توتنهام وأياكس.. هدف واحد يكفي للإشادة ولا يكفي للحسم
لم يتوقع أحد أن يصل هذا الثنائي إلى الدور نصف النهائي قبل بداية البطولة. توتنهام كاد أن يودع البطولة من الدور الأول لولا هدف لوكاس مورا في كامب نو، بينما أياكس وصل بعد عبوره على حساب عمالقة بقيمة ريال مدريد ويوفنتوس، لذلك جاءت هذه المواجهة غير متوقعة بالمرة، لا قبل المجريات ولا بعدها، حيث يتبقى القليل على الوصول إلى الميترو بوليتانو من أجل لعب المباراة النهائية في العاصمة الإسبانية مدريد.
- تشكيلة الفريقين
بدأ توتنهام برسم قريب من 3-1-4-2، في ظل غياب كلاً من هاري كين وهيونج سون، ليتواجد الثلاثي فيرتونخين، أليدرفيريلد، وسانشيز بالخلف أمام الحارس لوريس. وعلى الأطراف كلاً من داني روز وتريبير، بينما بالعمق هناك وانياما وأمامه الثنائي إريكسن وديلي آلي. وفي الهجوم لا خلاف على الثنائي لوكاس مورا وفرناندو يورينتي.
أما أياكس فدخل برسمه المفضل 4-2-3-1، بتمركز فيلتمان، دي ليخت، بليند، وتاجليافيكو بالخلف أمام الحارس أونانا. وفي الوسط دي يونج وشونه كثنائي محوري أمامهما فان دي بيك. وفي الهجوم كلاً من نيريس وحكيم زياش على الأطراف، بينما بالعمق هناك الصربي دوسان تاديتش كمهاجم وهمي.
- أياكس تين هاج
استحق يوهان كرويف التقدير على الإرث الكروي الذي تركه رغم رحيله، لكن أياكس الشوط الأول في لندن يستحق أن يقترن بإسم إريك تين هاج أولاً وثانياً وثالثاً، فالمدرب الشاب نجح في فرض أسلوبه سريعاً، من خلال دخول زياش ونيريس في العمق وعودة تاديتش خطوات للخلف كأنه لاعب وسط إضافي، مع فتح الاطراف بثنائية فيلتمان وتاجليافيكو يميناً ويساراً.
كعادته قام دي يونج بدور قائد الأوركسترا في الخلف بين قلبي الدفاع، مع قيام زياش بدور صانع اللعب الحقيقي في نصف ملعب توتنهام، ليلعب المغربي مجموعة من التمريرات القطرية يميناً ويساراً، مع تحرك فان دي بيك المثالي في القنوات الشاغرة بين دفاع السبيرز، أو بين قلب الدفاع الثالث والظهير الجناح على الخط.
- شوط أول مثالي حتى الإصابة
قدم أياكس شوط أول أفضل بمراحل من توتنهام، وكان بمقدوره الخروج متقدماً بهدفين على الأقل، بسبب الدور المحوري الكبير للثنائي دي يونج وزياش، الأول يستلم ويبني ويتحرك بذكاء شديد في أنصاف المسافات، والثاني يتحرك ويحصل على الكرات في وبين الخطوط، وثالثهم بالتأكيد فان دي بيك، لاعب الوسط الثالث على الورق والمهاجم الحقيقي في التشكيلة بالتبادل مع تاديتش.
ربما كان الفريق يستحق شيء لولا اللمسة الأخيرة السيئة للبرازيلي نيريس في بعض الكرات، بالإضافة إلى انخفاض حسم تاديتش أمام منطقة الجزاء عكس المباريات السابقة، لذلك سجل الفريق هدف واحد فقط حتى لحظة إصابة فيرتونخين وخروجه، ودخول سيسوكو مكانه ليتحول توتنهام من 3-5-2 إلى 4-4-2 دياموند/ جوهرة.
- دياموند بوتشيتينو
دخل توتنهام الشوط الثاني بشكل أفضل، من خلال نقل الضغط إلى نصف ملعب أياكس، ولعب الكرات الطولية والهوائية تجاه مورا ويورينتي، بالتركيز على لعبها تجاه بليند بالأخص من أجل الفوز بها، أو حتى سقوطها في العمق لقنص الكرة الثانية عن طريق إريكسن، ديلي آلي، وسيسوكو.
نجحت الخطة في جعل أياكس يعود إلى مناطقه بعض الشيء، بالإضافة إلى نقل اللعب من جهة لأخرى عن طريق الأظهرة المتقدمة إلى الأمام، داني روز وتريبير يساراً ويميناً باستغلال تمركز زياش ونيرس بالعمق، وعدم وجود غطاء أمام أظهرة أياكس، مما نقل الخطورة إلى منطقة جزاء الهولنديين من خلال العرضيات والتسديدات المتواصلة.
- تدخل تين هاج
يحسب لتين هاج أنه تدخل كثيراً عندما تأثر أداء فريقه بالسلب، ليتخلى بعض الشيء عن السيطرة والاستحواذ، ويسحب شونه من أجل دخول مزراوي، اللاعب الذي مال قليلاً لليمين وكأنه نصف ارتكاز ونصف ظهير إضافي على مقربة من فيلتمان، مما أغلق الطريق تماماً أمام داني روز ومن بعده إريكسن.
في المقابل مال تاديتش أكثر إلى اليسار بالتبادل مع نيريس، لمساندة تاجليافيكو على اليسار في الحالة الدفاعية، وعودة فان دي بيك خطوات على مقربة من دي يونج في منطقة الارتكاز، لتضاف الحيوية إلى عناصر الفريق في آخر 20 دقيقة، ويحصل أياكس على أخطر فرص الشوط الثاني بعد المرتدة الناجحة بواسطة ثنائية زياش ومرزاوي يميناً، وتسديدة نيريس التي اصطدمت بالقائم بغرابة شديدة.
حاول ماوريسيو فعل شيء في الدقائق الأخيرة لكن بتغيير تقليدي، خروج ظهيرين ودخول ظهيرين من أجل شحن البطاريات ومحاولة الحصول على أقدام نشيطة بعيداً عن الإرهاق، لكن نجح أياكس في الحفاظ على تقدمه، ليحصل على نتيجة إيجابية لكنها غير كافية بالمرة لحسم الصعود، حيث أن بطاقة التأهل لا تزال في الملعب لكلا الفريقين، في انتظار إياب ناري.