لغز تسعير الادوية في الاردن.. النيكسيوم يفضح المستور!
جو 24 :
رصد - ما زال لغز تسعير الأدوية في الأردن قائما وغير مفهوم، حيث أن أسعار كثير من الأدوية مرتفع بشكل مضاعف عنه في عدة دول قريبة وبشكل غير مبرر، الأمر الذي يدفع كثيرا من الأردنيين لمحاولة الحصول على الدواء من الخارج بسعر النصف أو الثلث، خاصة وأن الناس تعاني أوضاعا اقتصادية صعبة للغاية نتيجة السياسات الجبائية التي تتبناها الحكومة.
وأثار لغز تسعيرة الدواء جدلا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، مطالبين الحكومة باتخاذ قرارات بخفض أسعار الأدوية في الأردن لتصبح مساوية لها في دول مجاورة وقريبة، فيما لفت آخرون إلى أن أدوية تُصنع في الأردن تُباع داخل المملكة بسعر أعلى منه خارجها، الأمر الذي يؤكد أن الأمر لا يتعدّى كونه "جنون الجباية" والايغال بالاجرام في المواطن الأردني.
دواء النيكسيوم "Nexium" كان أحد الأصناف التي فضحت ملفّ تسعير الأدوية، لكونه واحدا من أكثر أدوية المعدة شهرة في الأردن؛ فهذا الدواء سعر العبوة فئة ٤٠ ملغ تم تخفيضه مؤخرا من ٢٦ دينار إلى ١٤ دينار في حين تباع ذات العبوة في أي صيدلية في اسطنبول منذ سنوات بأقل من ٦ دولارات (أي حوالي ٤ دنانير)، أي أن موزع النيكسيوم والصيدليات في الأردن كانوا يبيعون نفس الدواء لنفس الشركة المصنعة بسعر يزيد (سبع مرات ) عن سعره في أعظم صيدلية في تركيا.
دواء آخر اسمه Arava فئة ٢٠ ملغ سعره في تركيا لا يتجاوز ١٠ دولار (أي أقل من ٦ دنانير)، يباع في الصيدليات في الأردن بـ ٤٠ دينارا، وكأن مال الأردنيين مال حرام يحلّ نهبه لصالح المتنفذين وقطاع الطرق محتكري استيراد الأدوية.
بعض كواشف المختبرات التي يتم لا تتجاوز تكفة استيرادها ٣٢ يورو كانت تباع ب ( سعر خاص ) لوزارة الصحة ب ٩٦ ديناراً.
الفرق الفاحش بالأسعار لا يتوقف عند ذلك، فدواء مرضى سرطان الدم tasigna الذي يبلغ سعر الكبسولة الواحدة منه في الأردن ٤٣.٧ ديناراً، يبلغ سعره في مصر ٨ دنانير فقط. فيما يبلغ سعر دواء actos المصنع في الأردن بترخيص من الشركة الأم ٤٣دينارا، في حين أن سعره في المملكة العربية السعودية ١٧ ديناراً فقط، علماً أن السعودية تستورده من الأردن!
مواطنون أشاروا عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى قصة سيدة تعاني الروماتويد وتحتاج إلى إبر شهرية اسمها (ألفا) عيار ١٠٠ ملغ، سعر الإبرتين في عمّان ١٢٠٠ دينار، في حين سعرهما في اسطنبول ٤٥٠ دولار (أي ٣٢٠ دينار).
اللافت، أننا في الاردن24 ووسائل الاعلام المختلفة وكلّما فتحنا ملف أسعار الأدوية في الأردن، يأتي الجواب بأن هناك معادلة للتسعير لا تكاد تقلّ تعقيدا عن معادلة تسعير المحروقات، وبعد الشرح الطويل لا يمكن أن تُقنع طفلا بعدالتها، إلا أن الحكومة بقيادة الدكتور عمر الرزاز وأسلافه تصرّ على هذه المعادلة المجحفة!
لا نعرف لماذا يدفع الأردنيون ثمن ذات الدواء (وذات العلامة التجارية للدواء) أضعافا مضاعفة مقارنة بما يدفعه بقية البشر في هذا العالم، كيف يتم تسعير الأدوية؟ وما هي درجة نزاهة اللجان المسؤولة عن تسعير الأدوية؟ ومن هي الجهة المعنية بالرقابة على عملية التسعير؟ وكم تتقاضى حكومات الجباية الأردنية من الضرائب و الجمارك و الرسوم عن مستورداتنا من أدوية تخفيف الآلام و الأوجاع التي تتسبب بها لهذا الشعب الصابر على كل هذا (...)؟