jo24_banner
jo24_banner

الحروب الأربع ....الجزء الثالث

د. حسين عمر توقه
جو 24 :






 

الحروب ألأربع ... الحرب العالمية الثانية ... الحرب الباردة ... الحرب على الإرهاب... حرب الإنابة " حرب الخلايا النائمة "

الجزء الثالث ...الحرب الرابعة .... حرب الخلايا النائمة ... حرب الإنابة
الربيع العربي كيف بدأ وانتشر
بدايات الدولة الإسلامية (داعش )
المراحل التي تمر بها  الخلايا النائمة

المقدمة:-

هل حققت الحروب الأمريكية على الإرهاب أهدافها  وهل حقق كل من غزو أفغانستان وغزو العراق الأهداف المرجوة .  وما هي الخسائر التي تكبدتها الولايات المتحدة  المادية والمعنوية والسياسية وهل أصبحت أوضاع كل من أفغانستان والعراق أفضل مما كانت عليه قبل الإحتلال .

لقد بلغت  كلفة الحرب في أفغانستان مبلغ 455 مليار دولار ومبلغ  802 مليار دولار كلفة الحرب في العراق   حسب الأرقام الرسمية   ولكنها وصلت مبلغ  2.5 تريليون دولار  في تقديرات مكاتب المحاسبة الخاصة  وبلغ عدد القتلى  الأمريكيين في أفغانستان 1996 قتيل  حتى عام 2012  بينما بلغ عدد المصابين  17644 جريح . بالإضافة إلى   1092 قتيل من  قوات تحالف الشمال الموالية للأمريكيين  و433 جنديا بريطانيا   و70 جنديا  فرنسيا  و53 جنديا ألمانيا  و48 جنديا إيطاليا  و35 جنديا إسبانيا  و25 جنديا هولنديا  و24 جنديا  بولنديا بينما قتل جندي بلجيكي واحد  منذ غزو أفغانستان .

ولقد بلغ عدد الجنود الأمريكيين  القتلى في العراق 4409 قتيل حتى تاريخ     8 /11/2010  بينما بلغ عدد المصابين  31935 جريح .

ولا بد هنا من الإشارة إلى عدد القتلى  من المدنيين الأمريكيين  من مقاولين ومهندسين  عاملين في العراق خلال الفترة  من 2001 لغاية 2010  في العراق وأفغانستان   حيث تشير تقارير وزارة العمل الأمريكية  حسب المعلومات التي استقتها من سجلات وزارة الدفاع الأمريكية  بأن عدد القتلى المدنيين الأمريكان في أفغانستان قد بلغت  521 قتيلا و1487 قتيلا في العراق.

أما الجانب الآخر الذي أغفلته معظم التقارير الحربية فيتمثل في مدى الخسائر 

المادية في المعدات العسكرية حيث تشير التقارير 
الأولية إلى أن الولايات المتحدة قد خسرت ما يزيد على  300 ألف قطعة  من المعدات ما بين دبابات أبرامز وبرادلي وإم2  وعربات قتال ومدرعات وهمفي ومروحيات وقطع  المدفعية 

الإنسحاب الأمريكي من أفغانستان والعراق :

لقد تعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما العمل على سحب القوات الأمريكية من كل من أفغانستان والعراق وبالفعل  فلقد عمد إلى تخفيض القوات الأمريكية من 100 ألف جندي  في عام 2010  في أفغانستان إلى 45 ألف جندي وهو يحاول جاهدا  تخفيض عدد القوات الأمريكية قبل نهاية عام 2014 إلى أقل من 10 آلاف جندي ولم يخطر بباله أن  الرئيس الأفغاني  كارازاي وهو ربيب الولايات المتحدة سوف يقف في وجه توقيع إتفاقية أمنية مع الولايات المتحدة  من أجل وضع الشروط والضمانات والحصانات اللازمة  لحماية العدد البسيط  من الجنود الأمريكيين الذي سيستمر وجودهم  بعد كانون الأول عام 2014  والتي تحدد بالدقة اللازمة العلاقات السياسية  والعسكرية والإقتصادية بين الدولتين  . وبالرغم من ظهور نتائج الإنتخابات الأفغانية والإتفاق بين المرشحين اللذين  كانا يتنازعان الفوز في الإنتخابات الرئاسية بأن يتولى  أشرف غني  منصب الرئيس  وأن يتم تعيين عبد الله عبد الله  في منصب ( مسؤول السلطة التنفيذية )  من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية .  وما زال الشعور  بأن النظام الأفغاني لا زال يشعر بالضعف وبأنه مهدد بتمرد من قبل حركة طالبان .وحتى هذه اللحظة لم يتم توقيع  الإتفاقية الأمنية بين الولايات المتحدة والحكومة الجديدة.

في نهاية عام 2008 تم توقيع إتفاقية  أمنية بين الحكومة العراقية والحكومة الأمريكية تنص على جدولة إنسحاب القوات الأمريكية من العراق  ودخلت الإتفاقية ألأمنية حيز التنفيذ   عام 2009 بإنسحاب  القوات القتالية الأمريكية من المدن والقصبات  وبتاريخ 15/12/201 تم الإحتفال الذي أقيم في مقر السفارة الأمريكية  في المنطقة الخضراء بحضور وزير الدفاع  الأمريكي ليون بانيتا  بإنزال العلم الأمريكي  ورفع العلم العراقي    ومن ثم إنزال علم القوات الأمريكية  في إشارة إلى  إنتهاء الإنسحاب الأمريكي من العرااق  بصورة نهائية , ولقد تم إنسحاب القوات الأمريكية قبل إكمال مهمة تدريب الجيش العراقي  كما أن القوات الجوية العراقية  لم تكن جاهزة  للدفاع عن الأجواء العراقية 

حرب الخلايا النائمة :
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن بقوة  ما هي الإستراتيجية الجديدة التي  اتبعتها الولايات المتحدة ؟؟؟ بعد أن قررت سحب قواتها العسكرية من أفغانستان والعراق  وبعد أن خلفت وراءها  دولتين هما الأكثر فسادا في العالم   حسب بيانات منظمة الشفافية الدولية  في برلين  وهما  أخطر بلدين في العالم من حيث انعدام الأمن حسب  تقرير مؤشر السلام العالمي ( جلوبال بيس إندكس ) لعام 2010 كما تعتبر العراق وأفغانستان من أكثر  حكومات العالم  فشلا في أداء الواجبات والمهام الموكولة إليها   حسب المقياس السنوي لتقرير السياسة الخارجية (Foreign Policy )  

فهل بدأت الولايات المتحدة أسلوبا جديدا من الحروب تحت ما يسمى الحرب بالوكالة  أو الحرب بالإنابة وإيقاظ الخلايا النائمة  وتحقيق الإنقسام الطائفي والديني في العالم العربي من أجل الإمعان في استنزاف جيوشه وقدراته  وتفتيت مقوماته السياسية والإجتماعية  وخلق شرخ بين مختلف الطوائف الدينية الإسلامية تحت ستار مسميات الشرق الأوسط الجديد والربيع العربي . ولماذا لم تتمكن طوال هذه السنوات من القضاء على تنظيم القاعدة بعد القضاء على الأب الروحي للتنظيم أسامة بن لادن .

لقد شهدت منطقة الشرق الأوسط حروبا جديدة فبعد أن كانت حروب العصابات تمتلك سلاح الكلاشينكوف وقاذف الإنيرجا  أصبحت الأكثر تقدما والأكثر تأثيرا من حيث التنظيم والسرية والتسلح والتأييد الشعبي  واستخدام التكنولوجيا الجديدة لا سيما في الإتصالات والإعلام . لا سيما في مجابهتها  للجيوش المنظمة فلو حاولنا دراسة التأثير والنتائج التي ترتبت نتيجة  الحرب اللبنانية حرب تموز عام 2006  بين تنظيم حزب الله وبين إسرائيل والتي استمرت  34 يوما من القتال والتي أعلنت إسرائيل بعدها أن قتلاها قد بلغ 104 قتيل .  وهل أدخلت هذه الحرب مفاهيم ومعطيات سياسية وأساليب قتالية جديدة  في حرب العصابات بين التنظيمات الإسلامية ومجابهتها للقوة العسكرية  الإسرائيلية بكل جرأة ونجاعة  وهل أضرت هذه الحرب أم عززت الحضور العسكري والسياسي لحزب الله فوق الساحة اللبنانية 

وما هو تأثير ونتائج الحروب  الثلاث التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة والتي بدأت عام 2008 بحملة الرصاص المصبوب والتي استمرت 23 يوما وحملة  عامود السحاب عام 2012  والتي استمرت  7 أيام   وعملية الجرف الصامد  عام 2014 والتي استمرت 52 يوما ما هي الخسائر المادية والإخلاقية والمعنوية والعسكرية التي تكبدتها إسرائيل بعد أن تمكنت حماس والجهاد الإسلامي من تحطيم  وإختراق كل معطيات القبة الحديدية وبطاريات صواريخ الباتريوت الأمريكية ومنظومات دفاع صواريخ حيتس الإسرائيلية  وما هي المكاسب السياسية  والمعنوية التي حققتها حماس  والجهاد الإسلامي على المستوى ألإقليمي والدولي رغم فداحة الخسائر في الأرواح وفي البنية التحتية والتي حققت ورسخت  مفردة جديدة في مفاهيم النضال هي المقاومة الشعبية حقا وحقيقة 

الربيع العربي  كيف بدأ وانتشر في عدد من الدول العربية :

السودان :
قبل البدء في استعراض الأحداث التي اجتاحت العالم العربي منذ ثلاثة أعوام ونيف لا بد لنا من أن نستعرض بعض جذور الصراع التي غرستها الدول العظمى وبالذات بريطانيا في قلب العالم العربي ولقد اخترنا السودان لطرحه كمثل عربي على وضاعة وخبث الإستعمار الغربي  وتخطيطه في إيقاع الفتنة العرقية والطائفية والدينية المستمرة ضمن الدولة الواحدة وإبقاء جذوة الحرب الأهلية مستعرة  ولقد تعاملت حكومة الإحتلال البريطاني مع جنوب السودان  بشكل منفصل عن الشمال وتركته بين خيارين إما إنشاء إدارة فيدرالية للجنوب وضمه للشمال  أو ضم الجنوب للشمال كإقليم عادي كغيره من أجزاء الشمال  الأخرى  واتبعت أساليب قمة في الدهاء الشرير  من حيث استثناء الجنوب من المجلس التشريعي  ومنع المجلس من مناقشة أي أمر يتعلق بالجنوب واستعمال اللغة الإنجليزية  واللغات المحلية في التعليم ومنع تدريس اللغة العربية  وتغييب الدعوة الإسلامية عن الجنوب وتشجيع التبشير المسيحي   واستصدار قانون المناطق المقفولة   الذي ينص على منع التجار الشماليين من الإستيطان في الجنوب حتى اتضح أخيرا ما تعارف على تسميته بمنطقة الحكم الذاتي  الذي يعرف بجنوب السودان . ولقد تعرض السودان إلى حربه الأهلية  الأولى عام 1955 نتيجة عصيان كتيبة جنوبية للأوامر الصادرة إليها بالإنتقال إلى شمال السودان وانفلتت زمام الأمور الأمنية في الجنوب وتعرض  كثير من الشماليين في الجنوب  للقتل والأذى  على أسس عرقية ودينية  واستمر الصراع لمدة 19 عاما  وانتهى الصراع بتوقيع اتفاق أديس أبابا عام 1972  الذي لم يعالج بذور الصراع  وشهد السودان الحرب الأهلية الثانية  التي بدأت عام 1983  والتي استمرت طوال 22 عاما وهي إحدى أطول وأعنف  الحروب الأهلية وراح ضحيتها ما يقارب 1.9 مليون قتيل ونزح خلالها أكثر من 4 ملايين  وانتهى النزاع رسميا مع توقيع اتفاق  للسلام في كانون الثاني عام 2005  بين حكومة  رئيس السودان عمر البشير  وبين قائد قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان جون قرانق على أن يتبعه استفتاء  رسمي على تقرير المصير  والذي تم إجراؤه في كانون الثاني عام 2011 وبناء على نتائج هذا الإستفتاء  انفصل جنوب السودان رسميا عن السودان الأم  وتم الإعلان  بتاريخ 9/7/2011 رسميا عن ميلاد جمهورية جديدة مستقلة في جنوب السودان بإسم ( جمهورية جنوب السودان )  وبالرغم من أن إتفاق السلام قد أنهى الحرب بين الشمال والجنوب لكنه لم ينه الخلاف على ملفات من بينها ترسيم الحدود   ومصير الديون المشتركة   وتقاسم واردات النفط  والذي تقع آباره في الجنوب ولكن أنابيب النفط تمر  عبر الشمال من أجل تصديره . 

هذه لمحة بسيطة عن تاريخ دولة عربية تعرضت منذ استقلالها إلى حرب مفروضة عليها أورثتها إياها بريطانيا العظمى . وسوف نستطلع خلال استعراضنا للدول العربية التي عصف بها ربيع الثورات  بعض مواضع الصراع والميراث الذي زرعته فينا دول الغرب وفي بعض الأحيان دول الشرق في إشارة إلى الإتحاد السوفياتي سابقا وروسيا حاليا وجمهورية إيران الإسلامية .

تونس : 

بتاريخ  17/12/2010 أقدم المواطن التونسي طارق الطيب محمد البوعزيزي بإضرام النار في جسده  أمام مقر ولاية سيدي بو زيد  احتجاجاعلى مصادرة  السلطات البلدية في مدينة سيدي بوزيد  لعربته التي كان يبيع عليها الخضار والفواكه لكسب رزقه  وللتنديد برفض سلطات المحافظة قبول شكوى أراد  تقديمها  بحق الشرطية  فادية حمدي التي صفعته على وجهه أمام الملأ  وقالت له باللغة الفرنسية (DEGAGE) أي ( إرحل ) والتي تحولت هذه الكلمة فيما بعد إلى شعار الثورة للإطاحة  بالرئيس زين العابدين بن علي  مما أدى إلى الإنتفاضة الشعبية والثورة التي أطاحت بالنظام التونسي خلال شهر  حيث غادر الرئيس التونسي  زين العابدين بن علي  وعائلته  البلاد في طائرة خاصة متوجها إلى جدة  بتاريخ 14/1/2011 . ولقد توفي طارق الطيب محمد البوعزيزي  بعد 18 يوما متأثرا بحروقه ليكون أول شهيد عربي في الربيع العربي .

مصر :

بتاريخ 25/1/2011 المتزامن مع عيد الشرطة  انتشرت الدعوات من خلال مواقع التواصل الإجتماعي   فيسبوك وتويتر  إلى التظاهر من قبل العديد من القوى السياسية  غير الحزبية  كلنا خالد سعيد وحركة شباب 6 أبريل  وحركة شباب من أجل العدالة  والحرية والحركة المصرية من أجل التغيير  والجمعية الوطنية للتغيير  والحركة الشعبية الديمقراطية  للتغيير ( حشد) وقد لبى الدعوة  أعداد غفيرة من مختلف  طبقات المجتمع  المدني كما أعلنت جماعة الأخوان المسلمين  مشاركتهم في مظاهرات 25 يناير .

ولقد حددت الدعوة ثلاثة ضوابط  للمشاركين في المظاهرات  أكدت احترامها للشرطة كهيئة وطنية  وحذرت من أعمال التخريب أو أعمال الشغب ونفت الجماعة دعوتها  للحشد في موقع  معين بحيث تعم المظاهرات كامل النطاق  الجغرافي في مصر  فاندلعت المظاهرات في القاهرة  في ميدان التحرير والإسكندرية  والسويس والمحلة الكبرى  والإسماعيلية وغيرها من محافظات مصر  وأضحت في مساء اليوم  تظاهرات شعبية عارمة  ترفع شعارات ضد الفقر ضد الجهل ضد البطالة ضد الغلاء ضد الفساد وأخذوا يطالبون  برحيل الحكومة  وتزايدت أعداد الحشود  بعد انتشار  نبأ سقوط أول شهيد للثورة المصرية  غريب عبد العزيز  في مدينة السويس . وكانت  تظاهرات  25/1/2011 بمثابة الشرارة الأولى  التي أشعلت لهيب الثورة المصرية  رافعة شعار " الشعب يريد إسقاط النظام " . وبعد 18 يوما  من استمرار المظاهرات  ووقوع المصادمات  أعلن السيد عمر سليمان  نائب رئيس الجمهورية بتاريخ 11/2/2011  نبأ تنحي الرئيس محمد حسني مبارك عن السلطة وتولي  المشير محمد حسين الطنطاوي  رئاسة الفترة الإنتقالية  بصفته رئيس المجلس الأعلى للقوات  المسلحة . وخرج الملايين في جميع المحافظات  إلى الشوارع والميادين  ابتهاجا بتحقيق أول مطالب الثورة المتمثل في إسقاط النظام . وبتاريخ 17/4/2011 قررت جماعة الأخوان المسلمين  وجناحها السياسي المتمثل  في حزب الحرية والعدالة  الدفع بمحمد مرسي  مرشحا للرئاسة . ولقد تصدر كل من محمد مرسي  وأحمد شفيق الجولة الأولى من الإنتخابات  الرئاسية  لكن دون حصول أي منهما على أكثر من 50%  المطلوبة للفوز  . مما اقتضى إجراء  جولة ثانية  من الإنتخابات وبتاريخ 24/6/2012  أعلنت لجنة الإنتخابات  الرئاسية في مصر  عن فوز محمد مرسي في الجولة الثانية  من الإنتخابات بنسبة 51.7% بينما حصل أحمد شفيق على نسبة 48.3%  .


بتاريخ 30/6/2012 تولى محمد مرسي  كأول رئيس مدني منتخب منذ حصول مصر على استقلالها حتى تاريخ 3/7/2013 حيث قامت ثورة جماهيرية عارمة جديدة مدعومة من قبل القوات المسلحة المصرية  بالإطاحة بالرئيس محمد مرسي  وإلقاء القبض عليه .  ومن ثم نصب عدلي محمود رئيسا مؤقتا لمصر  بإعتباره رئيس المحكمة الدستورية  واستمر في منصبه من 4/7/2013  لغاية 8/7/2014  حيث تولى  المشير عبد الفتاح السيسي السيسي رئاسة الجمهورية بعد فوزه الساحق في انتخابات رئاسة الجمهورية المصرية  بعد حصوله على أكثر من 23 مليون صوت بنسبة فاقت 96% من أصوات الناخبين 
.
ليبيا :

بتاريخ 15/2/2011 وإثر اعتقال محامي ضحايا سجن بوسليم  فتحي تربل  خرج أهالي الضحايا في مدينة بتغازي   ومناصريهم لتخليصه من الإعتقال لعدم وجود أسباب  مقنعة لإعتقاله  . وارتفعت الأصوات مطالبة بإسقاط النظام  وإسقاط العقيد معمر القذافي شخصيا  مما دعا الشرطة إلى استخدام العنف  ضد المتظاهرين  واستمرت المظاهرات حتى صباح اليوم الثالي  وامتدت الإنتفاضة لتشمل الرجبان والزنتان  وشهدت البيضاء سقوط  أول شهداء الثورة بتاريخ 16/2/2011 وقام المتظاهرون بحرق  مقر اللجان الثورية  ومركز الشرطة المحلي   ومبنى المصرف العقاري في الزنتان وتزايد عدد الشهداء وما أن اطل صباح 17/2/2011   حتى امتدت الإنتفاضة إلى  معظم مدن المنطقة الشرقية   بعد سقوط أكثر من 400 قتيل وجريح برصاص الأمن العام  . 


بتاريخ 19/2/2011 إتسعت رقعة  المظاهرات إلى عدة مدن  ليبية ووصولها إلى طرابلس وسقوط مدينة بنغازي  من قبضة نظام القذافي وبتاريخ 21/2/2011  تم استخدام الطائرات  لتفريق المتظاهرين في طرابلس  وفي اليوم التالي أعلن  وزير الداخلية الليبي  اللواء عبد الفتاح يونس العبيدي استقالته وانضمامه لثورة 17 فبراير  تبعه انشقاق مسؤولين ليبيين كبار و دبلوماسيين  إلى الثورة  الجديدة  وأعلن القذافي أن تنظيم القاعدة هو وراء الأحداث .
وبتاريخ 25/2/2011  دعا الرئيس الفرنسي نيكولاي سيركوزي  الرئيس القذافي إلى الرحيل  وأعلنت الولايات المتحدة فرضها عقوبات على النظام الليبي  وبتاريخ 27/2/2011 قرر مجلس الأمن فرض عقوبات على نظام القذافي  وشمل حظرا على سفر القذافي وأفراد عائلته وبعض المقربين إليه وتجميد أرصدتهم  وإحالة القذافي إلى  المحكمة الجنائية الدولية . تبعه في اليوم التالي  إقرار الإتحاد الأوروبي  حزمة عقوبات على القذافي  وحكومته وعائلته من بينها حظر على بيع الأسلحة  والسفر إلى دول الإتحاد الأوروبي.

 بتاريخ 1/3/2011  تم الإعلان عن تشكيل  المجلس الوطني  الإنتقالي  في بنغازي  ليتولى شؤون  المناطق المحررة  بما في ذلك الإتصال بالدول الأجنبية وإدارة المعارك العسكرية  وتم عقد الإجتماع الأول  بتاريخ 5/3/2011
بتاريخ 7/3/2011  طالب مجلس التعاون الخليجي  بفرض حظر جوي على ليبيا ولوح الرئيس الأمريكي باراك أوباما  بالخيار العسكري ضد ليبيا . وفي اليوم التالي صدر نداء أممي لإغاثة مليون لاجىء   من ليبيا  حيث تركزت المعارك في الزاوية قرب طرابلس  ورأس لانوف في الشرق

بتاريخ 10/3/2011 أعلنت  فرنسا اعترافها بالمجلس الوطني الإنتقالي  وطالبت بشن  غارات جوية  محدودة  على قوات القذافي وبتاريخ 12/3/2013  طالب وزراء الخارجية العرب المجتمعون في القاهرة  مجلس الأمن الدولي  بفرض حظر  جوي على ليبيا  لمنع القذافي من قصف المدن  والثوار بالطائرات  في حين كانت قوات القذافي تشن  هجومها في محاولة لإستعادة السيطرة على  مدينة مصراته . 

بتاريخ 17/3/2011  أصدر مجلس الأمن قرار رقم 1973 بفرض حظر جوي  على ليبيا وإباحة  استخدام القوة  لحماية المدنيين  من هجمات القوات التابعة للقذافي  وامتنعت خمس دول عن التصويت على القرار هي روسيا الصين وألمانيا والهند والبرازيل .

بتاريخ 19/3/2011  أعطى الرئيس الأمريكي باراك أوباما أوامره للقوات الأمريكية ببدء عملية عسكرية محدودة ضد ليبيا  حيث أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون  أن سفنا حربية وغواصات أمريكية وبريطانية  أطلقت 110 صاروخ من نوع توماهوك  ضمن المرحلة الأولى  من عملية فجر الأوديسا  لإرغام القذافي على التقيد بحظر الطيران كما أعلنت فرنسا أن طائراتها  شنت غارات جوية على عدد من الدبابات والمركبات  على الكتائب الموالية للقذافي. وبتاريخ 21/3/2011 أعلنت الولايات المتحدة  أنها ستسلم  قيادة العمليات  العسكرية  في ليبيا إلى حلف الناتو 
بتاريخ 28/3/2011  أعلنت قطر اعترافها بالمجلس الوطني الإنتقالي  ممثلا للشعب الليبي 
بتاريخ 6/4/22011 الرئيس معمر القذافي يناشد الرئيس الأمريكي وقف العمليات العسكرية لحلف الناتو  في ليبيا.
بتاريخ 10/4/2011 الرئيس معمر القذافي يستقبل  وفد الرؤساء  الأفارقة  الذين يتوسطون  لإيقاف المعارك  وإيجاد حل للأزمة الليبية ولكن المجلس الإنتقالي  في اليوم التالي أكد رفضه للخطة الإفريقية وتمسكه برحيل  القذافي .
بتاريخ 30/4/2011   قام حلف الناتو بشن هجوم بالصواريخ  على منزل في طرابلس أسفر عن مقتل الإبن الأصغر  للقذافي  سيف العرب وثلاثة من أحفاده 

بتاريخ 22/5/2011  الإتحاد الأوروبي يفتتح  ممثلية في بنغازي   وبتاريخ 27/6/2011  أصدرت  المحكمة الجنائية الدولية  مذكرات اعتقال بحق  معمر القذافي وسيف الإسلام  وعبد الله السنوسي  لإرتكابهم جرائم ضد الإنسانية 
بتاريخ 20/8/2011  الثوار ينجحون في السيطرة على العاصمة طرابلس 

وبتاريخ 20/10/2011 شاهدتُ كغيري  من المشاهدين صور اعتقال معمر القذافي  واستمعت إلى أولى كلماته وهو لازال  مختبئا تحت العبارة  ومن ثم تعرضه للضرب ونقله إلى  السيارة التي نقلته من سرت إلى مصراتة كان حيا حين تم إلقاؤه في السيارة  ولكنه كان ميتا حين وصل إلى مصراته وهناك أثر لطلقة في الجبهة فوق العين اليسرى اخترقت جمجمته وتسببت في وفاته.
ولقد اختلفت المعلومات حول تعداد قتلى المعارك الليبية ولكنها كانت الأعلى من ضمن الثورات  العربية  في ذلك الوقت حيث وصل عدد القتلى 50 ألف وعدد الجرحى  70 ألف    وأكثر من 20 ألف مفقود .

اليمن :

الرئيس اليمني علي عبد الله صالح تولى السلطة عام 1978 حتى عام 2012 حيث قام الرئيس بتسليم السلطة  بعد سنة كاملة من الإحتجاجات وعلى رأسها ما عرف بإسم  ثورة الشباب اليمنية أو ثورة التغيير السلمية ويطلق عليها اسم ثورة 11 فبراير علما بأن أولى المظاهرات الفعلية قد بدأت بتاريخ 15/2/2011 واستمرت ثورة الشباب  فعليا حتى انتخاب  عبد ربه منصور هادي رئيسا للبلاد عام 2012 ولكن ظلت الإعتصامات والمظاهرات  تقام من فترة لأخرى  حتى قيام الرئيس  هادي بتفكيك  شبكة أقارب الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح  من المناصب العليا  ومن الجيش ضمن خطوات إعادة هيكلة  الجيش اليمني  وبتاريخ 18/4/2013 رفعت آخر خيام التغيير بصنعاء  وأعلنت قيادة ثورة الشباب اليمنية تعليق الإعتصامات والمظاهرات .
وقبل التطرق إلى مجريات الثورة ومراحلها يجدر بنا الإشارة إلى نقطة هامة ترجع في تاريخها الى بداية عام 2004  في شهر يناير  وذلك أثناء قيام الرئيس علي عبد الله صالح بزيارة إلى  محافظة صعدة   لأداء صلاة الجمعة  وأراد علي عبد الله صالح أن يخطب في جموع المصلين ففوجىء   بإطلاق صرخات تردد شعارات ( الموت لأمريكا  الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود  النصر للإسلام )  وكانت هذه الشعارات قد بدأ  عدد كبير من الشباب الذين التفوا حول حسين بدر الدين الحوثي بترديدها في المساجد اليمنية بعد قيام القوات الأمريكية بإحتلال العراق عام 2003 . ولقد تم اعتقال  800 شخص من أنصار الحوثيين . ولقد طلب الرئيس اليمني علي عبد الله صالح من حسين الحوثي الإلتقاء به في صنعاء إلا أن حسين الحوثي رفض ذلك  وفي شهر حزيران 2004 حاولت فرقة عسكرية من الجيش اليمني  توقيف حسين الحوثي  الذي كان يعيش في مديرية مران  وأدت هذه المحاولة  إلى إندلاع مواجهات بين الحوثيين   والقوات الحكومية  أدت فيما بعد  إلى بداية الحرب بشكل رسمي بتاريخ 18/6/2004 وتم الإعلان عن مقتل  حسين بدر الدين الحوثي بتاريخ 10/9/ 2004  واستمرت الحروب المتتالية بين الجيش اليمني والحوثيين بقيادة عبد الملك الحوثي  الشقيق الأصغر لحسين الحزثي حتى تجاوزت الست حروب تخللتها إتفاقية للهدنة تحت رعاية قطرية  .وفي عام 2011  اشتبك الحوثيون مع قوات سعودية في تلك الأثناء كان الرئيس اليمني قد صب جل اهتمامه  بعد احتلال أفغانستان بمحاربة تنظيم قاعدة الجهاد الجنوبي  التابع لتنظيم القاعدة . 
يحاول الكثيرون من المفكرين والباحثين  ربط الحوثيين  بتيار الشباب المؤمن الذي تم تأسيسه  عم 1992 بزعامة كل من  محمد سالم عران  وعبد الكريم جدبان  اللذين يقال إنهما كانا على إتصال  وثيق بقادة شيعيين في كل من إيران   ولبنان  
بتاريخ 11/2/2011  خرج الآلاف من الشباب  إلى الميادين العامة في صنعاء  ومدن الجنوب ابتهاجا  بإنتصار الثورة  الشعبية المصرية وطالبوا بتحسين أحوالهم الإجتماعية

بتاريخ 15/2/2011  المعارضة اليمنية تطالب بتنحية جميع أقارب الرئيس من المناصب القيادية  في المؤسسات العسكرية والأمنية والحكومية  والرئيس اليمني يقرر فتح مكتبه  للإستماع للمواطنين ومناقشة  قضاياهم
بتاريخ 20/2/2011  الرئيس علي عبد الله صالح  يجدد دعوته للمعارضة من أجل الحوار ولكنه يؤكد أنه لن يرحل إلا عبر  صناديق الإقتراع

آلاف الحوثيين يتظاهرون شمال صعدة بالتزامن مع آلاف المتظاهرين  في ساحة التغيير في صنعاء   يطالبون برحيل على عبد الله صالح

بتاريخ 1/3/2011 إتساع رقعة  الإحتجاجات  والرئيس اليمني يعلن  أنه مستعد للرحيل شريطة ضمان انتقال سلس للسلطة  ويقرر إقالة  حكام خمس محافظات سادتها المظاهرات 
بتاريخ 10/3/2011 الرئيس اليمني يدعو إلى الإنتقال من نظام الحكم الرئاسي إلى نظام برلماني والإستفتاء على دستور جديد للبلاد  وفي اليوم التالي شهدت البلاد  مظاهرات حاشدة  في مناطق مختلفة في اليمن  رفضا لمبادرة الرئيس وارتفاع نسبة النواب  المستقيلين من المؤتمر  الشعبي الحاكم إلى 18
بتاريخ 3/6/2011 تم استهداف الرئيس  علي عبد الله صالح  عقب صلاة الجمعة  بمسجد في دار الرئاسة   تم نقله بعدها إلى السعودية لتلقي العلاج   وقتل في العملية 11 شخصا من حراس الرئيس  وأصيب ما يقارب ال 124 شخصا بينهم عدد كبير من المسؤولين
23/9/2011 عودة الرئيس  علي عبد الله صالح  إلى اليمن  بعد رحلة علاج في السعودية  وإندلاع مواجهات بين قواته  وقوات مساندة للمطالبين برحيله أوقعت  13 قتيل
23/11/2011 الرئيس اليمني  يوقع في الرياض على إتفاق نقل السلطة  في ضوء المبادرة الخليجية   حيث اتفقت الأطراف  على تشكيل حكومة وحدة وطنية  خلال 14 يوما  وإجراء إنتخابات رئاسية خلال 90 يوما
21/1/2012  صوت مجلس النواب اليمني  بالإجماع على منح الرئيس اليمني حصانة ضد أي ملاحقة قضائية   كما أجمع المجلس على تزكية  عبد ربه منصورهادي مرشحا توافقيا للإنتخابات الرئيسية المبكرة . ولقد شارك  65% من أصوات الناخبين المسجلين في انتخاب الرئيس اليمني الجديد حيث قام بتاريخ 25/2/2012 بأداء اليمين الدستورية  أمام البرلمان  وأصبح رئيسا لليمن بعد تنازل  علي عبد الله صالح عن السلطة رسميا بتاريخ  27/2/2012
سوريا :
بتاريخ 6/3/2011 قامت الأجهزة  الأمنية  في مدينة درعا  بإعتقال عدد من تلاميذ المدارس  بعد أن قاموا  برسم جمل وكتابات  مناهضة للنظام  الحاكم على جدران المدارس  في محافظة درعا تأثرا بموجة الثورات العربية  في تونس وليبيا ومصر. وبدأ اهل الطلبة بالتحرك من أجل إطلاق سراح أبنائهم  حيث توجه بعض الشيوخ وزعماء قبائل المنطقة إلى محافظ درعا  وقدموا له عمائمهم  وهو تقليد متبع كإشارة  على مطلبهم بإطلاق سراح أبنائهم . ولكن المحافظ قام بطردهم  ولم يبال بتنفيذ مطالبهم مما أدى  إلى قيام الآلاف  بالخروج في مظاهرات تندد بالحكومة . 
بتاريخ  18/3/2011  انطلقت مظاهرات كبيرة في مدينة درعا ضمن فعاليات جمعة الغضب  وقد قابل رجال الأمن هذه المظاهرة  بإطلاق نار على المتظاهرين مما أدى إلى سقوط أربعة قتلى  وعدد من الجرحى وفي اليوم التالي   خرج الآلاف لتشييع  قتلى الجمعة  واستمرت المظاهرات يوما بعد يوم  وتزايد عدد المتظاهرين  على عشرة آلاف متظاهر  وامتدت المظاهرات إلى القرى المجاورة  جاسم ونوى والشيخ مسكين
بتاريخ 22/3/2011 استمرت المظاهرات  واعتصم بعضهم في المسجد العمري  وقامت قوات الأمن  بإقتحام المسجد فجر اليوم التالي في الساعة الواحدة والنصف صباحا  وإطلاق النار على المعتصمين  مما أدى إلى مقتل ستة مدنيين. كما شهد اليوم ذاته هجوما مسلحا  من قبل مجهولين على  سيارة إسعاف أدى إلى سقوط  أربعة قتلى  من بينهم شرطي  . وتفاقمت المظاهرات  حتى زادت على ثلاثين ألف متظاهر .  
إن ما جرى في درعا  إنما هو صورة  لما جرى في كل المحافظات والمدن والقرى  والمدارس والمساجد  الفرق الوحيد أنها تختلف في التسمية وفي أعداد القتلى  مثل جمعة الكرامة  وجمعة الشهداء  وجمعة الصمود وجمعة الإصرار  وجمعة الغضب 
العراق والدولة الإسلامية ( داعش )
نحن لا نريد أن نتطرق هنا إلى  الجانب الديني وتاريخ الفكر السلفي   الذي برزت بذوره  عند الإمام  أحمد بن حنبل الشيباني الذهلي  أحد الأئمة الأربعة  وصاحب المذهب الحنبلي  وطورها  شيخ الإسلام  أحمد بن تيمية  الذي ساهم في تطوير  ونمو حركة الإسلام السياسي  وأتى من بعده  الشيخ محمد بن عبد الوهاب  بن سليمان آل مشرف التميمي  الذي كان يدعو الناس  إلى عقيدة التوحيد  ولذلك سمى أتباعه هذه الدعوة  بالدعوة السلفية  نسبة إلى السلف الصالح . ونحن هنا وفي هذه العجالة لا نستطيع استعراض تطور الفكر عبر العلماء الثلاثة  في مقالة  فأفكارهم بحاجة إلى مجلدات  وإن ما يهمنا هنا أنه تم بطريقة أو بأخرى تم ربط فكر تنظيم  الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش ) بالفكر السلفي  
يرجع تأسيس  جماعة التوحيد والجهاد إلى أبو مصعب الزرقاوي  وهو  أحمد فاضل نزال الخلايلة  أردني الجنسية . توجه إلى أفغانستان   عام 1989 عن طريق بيشاور  واستقر به المقام لفترة  في مدينة جلال أباد   والتي تعتبر القاعدة الخلفية  للمجاهدين العرب والأفغان  وفي ربيع 1989 توجه  مع عدد من المقاتلين إلى   منطقة خوست  شرق أفغانستان  إلا أنه لم يشارك  في القتال ضد السوفييت لأن الحرب كانت قد انتهت قبل وصوله   وقرر المشاركة في الموجة الثانية من معارك الحرب الأهلية  والتحق بمعسكرات قلب الدين حكمتيار وشارك في  المعارك التي دارت  بين الأحزاب الإسلامية   ضد الأحزاب الموالية للشيوعية حتى عام 1993  حيث قرر العودة  إلى الأردن  بعد بدء الحرب الأهلية بين فصائل المجاهدين  وانتهاء حرب الخليج الثانية   والبدء في ملاحقة الأفغان العرب في بيشاور .
وكانت تلك الفترة قد شهدت عودة الكثيرين من المقاتلين الأردنيين  من أفغانستان والذين انخرطوا في عدد من التنظيمات كجيش محمد والأفغان الأردنيون وباشر أبو مصعب الزرقاوي الإتصال  بعصام البرقاوي ( أبي محمد المقدسي ) صديقه في أفغانستان . ولقد تضافرت جهود كل من  الزرقاوي  صاحب الخبرة القتالية العملية  وأبو محمد المقدسي صاحب الخبرة النظرية  من أجل نشر  السلفية الجهادية  وتمكنا من جمع عدد من الأتباع والأنصار   وأطلقوا على أنفسهم اسم جماعة التوحيد . وتم الإتفاق أن يكون   أبو محمد المقدسي أميرا لجناح الدعوة وأبو مصعب الزرقاوي أميرا للجماعة   وأن يكون خالد مصطفى العاروري  ( أبو القسام )   من أهل الشورى والحل والعقد . وبدأت الجماعة العمل في ظل ظروف وأحداث متسارعة فلقد كان الأردن على وشك توقيع معاهدة السلام  مع إسرائيل  وبصدد إجراء الإنتخابات النيابية  كما شهدت تلك الفترة وقوع حادثة المسجد الإبراهيمي  1993  وقرر بعض أعضاء الجماعة القيام  بعملية استشهادية ضد إسرائيل ولم تجد دعوة  المقدسي  إلى السلفية الجهادية  أي صعوبة في إكتساب أنصار ومتعاطفين لا سيما بين المجموعات الصغيرة المنتشرة في العديد من المدن والمحافظات الأردنية لا سيما في السلط ومعان والمفرق والزرقاء  والتي كانت تتبنى مواقف سيد قطب في الحاكمية وتكفير الحكومات والدساتير  .  ولقد قامت الأجهزة الأمنية بإلقاء القبض على كافة أعضاء تنظيم  جماعة التوحيد  وتم تقديمهم الى محكمة أمن الدولة  عام  1996  حيث تم الحكم عليهم بالسجن لمدة  خمسة عشرة عاما  وعقب تولي الملك عبد الله الثاني  ابن الحسين مقاليد الحكم  أعلن التلفزيون الأردني  بتاريخ 23 آذار عام 1999  العفو العام عن المساجين . وقام الزرقاوي  بمعية مجموعة من تنظيم  الجماعة بالمغادرة إلى الباكستان ومنها إلى أفغانستان   حيث أسس هناك معسكر  هيرات  . في هذه الأثناء وقعت حادثة برجي التجارة  العالمي  بتاريخ 11/9/2001  مما أدى إلى وقوع مجابهة شرسة بين القاعدة وجماعاتها المختلفة وبين الولايات المتحدة   وحلفائها من القوى العظمى  وحكومات العديد من الدول العربية   وكانت فاتحة الصراع الدامي للحرب الأفغانية التي أدت  إلى سقوط نظام طالبان  واختباء قادة القاعدة عن الأنظار .  وانتقل أبو مصعب الزرقاوي مع عدد من أنصاره   من معسكر هيرات إلى إيران  ثم إلى المناطق  الكردية في شمال العراق   . وفي كردستان  قام عدد من أنصار الزرقاوي بتأسيس   تنظيم تحت اسم ( جند الشام )  ثم أقاموا تحالفا   مع فصيل كردي متشدد انشق عن الجماعة الإسلامية  ونشأ تنظيم جديد تحت اسم ( أنصار الإسلام ) .
وبقي الزرقاوي  في كردستان  وأخذ يتنقل سرا  بينها وبين سوريا . وبتاريخ 9/4/ 2003  تمكنت القوات الأمريكية  من إحتلال بغداد وإسقاط نظام الرئيس صدام حسين .  في ظل هذه الظروف والمعطيات الجديدة انتقل أبو مصعب الزرقاوي  إلى بغداد ووجد في المجتمع السني حاضنة اجتماعية  وباشر  في إعادة بناء شبكة جديدة  في العراق وبدأ  إجراء إتصالات  واسعة  ونجح   في تأسيس جماعة  من المتطوعين العرب بالإضافة إلى  النواة الأساسية من الأردنيين  وقامت هذه المجموعة  بسلسلة من العمليات الإنتحارية  كانت أولاها بتاريخ 19/8/2003 حيث تم تنفيذ  عملية تفجير  مقر الأمم المتحدة  في بغداد  أسفرت عن مقتل 22 شخصا من بينهم   ممثل الأمم المتحدة في العراق  سيرجيو فيرا دي ميلو وقام بعدها  بإغتيال  رئيس المجلس الأعلى  للثورة الإسلامية  في العراق محمد باقر حكيم    وقتل معه 83 شخصا   وبتاريخ 12/12/2003  قام بتنفيذ هجوم على قاعدة عسكرية  إيطالية  في الناصرية  قتل من جرائها 19بينهم 7 من جنود التحالف  طوال هذه الفترة كان يشار إلى المجموعة بإسم مجموعة الزرقاوي  حيث فرضت نفسها بقوة  وبدأت تحظى  بتأييد ودعم  من تيار السلفية الجهادية  داخل العراق وخارجه  من خلال تبنيه  لآيديولوجية  سلفية جهادية صارمة واستراتيجية قتالية  تعتمد على التوسع  في 
العمليات الإنتحارية.  وفي عام 2003 انضم الى مجموعة الزرقاوي  عمر يوسف جمعة  ( أبو أنس الشامي )  الذي استطاع أن يقنع الزرقاوي  بالإعلان عن تأسيس  جماعة واضحة الراية والعنوان  أطلق عليها   اسم ( جماعة التوحيد والجهاد ) في أواخر شهر أيلول عام 2003 .
بتاريخ 2/3/2004  قامت جماعة التوحيد والجهاد بمجموعة من الإعتداءات المتزامنة   على الشيعة في كربلاء  تسببت  في مقتل 170 شخصا  وجرح 550 شخصا .  وكانت هذه الإعتداءات  نقطة تحول خطيرة في الصراع داخل العراق   إذ أطلقت العنان بصورة مرعبة  للصراع السني / الشيعي  وتعزيز المجابهة العسكرية  بين السنة والشيعة  وتوفير بيئة من الفوضى الأمنية  والإحتقان الطائفي   .
 وبدأ  الإتصال مع تنظيم القاعدة بزعامة  أسامة بن لادن   وذلك لجلب  مزيد من الأعضاء  وفق سياسات عولمة الجهاد .  حيث بدأ المئات من المتطوعين من العالم العربي والإسلامي وأوروبا  يتدفقون للإلتحاق  بالزرقاوي  وتم تغيير اسم  الجماعة من التوحيد والجهاد إلى تنظيم  قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين  . واستمر الزرقاوي في عملياته ونشاطاته   وعمل على الإمتداد إلى خارج العراق في الدول المحيطة  في الأردن وسوريا ولبنان والسعودية وكان تفكيره وبعض من تصريحاته تشير إلى أنه يخطط  إلى إقامة ( إمارة إسلامية  سنية ) في وسط وغرب العراق  تمثل رأس حربة إقليمي لتنظيم القاعدة في المنطقة وفي عام 2006  ظهر أبو مصعب الزرقاوي في شريط  مصور  معلنا عن تشكيل ( مجلس شورى المجاهدين  ) بزعامة عبد الله رشيد  البغدادي . 
ولقد برز اسم أبو مصعب الزرقاوي على المستوى الدولي حين قام وزير الخارجية الأمريكية كولن باول بإلقاء كلمته أمام مجلس الأمن الدولي  بتاريخ 5/2/ 2003 وبالتحديد قبل ستة أسابيع  من الإجتياح الأمريكي للعراق  حيث أعلن أن هناك علاقة تربط  نظام صدام بتنظيم القاعدة  حيث استخدم كولن باول إسم أبو مصعب الزرقاوي  وأشار إلى تنظيم القاعدة بأنها  " شبكة الإرهاب الإسلامي ".
وبتاريخ 8/2/2003   تم إكتشاف مادة ( الإنتراكس )  في رسالة موجهة  إلى بيل فريست  زعيم أغلبية الجمهوريين  في مجلس الشيوخ وتم توجيه أصابع الإتهام إلى مصعب الزرقاوي بإعتباره  الشخص المختص  في توضيب السموم والمتفجرات . وبتاريخ 13/2/2003  بثت قناة  ( إي بي سي ) خبرا مفاده أن ألإرهابي أبو مصعب الزرقاوي  يحضر لإعتداءات  على الولايات المتحدة  وبلغ قمة الذروة حين  ذكر الرئيس جورج بوش اسم الزرقاوي  واصفا إياه الرجل الأخطر في العالم بعد أسامة بن لادن .
وفي صباح 7/6/2006  أعلن رئيس الحكومة  العراقية عن مقتل  أبو مصعب الزرقاوي  في غارة جوية أمريكية  على بعقوبة . وبعد مقتل الزرقاوي وفي نفس الشهر  جرى انتخاب  أبو حمزة المهاجر  زعيما للتنظيم   وبتاريخ 15/10/2006   تم تشكيل دولة العراق الإسلامية  بزعامة أبو عمر البغدادي  إثر إجتماع عام  لمجموعة  من الفصائل  المسلحة  وتم إختيار أبو عمر البغدادي  زعيما للتنظيم .
وفي يوم الإثنين الموافق  19/4/2010 شنت القوات الأمريكية  والقوات العراقية  عملية عسكرية في منطقة الثرثار  استهدفت منزلا كان يتواجد فيه  كل من أبو عمر البغدادي  وأبو حمزة المهاجر  وبعد اشتباكات عنيفة تم  قصف المنزل بواسطة الطائرات  ليقتلا معا وتم عرض جثتيهما على وسائل الإعلام . وتم اختيار ( أبو بكر البغدادي ) ليصبح أميرا لدولة الإسلام في العراق  لقد ولد إبراهيم عواد إبراهيم  السامرائي  "وهو الإسم الحقيقي لأبو بكر البغدادي"  عام 1971 في مدينة سامراء   واختار في بداية التسعينات أن يدرس العلوم الشرعية   فاتجه إلى  الجامعة الإسلامية في بغداد  وتابع دراسته  
حتى  حصل على شهادة الدكتوراه . ولقد حصل التحول في حياته العملية  بعد 
الإحتلال  الأمريكي  للعراق  بفترة قليلة إذ تبنى   تحريض العشائر  العربية  على القتال   وساهم في تأسيس  مجموعات مسلحة في نطاق ديالى وسامراء  وبغداد ولقد تعرض للإعتقال على يد قوات  الإحتلال الأمريكي  في العام 2005 حتى العام 2009   "وحسب  أحد تقارير  عميل المخابرات الأمريكية السابق  إدوارد سنودن " أنه في هذه الفترة تم تجنيد  أبو بكر البغدادي  وتم تدريبه عسكريا واستخباريا  على يد خبراء من الموساد والمخابرات المركزية الأمريكية  وأكد أن دولة العراق الإسلامية هي نتاج  تعاون استخباري أمريكي بريطاني إسرائيلي وأنه تم وضع خطة  تحت رمز ( عش الدبابير )  من أجل تجميع أكبر عدد ممكن من الميليشيات الإسلامية  وتقويتها من أجل زعزعة أنظمة الحكم في الدول العربية  وجر الدول المسلمة إلى صراع   طويل الأمد بين السنة الشيعة  وتنفيذ مخطط تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات  دويلة شيعية في الجنوب ودويلة سنية في الوسط ودويلة الأكراد في الشمال .
بعد إندلاع الأزمة السورية  وأصبحت ثورة مسلحة  بدأ تكوين  الفصائل والجماعات   لقتال النظام السوري . وفي أواخر عام 2011 تم تكوين  جبهة النصرة بقيادة أبو محمد الجولاني   حيث أصبح الأمين العام لها  . واستمرت  الجبهة بقتال النظام حتى وردت تقارير استخبارية  عن علاقتها الفكرية  والتنظيمية  بفرع دولة العراق الإسلامية  وأدرجتها الولايات المتحدة  على لائحة المنظمات الإرهابية . وبتاريخ  9/4/ 2011  ظهر تسجيل صوتي  منسوب إلى  أبو بكر البغدادي  يعلن فيه  أن جبهة النصرة  هي امتداد  لدولة العراق  الإسلامية   وأعلن فيها إلغاء  اسمي جبهة النصرة  ودولة العراق لتعرف بإسم  تنظيم الدولة الإسلامية  في العراق والشام  (داعش) . ولكن أبو محمد الجولاني  رفض فكرة الإندماج  وأعلن مبايعة تنظيم القاعدة في أفعانستان .
واستمر  تنظيم الدولة الإسلامية  في العراق والشام  في القيام بعملياته  في كل 
من سوريا والعراق  وازداد نفوذه  بعد عملية تفجير  السفارة الإيرانية في بيروت . وفي عام 2013  تم فرار أكثر من 500 سجين من أتباع تنظيم القاعدة من سجن  التاجي وسجن أبو غريب  وقام بالإستيلاء على مطار منغ  العسكري  وتدمير  المبنى الرئيس للمطار  وبتاريخ 29/9/2013 قاموا بإستهداف  مقر الأمن العام  في مدينة أربيل  بسيارات مفخخة  وانتحاريين يرتدون  أحزمة مفخخة  . وسيطر التنظيم على منطقة واسعة  من مدينة الفلوجة العراقية .
وما أن تم الإعلان بتاريخ  19/5/2014  عن فوز  إئتلاف دولة القانون  برئاسة  نوري المالكي ب 95 مقعدا في الإنتخابات النيابية  وإعلانه القيام بترشيح نفسه لتولي  رئاسة الحكومة للمرة الثالثة  تسارعت الأحداث  وقام تنظيم داعش  في بداية شهر حزيران  بالسيطرة على محافظة نينوى   وقام أكثر من 500 ألف مواطن بالهرب من  الموصل  وامتد تسونامي داعش  لفرض سيطرته  على المحافظات السنية الست  أو ما يعرف بالمثلث السني وهي مراكز تواجد الدولة الإسلامية في العراق وبتاريخ  29/6/2014 أعلن  أبو محمد العدناني   الناطق الرسمي  عن الخلافة الإسلامية ومبايعة  أبو بكر البغدادي  خليفة للمسلمين  وأنه سيتم  استخدام اسم  ( الدولة الإسلامية ) فقط . 
وصاحب هذا التوسع في العراق توسع آخر في سوريا وامتدادا إلى لبنان  . كما تم الإعلان  عن السيطرة  على المواقع  الحدودية  ولعل أهمها بالنسبة إلينا  هو موقع طريبيل على الحدود  الأردنية العراقية .
وتم إحتلال قاعدة سبايكر في تكريت  وتم الإستيلاء على كافة المعدات العسكرية للفرق العسكرية للجيش العراقي ومخازنها وعتادها وذخيرتها  وقامت قوات داعش بإحتلال البنوك المركزية للمحافظات الست  والحصول على مئات الملايين من الدولارات الأمريكية بالإضافة إلى السيطرة على  مصافي النفط  وبيع إنتاجها  بمدخول يقدر بمليوني دولار  يوميا  وبلغت المساحة التي سيطرت عليها قوات داعش حتى لحظة  كتابة هذا البحث ما يقارب من 45% من مساحة العراق  وامتدت لتشمل المناطق الشرقية المتاخمة للحدود الشرقية للجمهورية ألإيرانية الإسلامية  والمناطق الشمالية المتاخمة  لإقليم كردستان والحدود الأردنية والسورية غربا  وتم الإستيلاء على سد الموصل  وإجتياح جبل سنغار الذي شهد عملية تهجير وتقتيل للأزيديين   ووصلت قوات داعش إلى مسافة 35 كيلو متر عن مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان وفي مساء يوم الخميس الموافق 7/8/2014 أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما   عن إصدار أوامره إلى الطائرات الأمريكية  بالبدء بشن غاراتها الجوية على مواقع داعش  والمباشرة بإلقاء المساعدات الغذائية  لإنقاذ الأزيديين المحاصرين  في جبل سنجار . وبتاريخ 8/8/2014 بدأت الطائرات الأمريكية بشن غاراتها الجوية على  قوات داعش وتمكنت قوات البشمركة بالتعاون مع الجيش العراقي من استعادة السيطرة  على سد الموصل الإستراتيجي  وقيام معارك في معظم المدن  والقرى السنية وتفيد التقارير الأولية إلى استعادة  قوات الجيش العراقي وقوات البشمركة بمساعدة الطائرات الأمريكية سيطرتها على بعض المدن والقرى وانسحاب قوات داعش منها 
والسؤال الذي يطرحه الكثيرون من المفكرين الإستراتيجيين  ما هو تعداد قوات تنظيم داعش  هل هو 10 آلاف مقاتل أو 15 ألف مقاتل أو 30 ألف مقاتل  وهل يعقل أن تقوم هذه الأعداد ببسط سيطرتها على هذه المسافات الشاسعة والتي تضم الملايين من المواطنين والتي تعج بتنظيمات عسكرية  وميليشيات سنية  كبيرة وما هو تعداد الدبابات   والصواريخ  والسيارات المصفحة  وسيارات الدفع الرباعي  ولا شك بأن هذه القوات لديها شبكة إتصالات متطورة ومعقدة  قادرة على إيصال أوامرها إلى قادة الفصائل المختلفة ولديها قادة قمة في التخطيط الإستراتيجي  العسكري  ولا أظن أن عمليات القتل  الجماعي  ونشر أفلام هذه المذابح  على المواقع تتم بدون أوامر  من جهات عليا في التنظيم . لا سيما  شريط الفيديو الأخير والذي تم بثه  من خلال الفيديو بتاريخ  19/8/2014   تحت عنوان " رسالة إلى أمريكا  ويظهر فيه شخص مقنع يتحدث باللغة ألإنجليزية بلهجة بريطانية  يقوم  بذبح الصحفي الأمريكي  جيمس فولي  الذي كان قد اختطف قبل نحو عامين  في سوريا .
وما هو مصير قوات داعش بعد أن قررت الولايات المتحدة  التدخل في الحرب الدائرة  حتى لو كان التدخل من خلال  مشاركة الطائرات الأمريكية  وزيادة عدد الخبراء والمستشارين العسكريين .
وهل يعقل أن يقوم تنظيم داعش بالإستمرار في مقاتلة كل من الجيش العراقي وقوات البشمركة  والشرطة العراقية  وقوات الصحوة العراقية    وميليشيات  شيعية متنوعة  مثل عصائب  أهل الحق  وجيش المهدي  وحزب الله العراقي  والحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس وجبهة النصرة والجبهة الإسلامية   وحزب العمال الكردي  والجيش الحر .
المراحل التي تمر بها الخلايا النائمة قبل أن تنمو لتصبح حربا شعبية :
 لو تمعنا التاريخ الحديث وحاولنا استعراض ما يمر به عالمنا العربي اليوم وقمنا بالمقارنة بين الثورات التي كانت تقوم بالأمس القريب ضد المستعمر الأجنبي   وبين ما يحدث على أرض الواقع  اليوم لهالنا أن نجد  أن هناك الكثير من المراحل المتشابهة بين الثورات "مع اختلاف في الأهداف"  التي كانت تمثل ثورات الشعوب العربية  بالأمس على المستعمر الأجنبي  والمطالبة بالحرية والإستقلال والوحدة الوطنية  وبين ثورات اليوم  التي تمثل ثورات الشباب على أنظمة الحكم والحكومات التي ورثت  الثورات الوطنية  السابقة والتي أصبح أبطالها رموزا للفساد والدكتاتورية . بالأمس كانت الشهادة  ضد قوات العدو المستعمر  الأجنبي هي قمة النضال  واليوم أصبحت الشهادة  ضد القادة العرب والحكومات الفاسدة  هي المطلب للنضال بل لم يتوان رموز الثورة الحديثة في طلب المساعدة من أعداء الأمس وعلى رأسهم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا من أجل التخلص  من القادة العرب والحكومات العربية  الذين كانوا يمثلون  قبل أيام السلطة الشرعية .
ويجدر بنا هنا أن نميز بين مفهوم  الثورة وبين مفهوم الإنقلاب . فالثورة تهدف إلى  إحداث  تغييرات جوهرية  في النظام السياسي والإقتصادي  والإجتماعي  والأمني . والتغييرات هذه لا تتبع الوسائل المتبعة والمعتمدة في النظام الدستوري للدولة  بل تكون عملية التغيير  جذرية وشاملة  وسريعة  وتؤدي إلى إنهيار  النظام القائم وصعود النظام الجديد وقد تقوم ثورة جديدة لتعصف بثورة سابقة  إذا لم ترق إلى تطلعات وآمال الشعوب لا سيما إذا أخفقت الثورة السابقة  في تحقيق الشعارات والأهداف السياسية والإقتصادية والإجتماعية  التي مكنتها من الوصول إلى سدة الحكم .
أما الإنقلاب  فهو يهدف إلى إعادة توزيع  السلطة السياسية  بين هيئات الحكم 
المختلفة  أو بين الأشخاص القائمين بهذا الإنقلاب  . ولا بد أن نشير هنا بأن معظم الثورات لا بد وأن ترتبط من قريب أو بعيد بدول عظمى تمدها بالمال والسلاح وتعطيها الشرعية من خلال الإعتراف بها ضمن منظمات عالمية من بينها على وجه الخصوص الأمم المتحدة .
هناك مراحل تمر بها الكثير من الخلايا النائمة الموجهة عقائديا وفكريا  قبل أن تنهض لتصبح ثورة إجتماعية دينية عسكرية سياسية عارمة . ونحن  نحاول أن نلخص هذه المراحل  تبعا لما راقبناه ورصدناه  وتجدر الإشارة هنا  أنه ليس بالضرورة  أن تمر الخلايا النائمة بهذه المراحل حتى تصبح ثورات عارمة حسب التسلسل المرفق وإنما تختلف هذه المراحل  من ثورة إلى ثورة  ومن بلد إلى آخر .  وهذه المراحل هي :
1: التجنيد  والبحث عن العملاء
2: البدء بعملية التثقيف العقائدي الثوري والفكري والسياسي والإجتماعي والنفسي
3: التدريب الإستخباري والتقيف الإعلامي
4: تشكيل الحلقات والخلايا السرية 
5:  استخدام مراكز سرية مختلفة في المدن والقرى لنشر التثقيف العقائدي والسياسي  ومن ثم  الإنتقال إلى دور العبادة  من مساجد وكنائس والجامعات والأندية الرياضية والإتحادات والنقابات والتنظيمات الطلابية والعمالية والعمل على توسيع رقعة الدعوة وتجنيد أكبر عدد ممكن من رواد المساجد والكنائس وطلاب الجامعات  واعضاء النقابات العمالية  والتنظيمات الطلابية والأندية الرياضية
6: البدء بتنظيم المسيرات والمظاهرات وتوسيع حلقات الإتصال  وتوزيع المنشورات الملأى بالشعارات الوطنية في التحرير وتحقيق العدالة الإجتماعية  والقضاء على البطالة ومعالجة الفقر وتوفير الرعاية الصحية والتعليم الجامعي  والقضاء على مظاهر الفساد الحكومي  عن طريق استخدام  الإنترنت  والفيس بوك والتويتر  والتوسع في استخدام الكومبيوتر والإنترنت وإرسال الرسائل عبرالهواتف المحمولة 
7: زيادة مصادر الدخل  والتمويل  من الداخل والخارج والبحث عن الدول الغنية من أجل الحصول على دعمها  استراتيجيا وماديا وفتح الحسابات السرية  في الداخل والخارج 
8: البدء بعملية شراء الأسلحة  الخفيفة  والتدريب العملي على استخدامها  بالإضافة إلى عقد دورات متخصصة  في صنع المتفجرات وطرق استخدامها 
9: الإنتقال إلى مرحلة وضع الشعارات الإستراتيجية  البراقة واجتذاب وسائل الإعلام  والصحافة اليومية والدورية  المحلية والإقليمية والدولية  لا سيما وكالات الأنباء العالمية ومحطات التلفزة العالمية والتواصل معها 
10 : زيادة عدد المسيرات والمظاهرات  المنظمة  واستخدام وسائل الإستفزاز  مثل تخريب ونهب المحال التجارية وإحراق الإطارات والسيارات وتعطيل حركة المرور 
11:  البدء بالتعرض مباشرة لرجال الأمن  عن طريق إلقاء الحجارة  أو قنابل المولوتوف  ورفع الشعارات المعادية للنظام والتنديد برموز الحكم 
12 : التخطيط لسقوط الضحايا من المتظاهرين على أيدي رجال الأمن وافتعال الأحداث ورفع وتيرة المجابهة  وإطلاق نار عشوائي من قبل رجال التنظيم لإرغام رجال الأمن على الرد والدفاع عن النفس 
13 : تحقيق اجتذاب وسائل الإعلام  وممثلي الصحافة المحلية والعالمية 
لتغطية المظاهرات وإصدار البيانات والمنشورات  وإلقاء الخطب لا سيما إبان المآتم والجنازات لا سيما في حال وقوع ضحايا وقتلى إبان المظاهرات .
14 : مطالبة السلطات بإطلاق سراح المعتقلين  ورفع لا فتات ودعوة لجان حقوق الإنسان والمنظمات الدولية  المعنية بالحريات العامة  للتدخل والمطالبة بزيارة المعتقلين في السجون  والإطمئنان على أوضاعهم الصحية  
15: البدء بتصعيد أجواء المجابهة بين نظام الحكم   وبين الجماهير ومطالبة الحكومة بتحقيق المطالب التي تتستر تحت غطاء تحقيق الديمقراطية  والمطالبة بتعديل المواد الدستورية ومنح الشعب حقوق أوسع  في التمثيل النيابي والمطالبة بمحاربة الفساد 
16: التعرض إلى المرافق العامة  والمنشآت الحكومية  وتخريب وسائل الإتصال والمواصلات ومصادر الطاقة  وخزانات المياه والأماكن العامة  مثل المطاعم والفنادق ودور السينما  والأسواق العامة . ومحاولة نسف وتفجير  بعض المواقع الإستراتيجية  الحساسة مثل الجسور والمرافىء والمطارات والأنفاق ومحطات توليد الكهرباء و والمصافي البترولية . ومن ثم تكليف بعض أعضاء التنظيم  للقيام بالإعتداء على المراكز الأمنية وقتل رجال الأمن من أجل خلق حالة من التوتر  والقلق العام  وترويع أكبر نسبة من المواطنين 
17 : البدء باستخدام  الطلبة في الكليات والجامعات  والأندية الرياضية  على نطاق أوسع  واستغلال المناسبات الدينية  والرياضية  بشكل أعنف وتدنيس حرمة الجامعات وزيادة وتيرة العنف بين الطلبة الجامعيين وإيقاع الفتنة العشائرية والطائفية  والإعتداء على المباني العامة وتحطيم سيارات المواطنين 
وإعادة ذات المظاهر في المباريات الرياضية والبدء بإثارة الفتنة والنعرات العشائرية ومن ثم التعرض إلى رجالات الأمن العام من أجل إيقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر بين الجماهير وبين قوات الأمن  وأتباع سياسة التصعيد في أعمال العنف من أجل جر القوات المسلحة إلى مجابهة المتظاهرين المدنيين  وإيقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر في أرواح المدنيين  والبدء بإتباع متطلبات العصيان المدني  والتدرج في المجابهة من أجل إعلان الإضراب العام  لشل كل الحياة وتعطيل الحكومة عن القيام بمهامها وواجباتها .
18 : محاولة جر الحكومة لتعطيل الحياة البرلمانية النيابية والمطالبة بحل مجلس النواب  وإعلان الأحكام العرفية وفي نفس الوقت محاولة جر مجلس النواب بالمقابل إلى المطالبة بعدم منح الثقة للحكومة   والمطالبة بتقديم إستقالتها .
19: البدء بالإعلان عن المطالب الرئيسة مثل إسقاط الحكومة وتغيير رموز الحكم والمطالبة بمحاكمتهم   والمطالبة بتعديلات  دستورية  وسحب السلطات من النظام الحاكم  وتقليص صلاحياته   وحل البرلمان وإجراء انتخابات نيابية جديدة بحيث يقوم البرلمان الجديد بإنتخاب حكومة جديدة تمثل الشعب وليس النظام .
20 : البدء  بحركة إغتيالات لرجال الأمن والمخابرات العامة ومن ثم  الإعتداء على رموز ورجالات الحكم  ومحاولة إغتيال بعض أعضاء السلك الدبلوماسي من  موظفي سفارات الدول العظمى أو رعاياها . 
21 : توسيع رقعة  التنظيمات السرية  ومحاولة استمالة الطبقات الفقيرة  والإتحادت العمالية والنقابات  ولكن بشكل علني لإظهار المزيد من الدعم والزخم في إتساع جماعات  المؤيدين للتنظيم  والمعادين لنظام الحكم .
22 : البدء بتوزيع المساعدات المالية والعينية لعائلات المعتقلين  والقتلى وتخصيص منح مالية لتدريس أبنائهم ورعاية إحتياجاتهم وتأمين متطلبات الحياة الكريمة لهم 
23 : محاولة تجنيد رجال الدين  من المذاهب المختلفة  ورجال الإقتصاد والتجارة  ورجال الفكر والقلم  من المثقفين المحسوبين على النظام  ورفع شعارات الإصلاح  السياسي  من أجل تحقيق الديمقراطية والعدالة الإجتماعية  تحت شعارات وضع حد للفساد والمحسوبية وتحقيق الأهداف الوطنية في تحرير الأرض العربية  المحتلة  وتحرير الأقصى
24 : شن  حملة إعلامية  كبيرة  على الفساد الإداري  وسوء استخدام السلطة  وسوء استغلال المال العام  ومحاولة التشهير ببعض رموز الحكم   وتضخيم ممتلكاتهم  وحساباتهم  والتأكد من صحة ما يقدمونه من معلومات حول فسادهم من أجل إحراج النظام أمام الشعب .
25 : البدء بعملية تسليح القياديين ومجموعات خاصة من الإنتحاريين للقيام بعمليات إرهابية  بعد عملية تهريب الأسلحة والمتفجرات  إلى الداخل عن طريق البر والبحر والجو إن أمكن  بحيث تستهدف هذه العمليات الأجهزة الأمنية أو بعض رموز النظام  وأعضاء الحكومة 
26 : محاولة الضغط على رجال الأمن والأجهزة الأمنية والقوات المسلحة  من أجل إيقاع شرخ بين القيادة السياسية  ونظام الحكم وبين  أجهزة الدولة المختلفة  بما فيها الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة  واستمالة بعض القيادات من المتقاعدين العسكريين وتجنيدهم ضد النظام  لا سيما إذا كانت رواتبهم التقاعدية لا تكفيهم متطلبات العيش الكريم .
27 : تنفيذ مخططات إغتيال رجال الدولة ولرموزها بما فيهم أفراد من العائلة الحاكمة  والتأكد من تنفيذ هذه المخططات والتركيز على إنجاح بعضها 
28:  زيادة التنسيق مع الدولة الأعظم من خلال التعاون الإستخباري لرفد الإعلان عن الثورة وتحقيق الدعم الدولي  قبل إعلان ساعة الصفر
29 : محاولة كسب وتأييد الدول المجاورة على المستوى الإقليمي 
30 : الإعلان عن العصيان العام وتعطيل كافة المدارس والجامعات والدوائر الحكومية 
31 : البدء بالسيطرة على الدوائر والمنشآت الحكومية واحتلال محطات الإذاعة والتلفزيون الحكومية وتعطيل الحياة اليومية 
32 : الإعلان عن قيام الثورة والسيطرة على الحكم وإلقاء القبض على أعضاء النظام السابق   








 
تابعو الأردن 24 على google news