دراسة: نصف المشاركين في الحراك يرفضون تأطيره
جو 24 :
اظهرت دراسة أعدها الدكتور محمود عواد الدباس عن الحراك الشعبي في الاردن والمتمثل بحراك الدوار الرابع أن هناك قناعة لدى المشاركين باستمرار الحراك وهناك قناعة لدى قلة منهم في زيادة اعداد المشاركين في الاحتجاجات.
وأظهرت الدراسة ان نصف المشاركين يرفضون ايجاد اطار اداري لحراك المحتجين على الدوار .
وبينت الدراسة ان هناك قناعة قوية جدا بجدوى المشاركة في احتجاجات الرابع ونسبة عالية منهم يعتبرون ان درجة استجابة الحكومة للمطالب قليلة وان هناك نسبة تقبل التفاوض مع الحكومة.
وأشارت الدراسة إلى أن الدوافع الشخصية في المشاركة بالاحتجاجات قليلة جدا والغالبية ترفض الهتافات مرتفعة السقف ويؤيدون المطالب السياسية والاقتصادية معا.
وتاليا الدراسة:
الدولة والحراك .
دراسة استطلاعيّة على عدد من المشاركين في احتجاجات الدوار الرابع .
الدكتور محمود عواد الدباس .....باحث في علم الاجتماع السياسي .
نتائج الاجابة على 22 سؤالا من قبل 57 مشارك في احتجاجات الدوار الرابع .
خلال فترة كانون اول 2018م – منتصف شباط 2019م .
الملخص .
هدفت هذه الدراسة الاستطلاعية الى التوقف على واقع الاحتجاجات الشعبية التي تقام على الدوار الرابع كل خميس منذ السادس من كانون اول 2018م و الى الان . ترجمة لذلك الهدف تم القيام بدراسة استطلاعية على عدد من المشاركين في تلك الاحتجاجات عبر استمارة مغلقة شملت 22 سؤالا . تم اختيار 57 مشاركا في تلك الاستطلاعات حسب عينة الصدفة خلال فترة كانون اول 2018 م الى منتصف شباط 2019م.
بينت نتائج الدراسة خصائص المشاركين في احتجاجات الدوار الرابع و التي تعكس القاع الاجتماعي لتلك الظاهرة . حيث كان اغلب افراد العينة من الذكور 95% وممن تقل اعمارهم فوق سن الاربعين 65% و من المتزوجين 68.4% . تعليما كان اغلب افراد العينة من الحاصلين على شهادة البكالوريس 53% ، ومن العاملين 66.5% ، وخاصة في الاعمال الحرة و القطاع الخاص ، كما كانت دخولهم الشهرية دون رقم الـــ 750 دينار و تحديدا ممن دخولهم الشهرية اقل او تساوي 250 دينار شهريا (35%).
من حيث الاسباب التي تقف وراء المشاركة في احتجاجات الدوار الرابع . بينت نتائج الدراسة ان جميع المشاركين في الاحتجاجات يشاركون لاسباب عامة 100% ، ترجمة لذلك كانوا يذهبون الى الاحتجاجات على شكل مجموعات 74%، من خلال استخدام وسائل نقل خاصة 71%، كما انهم كانوا يذهبون لحضور الفعالية منذ بداياتها ( 5-7) مساءّ 77% ، و يمضون مدة ثلاث ساعات فاكثر في الفعالية 65% ، كما تنوعت الاشكال التي يشاركون عبرها خلال الفعالية ، و كان اعلى شكل مشاركة هو الاستماع 40% .
فيما يتعلق بمطالب المحتجين في الدوار الرابع ، كان هنالك تأييد كبير من افراد العينة للمطالب السياسية و الاقتصادية معا 70% ، لكنهم في ذات الوقت كانو يرفضون الهتافات ذات السقف المرتفع جدا 77% .
حول الجدوى من المشاركة . اجاب اغلب افراد العينة ان هنالك جدوى كبيرة من المشاركة 84% ، لكن في ذات الوقت كان تقييم افراد العينة لدرجة استجابة الحكومة لمطالب المحتجين انها قليلة و قليلة جدا 88% . لذلك رفض غالبية افراد العينة 62% الجلوس مع الحكومة للتفاوض حول مطالب المحتجين في الدوار الرابع.
حول التوقعات المستقبلية للاحتجاجات الشعبية على الدوار الرابع . توقع اغلب افراد العينة 75% استمرار الاحتجاجات ، وتوقعوا بنسبة اقل ازدياد عدد المشاركين في الاحتجاجات و زيادة المعتقلين بسبب الاصرار على المشاركة 58%. من جانب اخر ، ايدت غالبية بسيطة من افراد العينة ايجاد اطار تنظيمي موحد لحراك الدوار الرابع 53% .
الخلاصة .
فيما مجموعة من الملاحظات حول نتائج الدراسة .
اولا : خصائص افراد العينة . ( الجنس ، العمر ، الحالة الاجتماعية ، الحالة الوظيفية ، الدخل الشهري، المستوى التعليمي ، الاتجاه السياسي ).
بينت نتائج الدراســــــــــــــــــــــة أن الحراك هو ظاهرة ذكورية الى حد كبير جدا 95% ، تتركز اعمارهم في الفئة العمرية فوق سن الاربعين. استنادا على ذلك كان طبيعيا ان يكون اغلب المشاركين في الاحتجاجات الشعبية هم من المتزوجين . من جانب اخر ، هنالك ارتفاع في المستوى التعليمي للمشاركين في الاحتجاجات الشعبية . اذ ان اغلبهم 53% هم من الحاصلين على درجة البكالوريس الجامعية . وظيفيا ، كان اغلب المشاركين ممن يعلمون ، و تحديدا في الاعمال الحرة و القطاع الخاص ، كما ان دخولهم في الاغلب هي دون الـــ 750 شهريا ، و تحديدا ممن دخولهم الشهرية اقل او يساوي 250 دينار شهريا . اما من الناحية السياسية ، فكان اغلب المشاركين هم من المستقلين سياسيا .
من جانب اخر . هنالك ضعف في مشاركة النساء ، و تراجع في مشاركة الشباب دون سن الاربعين ، و كذلك تراجع مشاركة العاطلين عن العمل ، و تراجع مشاركة العاملين في القطاع الحكومي ، و تراجع مشاركة فئة ذوي الاتجاه الاسلامي .
ثانيا : اسباب وطرق ووسائل و مدة و اشكال المشاركة و الاحتجاجات الشعبية .
بينت نتائج الدراسة ان المشاركة في الاحتجاجات الشعبية جاءت لاسباب عامة ، ترجمة ذلك كان اغلب المشاركين يذهبون الى الاحتجاجات على شكل مجموعات ، من خلال استخدام وسيلة نقل خاص ، مع حضور الفعالية منذ بداياتها 5-7 مساء ، و البقاء فيها مدة ثلاث ساعات فاكثر . كما تنوعت اشكال المشاركة خلال الفعالية ، كما كانت اعلى نسبة هي للاستماع .
من جانب اخر . نجد غياب للاسباب الشخصية كدافع للمشاركة في احتجاجدا الرابع ، ترجمة ذلك ، كانت نسبة قليلة من المشاركين يذهبون للمشاركة بطريقة شخصية ، وكذلك قلة كانت تأتي الى الفعالية عبر استخدام المواصلات العامة ، و قلة تتأخر عن بداية الفعالية ، و تأتي الى الفعالية بعد الساعة السابعه ، وقلة تبقي في الفعالية مدة ساعة واحدة ، وقلة تشارك عبر القاء الهتافات او الاعداد للفعالية او حمل لافتات عليها شعارات و مطالب .
ثالثا : مطالب المحتجين، وسقف الهتافات .
بينت نتائج الدراسة ان اغلب المشاركين يؤيدون المطالب السياسية و الاقتصادية معا ، كما ان اغلب المشاركين يرفضون الهتافات ذات السقف المرتفع جدا . في المقابل نجد ان قلة تؤيد المطالب السياسية لوحدها و اقلها منها من يؤيد المطالب الاقتصادية لوحدها . ايضا فأن قلة هي من تؤيد الهتافات ذات السقف المرتفع جدا .
رابعا : الجدوى من المشاركة ، و درجة استجابة الحكومة لمطالب المحتجين ، و التفاوض مع الحكومة .
بينت نتائج الدراسة ان غالبة افراد العينة على قناعة قوية جدا ان هنالك جدوى من الشاركة في احتجاجات الدوار الرابع ، كما انهم في ذات الوقت وبنسبة عالية جدا جدا يعتبرون ان درجة استجابة الحكومة لمطالب المحتجين هي قليلة و قليلة جدا . ترجمة لذلك هم يرفضون الجلوس مع الحكومة للحوار و التفاوض حول مطالب المحتجين .
في الجانب الاخر . نجد ان قلة من المشاركين يعتقدون بعدم وجود جدوى من المشاركة ، كما ان هنالك قلة من المشاركين تعطي الحكومة درجة متوسطة في الاستجابة لمطالب المحتجين . ايضا فان قلة مرتفة قليلا تقبل الجلوس مع الحكومة للحوار و التفاوض حول مطالب الحراك الشعبي و المحتجون على الدوار الرابع .
خامسا : توقعات حول مستقبل الحراك . الاستمرار. اعداد المشاركين . اعداد المعتقلين . الاطار الموحد للحراك .
بينت نتائج الدراسة ان غالبية المشاركين في احتجاجات الدوار الرابع يتوقعون استمرار احتجاجات الدوار الرابع ، كما ان غالبيتهم لكن بنسبة اقل يتوقعون زيادة اعداد المشاركين في احتجاجات الدوار الرابع ، وزيادة اعداد المعتقلين بسبب الاصرار على المشاركة في الاحتجاجات . من ناحية اخرى تؤيد اغلبية بسيطة من المشاركين في الحراك ايجاد اطار اداري موحد لحراك الدوار الرابع .
على الجهة الاخر. نجد ان قلة من المشاركين لديهم قناعة بعدم استمار الاحتجاجات الشعبية ، و قلة لا تتوقع ازدياد في اعداد المشاركين في الاحتجاجات ، و بالتالي لا تتوقع زيادة في اعداد المعتقلين . ايضا فان قلة مرتفة تقترب من النصف ترفض ايجاد اطار اداري لحراك المحتجين على الدوار الرابع .