رحيل عاشق الاردن والانسان حيدر علي طيفور يخيّم على الفيسبوك
جو 24 :
بقلوب يعتصرها الألم والحزن والأسى، تلقى الأهل والأحبة والأصدقاء في الأردن وخارجها نبأ رحيل صديقهم، حيدر علي طيفور، والذي عرف عنه الصلابة في الدفاع عن الوطن وقضايا الأمة المصيرية، ونصرة ومساعدة المحتاجين حيث غادر بعد أن أدى رسالته وكان أمينا على المبادئ التي آمن بها.
طيفور الذي تفانى في أداء رسالته الانسانية وعرف بطيبة قلبه ووقاره وتواضعه واستقباله الجميع بابتسامة تدخل القلب دون إستئذان انتقل إلى رحمة الله تعالى، الأربعاء، ليضجّ موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك بالخبر وتبادل التعازي.
وكان طيفور عاد إلى أرض الوطن من دولة الامارات العربية المتحدة قبل نحو شهر واحد، وذلك بعد سنوات طويلة قضاها مغتربا ولكن غير منقطع عن حبّ الوطن وأهله وأصدقائه الذين ظلّ حريصا على وصالهم والالتقاء بهم حتى آخر أيام حياته.
المتصفح لصفحة طيفور عبر الفيسبوك يلمس حجم الحبّ الذي امتلأ به قلب الرجل للأرض والوطن والانسان، فطالما عبّر عن حبّه واشتياقه من خلال منشوراته، بل ودعوة كلّ أصدقائه "المتفرغين" للقائه أو دعوته إلى لقائهم من شوقه لهم.
مساعد مدير عام دائرة ضريبة الدخل والمبيعات، موسى الطراونة، كشف عن زيارة طيفور الدائرة قبل ثلاثة أيام فقط من أجل اتمام معاملة لانشاء جمعية تعنى بالمصابين بمرض نادر، إلا أن الموت كان أسرع منه.
وكتب الدكتور حسين السرحان على صفحته الشخصية رسالة وداع جاء فيها:
رحل الطيب المشاغب ( حيدور الحبيب حيدر علي طيفور )
"كل نفس ٌذائقة الموت ... " لعل الجلطة التي داهمت
حيدر على عجل بعد حوالي 4 ساعات من كتابته آخر كلمات ليرسم أوجاعنا في وطن ٍ مُبتلى من أسفله لأعلى ناصيته !! وطن ٌ جعل حيدر يصرخ دون وعي ويتألم ويبكي ويغني وأحياناً ينهار وسرعان ما يستعيد قواه ، وطن ترك حيدر بلا وظيفة وعمل عشرات السنوات نتيجة لتقرير كتبته يد بائس حاقد مريض كاذب بوطنيته ذات يوم بحق حيدر وكثيرين مثله فانحرموا معنى الاستقرار والعمل !!
حيدر الذي تناثرت حشرجاته وكلماته المتقطعة في شوارع الغربة وعلى إمتداد شوارع مدنها المزروعة بالقسوة وإلحاح يومي بالطلبات لم تسعفه بلاده أبداً التي أحبها ان تضمه او تحتفظ بنبضات قلبه كالعصفور الخائف !! نعم مات الرجل الجميل وفارق الحياة على الرغم من شغفه بها ... وشاهدناه في آخر إطلالة له كلها شكوى ومرارة لتعثره بالحصول على كتاب تافه من جهة مختصة بالتأمين الصحي في وزارة الصحة ليوفر العلاج لفئة محتاجه !!
عرفت حيدر منذ أربعون عاماً ونحن على مدارج الصبا في جامعة اليرموك وهو الشعلة التي توقد المكان حيوية وقهقهات خلفها ألآم وأوجاع لو وزعت على أرض لأحرقتها ولكنه كان دوما ً يطفئها بقلبه ولا يتركها تنفلت حتى يحمي غيره وهو الفنان والمبدع والنقي البسيط !!
يا إلهي كم يؤلمني رحيل أمثال حيدر الطيبين
رحمة الله عليك يا صديقي حيدر علي طيفور
ولنا بعدك الصبر والسلوان
الى جنات الخلد... وانا لله وانا اليه راجعون