"الحيل النفسية" التي تتبعها المطارات لجذب أنظار المسافرين
جو 24 :
في عام 1995، وصف عالم الأنثروبولوجيا الفرنسي مارك أوجيه المطارات بأنها "أماكن بلا هوية"، شأنها شأن محال ستاربكس أو ماكدونالدز لا يختلف الواحد منها عن الآخر باختلاف مكانه في العالم.
ويقول أوجيه إن المطارات أشبه بآلات معمارية الهدف منها تيسير حركة البشر بكفاءة من مكان لآخر.
ومثل ستاربكس وماكدونالدز، يجري تصميم كل جانب من بنية المطار تصميما استراتيجيا يتسم رغم "الافتقار للهوية" بأبعاد نفسية خاصة. فبمجرد دخول المطار يبادر المرء بالإفصاح عن شخصيته بإبراز الأوراق الثبوتية لدولته والخضوع للفحص الأمني. ويمكن القول إن المرء يتخلى عن حريته، إذ يُدفع به إلى مسارات لم يألفها لحين بلوغ بوابة الإقلاع.
ويُعنى المصممون بطمأنة المسافر إزاء ما يشعر به من مخاوف على مستوى اللاوعي، فضلا عن تخفيف متاعبه جراء تأخر الرحلات وفقدان الحقائب وقلق البعض من السفر جوا، كما يهدفون لتيسير اتباع القواعد واحترام السلطات، مستخدمين في ذلك إشارات ظاهرة وأخرى خفية.
وتشمل هذه الإشارات ما يساعد على التعرف على المكان لتوجيه المسافرين بسرعة وكفاءة لبوابات السفر في مجموعات دون أن يشعر المسافر أنه ضمن قطيع يزج به لوجهته.
بي بي سي