في الدور قبل النهائي بدوري الأبطال.

وأثبت النظام الجديد كفاءته إذ إنه حقق ما صمم في الأساس ليقوم به.

وإذا لم يتم اللجوء لهذه التقنية كانت برامج التحليل التلفزيونية ستتوسع في مناقشة التسلل الذي كان عليه سيرجيو أغويرو قبل أن يمرر الكرة إلى زميله سترلينغ لتكمل ثلاثيته الرائعة في مرمى توتنهام.

وكان ماوريسيو بوكيتينو سيحاول انتقاء كلماته عند التعبير عن غضبه إزاء الظلم الذي تعرض له فريقه. ولكن كل هذا لم يحدث لأن القرار الصحيح اتخذ بعد الاستعانة بتقنية حكم الفيديو المساعد.

ورغم كل هذه الإثارة وصواب القرار النهائي للحكم، فإنه من الصعب أيضا عدم طرح سؤال عن كيفية قدرة جماهير "ملعب الاتحاد" أو جمهور أي فريق آخر على الاحتفال بانتصار تحقق في اللحظة الأخيرة بمثل هذه الطريقة القاسية؟

بالتأكيد سيتم اللجوء لتقنية حكم الفيديو المساعد في أي موقف توجد به شبهة تسلل أو احتمال حدوث لمسة يد أو دفع للمنافس في منطقة الجزاء حينها سيضطر الجمهور للانتظار لمعرفة إن كان الحكم سيغير قراره بعد مراجعة الفيديو أم لا قبل الاحتفال بالفوز في المباراة.

إذا نحن الآن في عصر الهدف المؤقت.

هذا الأمر معتاد في كرة القدم الأميركية، فالجمهور يحتفل مؤقتا حتى يتم تأكيد الحصول على النقطة. حينها إما يواصل الفرحة والاحتفال أو يمحو مشاعره الأولى.



وكان ماوريسيو بوكيتينو مدرب توتنهام واحدا من المدربين القلائل الذين طرحوا تساؤلات عما إذا كانت تقنية حكم الفيديو المساعد تشكل خطرا على جوهر كرة القدم وروح المنافسة فيها. وما زال المدرب الأرجنتيني يحتفظ ببعض الشكوك حتى بعد أن استفاد فريقه كثيرا من هذه التقنية.

وسيتوجب على جماهير كرة القدم الإنجليزية الاعتياد على فكرة "الهدف المؤقت" لأن الدوري الانجليزي الممتاز سيبدأ الاستعانة بتقنية "الفار" اعتبارا من الموسم المقبل.

وبناء على نتائج ما تم من تجارب سابقة، فإن هذه التقنية ستقلل عدد الأهداف الظالمة وستساعد في اتخاذ مزيد من القرارات الصحيحة، كما أنها ستمنح كرة القدم نوعا خاصا بها من الحماس والإثارة.
الجزيرة 
  • الهدف المؤقت.. هكذا قتل جوهر كرة القدم وروح المنافسة
تابعو الأردن 24 على google news