"الإفطار يجمع الثقافات مع بعضها البعض": ثلاثة مسلمين يتحدثون عن تجاربهم الرمضانية في ألمانيا.
نورهان
سويكان، نائبة رئيس المجلس الإسلامي المركزي
"رمضان
بالنسبة لي هو موسم الروح والمجتمع. في ألمانيا يشعر المرء خلال شهر الصيام بالانتماء
القوي للجماعة. وهذا يعود أيضا إلى أن تقاليد الإفطار قد انتشرت هنا اليوم، إلى
درجة أن الكثير من غير المسلمين يشاركون فيها. تقوم الاتحادات الإسلامية وجمعيات
المساجد بتوجيه الدعوة إلى السياسيين والجيران وممثلين عن الجماعات الدينية الأخرى
للمشاركة في تناول الإفطار الجماعي.
وهكذا يشارك كثير من أبناء المجتمعات غير المسلمة في
ممارسة التقاليد والشعائر الإسلامية خلال موسم الصيام في شهر رمضان. إنه من الرائع
أن نرى ألمانيا وقد طورت تقاليد إفطار جديدة مشتركة بين المسلمين وغير المسلمين."
أندريا
إيمان راينمان، رئيسة المركز الإسلامي الألماني في برلين
"الجميل
في ألمانيا هو أننا نستطيع تجربة كثير من الأمور الجديدة. يوجد هنا مسلمون من أصول
تركية وعربية وأفريقية وآسيوية، إلى جانب المسلمين الألمان. في بوتقة انصهار هذه
الثقافات المختلفة تتطور ثقافات جديدة. لا يكتفي المرء بممارسة المألوف التقليدي
فقط، وإنما يريد تجربة شيء جديد، يعرفه من الديانات الأخرى. على سبيل المثال تم
استيحاء مفكرة الإفطار من مفكرة عيد الميلاد، بحيث يحصل عليها الأطفال المسلمون
خلال شهر الصيام، ويفتحون في كل يوم إحدى نوافذها، حيث يجدون الحلوى. من الرائع أن
نشهد كيف تقود حرية المعتقد الديني في ألمانيا إلى التعايش السلمي بين مختلف
الأديان، وتحمي هذا التعايش. التجارب والخبرات المشتركة تعزز التضامن الاجتماعي،
وشهر رمضان يشكل موسما جيدا لجمع مختلف الثقافات إلى مائدة الإفطار الواحدة".
بنيامين
إدريس، إمام المنتدى الإسلامي في بينتسبيرج
"تطورت عندنا في بينتسبيرج تقاليد جديدة لشهر
رمضان. المواطنون من غير المسلمين يطبخون لأصدقائهم المسلمين طعام الإفطار مرة في
المسجد خلال موسم الصيام. نطلق على هذه الفعالية تسمية المقهى العالمي. انطلقت هذه
المبادرة قبل عشر سنوات. حينها كنا ندعو غير المسلمين باستمرار إلى موائد الإفطار
في المسجد. أراد الضيوف المشاركون تقديم الشكر لأصدقائهم المسلمين على هذه
الدعوات، وهكذا باتوا يقدمون لهم الطعام في شهر رمضان. في هذا العام أعلنّا أيضا
عن شعار رمضان الذي يتناسب تماما مع هذه المبادرة: (الطعام يصنع الأصدقاء). خلال
تناول الطعام المشترك تنشأ صداقات تعزز السلام والتضامن والتفهم الأفضل
للآخر."