رجيم الصيام .. فوائده و أضراره
جو 24 :
” صوموا تصحّوا ” قول مأثور، ويدفعنا للتفكير في تأثير الصيام على الصحة والجسم ، ولما كان الحفاظ على وزن صحي أحد علامات الصحة، و لابد أن نتساءل هل حقاً يمكن أن يُساعد الصيام في الحصول على وزن مثالي؟ و لذلك اكتشفوا رجيم الصيام كنوع جديد من الأنظمة الغذائية المتبعة.
كعادتنا في السعي للحصول على معلومات علمية، بحثنا في المصادر المختلفة عن العلاقة بين الصيام بمعنى الامتناع عن الطعام لفترة محددة كل يوم، و بين خسارة الوزن وصولاً إلى وزن مثالي. و قد وجدنا في بعض أنظمة الريجيم التي تُسمى ريجيم الـ 8 ساعات، و تعتمد فكرته الأساسية على الامتناع عن تناول الطعام لمدة 16 ساعة يومياً، و الاكتفاء بفترة 8 ساعات، يستطيع الإنسان فيها تناول الغذاء، ولما في فكرة هذا النظام من تشابه لا بأس به مع نمط صيام المسلمين في رمضان، قررنا أن نلقى الضوء على الجوانب الأساسية من هذا النظام، آملين أن تكون المعلومات المعروضة عوناً لقرائنا الكرام على الوصول لوزن صحي مناسب.
الفكرة الأساسية بين القبول و الرفض : تتمثل الفكرة الأساسية لريجيم الـ 8 ساعات في أن الجسم أثناء فترات الصيام، يبدأ في الاعتماد على مخزون الدهون الداخلي، حيث يتم حرقه للحصول على الطاقة. و على الجانب المعارض فإن تأثير الصيام على حرق الدهون يتم مقاومته من الجسم المبرمج، ففي حالات الجوع للعمل على تخفيض مستويات حرق الطاقة، و بالتالي يكون حرق الدهون إذا كانت المعدلات منخفضة، و ليس كما يتخيل البعض تلك الصورة السحرية لاحتراق الدهون و اختفاءها من الجسم بكميات ضخمة في زمن قصير.
ورغم ذلك فإن الدراسات تجد أن المنتظمين على رجيم الـ 8 ساعات يمكنهم الحفاظ على وزنهم مع تناول كميات كبيرة نسبياً من الطعام في الـ 8 ساعات المسموح فيها بتناول الطعام.
وهكذا نجد أن الفكرة المجردة لرجيم الـ 8 ساعات خاضعة للأخذ و الرد، لكن هنا حقيقة مؤكدة على الجانب المدافع عن هذا الرجيم، و حقيقة مؤكدة على الجانب المعارض لهذا الرجيم. أما الجانب المدافع عن فكرة رجيم الـ 8 ساعات فإنه يقول أن تدعيم فكرة الصيام بفكرة إضافية تتمثل في تحفيز الجسم على حرق كميات كبيرة من الطاقة خلال الصيام يمكن أن يؤدي لنتائج أفضل، و هذا عن طريق ممارسة بعض التمارين الرياضية الصباحية في بداية كل يوم صيام.
و لكن الجانب المعارض يواجه هذه الحقيقة بحقيقة أخرى مفادها أن الأبحاث أثبتت أن الحفاظ على الوزن بعد انتهاء ريجيم الصيام يكون صعب دون اتخاذ إجراءات و أنظمة غذائية بديلة تُساعد على حفظ الوزن، إذ أن رجيم الصيام ليس تعويذة سحرية نستخدمها لعدة أيام، ثم نعود للأنماط الغذائية غير الصحية مرة أخرى.
ما الذي يجب أن نضعه في اعتبارنا عند اختيارنا لـ رجيم الصيام ؟ ريجيم الـ 8 ساعات يعتمد على الصيام اليومي لمدة 16 ساعة، و السماح بتناول الطعام لمدة 8 ساعات .
- يجب خلال فترة الـ 8 ساعات أن يتناول الشخص ما يمُد الجسم باحتياجاته الغذائية . ا
- لصيام لمدة 16 ساعة لا يعني الإفراط في تناول الطعام خلال الـ 8 ساعات الأخرى، بل يجب الحرص على تناول الكميات المناسبة لاحتياجات الجسم فقط.
- الصيام لمدة 16 ساعة وحده لا يمثل ضغط كافي على الجسم لحرق الدهون بكميات كبيرة، و يجب تدعيم النظام بممارسة تمارين رياضية صباحية ترفع مستوى حرق الدهون في الجسم للحصول على طاقة للتمارين.
- ريجيم الـ 8 ساعات ليس برنامج قصير المدى لفقدان الوزن يمكنك بعده العودة لأنماط التغذية غير الصحية، بل يجب الحفاظ على نظام غذائي صحي بعد انتهاء الصيام. لا غنى عن امتلاكك لدفتر تسجيل يحتوي الوجبات اليومية، وكمياتها، والتمارين الرياضية، مقارنة بقياسات الوزن، ومحيط الوسط، وغيرها من قياسات وزن الجسم، وذلك بهدف امتلاك أدلة مقارنة تُساعدك على تعديل كميات الطعام المختلفة للوصول لأفضل نتيجة.