تحت أنقاض المخدرات.. مصري يقدم "واقعاً" بصرياً لحالة المدمنين
ما هو شعور مدمني المخدرات في حالة الانتكاس من العلاج؟ وفي صورتنبع من تجربة شخصية، قرر الفوتوغرافي المصري، فارس زيتون، أن يُقدم تمثيلاً بصرياً حقيقياً لما يشعر المدمنون به.
وغالباً، ما يفضل الأشخاص أن تكون حياتهم الشخصية بعيدة كل البعد عن المهنية، ولكن لم يكن الحال ذاته معزيتون، الذي دخل مجال التصوير منذ ٣ أعوام. وبدأ إدمان المصور الفوتوغرافي في سن مبكرة، لتأخد حياته فيما بعد مجراها إلى الهاوية. ومع مرور ٧ سنوات، قرر أخيراً أن يعكس التيار، ويُحدث فارقاً في حياته عندما كان يبلغ من العمر 23 عاماً.
وعاش زيتون حالة انتكاس لمدة عام، ومن ثم توقف عن تعاطي المخدرات حتى هذا اليوم. وعاش المصور المصري تجربة لم يمر بها غالبية الأشخاص الذين أصدروا أعمالاً عن الإدمان، الأمر الذي جعل في صوره عناصراً قد تفتقرها باقي المواضيع. ففي حديث زيتون مع موقع CNN بالعربية، قال إنها ليست المخدرات فحسب، بل المشكلة أعمق من ذلك.
"ما الذي شعرت به عند فترة الانتكاس؟".. سؤال وجهه زيتون للمدمنينالظاهرينفي الصور، واستطاع من خلاله أن يُقدم تمثيلاًبصرياً لأحاسيس هؤلاء الأشخاص المنتكسين، إذ تتراوح هذه الأحاسيس من الشعور بخيانة الذات إلى الوحدة.
ورغم أن العلم يقول إن المخدرات تغادر جسد المتعاطي خلال بضعة أيام، إلا أن هذا "المرض" في الواقع هو عقلي أكثر من كونه جسدي. وإذا ظننت أن التعافي من الإدمان أمر سهل، فأنت مخطأ، لأن فترة العلاج، على حد قول زيتون، هي "رحلة متعبة وغير منتهية من التجارب الجيدة والسيئة"، مضيفاً أنها "مليئة بالأوقات الجميلة والمريرة".
وفي أواخر العام ٢٠١٧، رفع زيتونالستار عن مشروعه "I’ve Been There"، أي "أنا كنت هناك"، لأول مرة بمعرض جماعي في القاهرة، حيث لمست أعمالهالعديد من الأشخاص. فلم تكن مجرد صور تعكس من هم في حالة الانتكاس، وإنما باتت تدور حول أشخاص يكافحون للخروج من الحفرة التي رموا أنفسهم بها.
وإذا سألت زيتونعما تجتذبه عدسة كاميرته الصغيرة، فسيكون جوابه "الكثير من العاطفة".. وقد يتساءلالأشخاص عن كيفية التقاط هذا الشعور غير الملموس، ولكن من الواضح أنه ليس بالأمر السهل، خاصة إذا أردت أن يرتبط المشاهد بالصورة.
ويعمل المصور الفوتوغرافي حالياً على مشروعه القادم، الذي يعرف باسم "عودة الابن الضائع"، حيث يحاول من خلاله اكتشاف العلاقة بينه وبين عائلته ضمن سياق اجتماعي أكبر.