رئيسنا .. قدوتنا
جو 24 :
بقلم : كريم الزغيّر
انحطاطيّةٌ ثقافيّةٌ تحتلّ الثقافة الفلسطينيّة مرّدها الاملاقِ الثقافيّ – الفكريّ لدى (كثير من) الانتلجنسيا الفلسطينيّة التي تستخدمها السلطة الفلسطينيّة، فبعض المثقفين الفلسطينيين تم ترويضهم عبر محاربتهم أو ابتياعهم، والثقافة لا تأبه بها السلطة الفلسطينيّة فهي جزء من الوسائلِ السلطويّة التي تستغلّها لمصالحها الطبقيّة – الفئويّة ، فكان يعدّ الطموح الأكبر لدى المثقف الفلسطينيّ عضويّة في اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين، أو مجاورة القائد العام، أو منصب لهيئةٍ ثقافيّةٍ، وقد يصبح وزيرًا كعاطف أبو سيف وزير الثقافة الحاليّ.
كتابٌ أو كتيّبٌ أو أوراقٌ عن الرئيس محمود عبَّاس بعنوانِ "رئيسنا قدوتنا"، دون الانغماس في الدوافعِ "النفعيّة" للكاتب أو الكاتبة، ودون التهكُّم أو القهقهة أو التندُّر على هذه الدعابة الثقافيّة الامتهانيّة للشعبِ الفلسطينيّ ، فإنَّ هذا الكتاب يُعبِّر عن إهانةٍ ثقافيّةٍ للثقافةِ الفلسطينيّة والوطنيّة الفلسطينيّة ، والاحتفاء به يُوضِّح الواقع الثقافيّ الفلسطينيّ كما يتلاءم ومصالح طبقة الحكم الذاتي ، وكي لا نتشاغل في الضحكِ رغم أنّه ضرورة للحفاظِ على رباطةِ الجأش ، فالعنوان الذي اختارته الكاتبة يُطالب الشعب الفلسطينيّ برؤيةِ الرئيس كمعلِّمٍ وأبٍ ، وهذا العنوان اختارته الكاتبة المُبدعة لسنِّ الرئيس .
يحيق بالفلسطينيين التهديدات ، فصفقة القرن ، والاستيطان الصهيونيّ الذي يقضم الأراضي الفلسطينيّة ، والواقع المعيشيّ ، وغيرها من هذه القضايا التي تسترعي الاهتمام والقلق الوطنيّ ، ولكن في العبثيّةِ الفلسطينيّة الحاليّة ، وفي الفشلِ السياسيّ الفلسطينيّ وتحطُّم الأوهام التي كانت تتحدّث عنها القيادة الحاليّة ، فإنَّ هذه الأوراق التي لن تجدَ من ينظر إليها هي الاثبات الحقيقيّ على اللامستقبل لمن تخدعهم أوهامهم .