قصة إمرأة محتالة خدعت أشهر أثرياء العالم! ستصبح مسلسل
جو 24 :
دلفي هي الوريثة الألمانية لثروة قدرها 60 مليون يورو (67 مليون دولار)، والتي عاشت في فنادق الخمس نجوم، وارتدت أزياء فاخرة، وارتادت حفلات المشاهير، واستقلت طائرات خاصة في رحلاتها، حتى أنها أعطت مرة بقشيشاً أكثر من 100 دولار في المرة الواحدة، وسرعان ما أصبحت من الطبقة الثرية في مدينة نيويورك. الا أن دلفي في الحقيقة ليس لها أي وجود حقيقي، وهي ليست الا إمرأة إسمها أنّا سوروكين وهي محتالة روسية من أصول ألمانية تبلغ من العمر 28 عاماً، وتخضع حاليا لمحاكمة تواجه فيها تهما بسرقة أموال تقدر قيمتها بـ 275 ألف دولار في عدد من عمليات النصب.
وبحسب سيروس فانس، ممثل الادعاء العام بمنطقة مانهاتن، "تتراوح الاتهامات الموجهة ضدها من الاحتيال الشيكي إلى سرقة قروض بمئات الآلاف، فضلاً عن خطط قادتها إلى رحلة مجانية إلى المغرب وسفر على متن طائرات خاصة". ويقول ممثلو الادعاء، إن سوروكين في الفترة ما بين تشرين الثاني 2016 وآب 2017، احتالت ليس فقط على فنادق وبنوك وشركات أعمال، وإنما أيضاً على أصدقاء. واعتادت المحتالة الشهيرة الظهور في عالم الموضة والفنون الجميلة وصرّحت بخطط لتدشين نادٍ أدبي خاص بها يسمى "مؤسسة أنّا دلفي". وزعمت أنها احتاجت إلى اقتراض أموال، وأن العقبات البيروقراطية حالت بينها وبين تحويل ثروتها من أوروبا إلى الولايات المتحدة.
وفي تشرين ثان 2016 جاءت سوروكين ببيانات بنكية وبوثائق مزورة أخرى للحصول على قرض قيمته 22 مليون دولار من أجل افتتاح ناديها الفني في منطقة مانهاتن في نيويورك. وقد رُفض طلبها، لكنها مُنحت سُلفة بقيمة 100 ألف دولار. وبحسب ممثلي الادعاء، فإن سوروكين استخدمت شيكات بدون رصيد لنقل أموال بين حسابات بنكية مختلفة، وسحبت الأموال قبل ردّ الشيكات. كما اتهمها ممثلو الادعاء باستخدام أموال حصلت عليها بطريق الاحتيال لدفع مبلغ 30 ألف دولار قيمة فاتورة إقامتها في فندق باذخ في منطقة سوهو الراقية في مدينة نيويورك. كما اتُهمت بتأجير طائرة خاصة وعدم سداد الفاتورة التي قيمتها 35 ألف دولار. وأخبرت إحدى ضحاياها، راشيل وليامز، مجلة نيويورك ماغازين أنها تلقت دعوة من سوروكين للقيام برحلة مدفوعة النفقات إلى المغرب، وعندما رُفِضت بطاقة ائتمان الوريثة المزوّرة، سألت صديقتها أن تسدد الفاتورة على وعد بأن تعيد قيمتها إليها. وتضمنت الرحلة إيجار فيلا فارهة بها حمام سباحة وخادم خاص لمدة ست ليال. ولم تحصل وليامز على 62 ألف دولار تكفلت بها في تلك الرحلة.
سوروكين استخدمت كذلك الأموال في شراء ملابس باهظة الثمن، وفي دفع تكاليف جلسات تدريب شخصية ونمط حياة مرفهة. لكن محاميها، تود سبودِك، أخبر المحلفين أن موكلته لم تقصد أبدا سرقة أموال من أي شخص وأنها إنما كانت تحاول كسْب الوقت حتى تدشن شركة أعمال ناجحة وتسدد ديونها. لكن برزت في المحكمة تفصيلة لفتت أنظار الصحفيين وهي أسعار ملابس المتهمة، والتي تتضمن علامات تجارية فاخرة مثل "إيف سان لوران"، و "ميو ميو". وتفيد التقارير بأن سوروكين لديها أخصائي أزياء خاص بها. وقد وبّختها المحكمة مرتين لحضورها متأخرة، بعد أن رفضت ارتداء الملابس التي أُعطيت لها لكي ترتديها في ساحة المحكمة، قائلة إنها لا ترتقي لمعاييرها في الملبس. وتخضع سوروكين للاحتجاز منذ 2017، وإذا ما أدينت فقد تواجه حكما بالسجن لمدة تصل إلى 15 عاماً ومن المتوقع أن تصبح قصتها مسلسلاً سيعرض على شبكة نتفليكس العالمية.
النهار