ميسي لا يستحق الكرة الذهبية!
جو 24 :
يقولون أن مورينيو من أكثر الأشخاص إثارة للجدل في الوسط الرياضي، ويقولون أيضاً أن سبب كره الكثيرين له هو صراحته وقوله الحقيقة بدون مجاملات، بينما أقول أنا "إن كان مورينيو صادقاً فعلاً، فأندريه جوميز هو أفضل لاعب بالعالم !”.
مورينيو لا يكذب ولا يجامل، هذا ما ادعاه هو بنفسه عندما انفجر بوجه الصحفيين خلال أيامه الأخيرة مع تشيلسي بولايته الثانية، وهذا ما يدعيه أيضاً عشاقه، معجبون به لأنه لا يتلمق ويتلون وينافق مثل مدربين آخرين، لا يطلق أحكام عاطفية.
إن كنت قد تعلمت شيئاً خلال فترة عملي كصحفي رياضي طوال السنوات الماضية، هو أن "السبيشل ون” أسهل شخص يمكن أن تثبت تناقضه العجيب ونفاقه، نعم وصفته بلقبه المفضل لأن تلك آخر كلمات ستقرأها ربما تحمل شيئاً من التعاطف معه.
هذه المرة، لم يقدم مورينيو تبريرات غريبة لبعض تجاربه الفاشلة، ولم يهاجم فينجر أو جوارديولا، ولم ينتقد لاعبيه أمام وسائل الإعلام، صحيح تذكرت، هو لا يدرب لاعبين من الأساس لأنه طرد من مانشستر يونايتد، نراه فقط في الاستديو التحليلي لقنوات بي إن سبورت الذي حوله إلى فيلم وثائقي يتحدث فيه عن مسيرته وإنجازاته.
نعود للموضوع الرئيسي، مورينيو لم يفعل أي من ذلك لأنه يمارس عمل آخر كما قلنا، لكنه قرر وبدون سابق إنذار أن يقلل من ليونيل ميسي، المدرب البرتغالي ترك جميع لاعبي العالم واختار البرغوث ليتحدث عنه بشكل سلبي، هي نفس الصيغة التي اعتدنا عليها عندما يريد انتقاد شخصاً ما، يضع اسمه داخل الحوار، ويتلاعب بالكلمات ليوهم الناس أنه يتحدث بلغة المنطق، طبعاً يستند لمعيار محدد في كل مرة، وليس شرطاً أن يكون نفس المعيار، كيف ذلك؟ سوف نكتشف الآن.
"بعد الإقصاء من دوري الأبطال، اعتقد أن ميسي لا يستحق الكرة الذهبية، لكي تكون الأفضل، عليك أن تكون فائزاً، وليس مجرد لاعب مميز، لا يمكنك أنك تكون الأفضل وأنت لم تفز بأشياء عظيمة، اعتقدنا جميعاً أنه عاد، لكنه لا يزال يفشل في دوري الأبطال”، لا اعتقد أنني بحاجة لأوضح لكم أن هذه الكلمات صدرت من مورينيو، ستعرف ذلك حتى لو قرأت هذا التصريح بدون أسم قائله على أحد المواقع المتخصصة في مجال الاسقاط النجمي.
لن تكون الأفضل وأنت لم تفز بأشاء عظيمة! لقب الليجا لم يعد شيئاً عظيماً بنظر مورينيو الآن، لكن ماذا لو عدنا بالذاكرة إلى 12 أكتوبر من عام 2012 عندما صرح "رونالدو هو الأحق بالفوز بالكرة الذهبية، إن لم يفز بها ستكون جريمة كروية”، أتذكر أن كريستيانو حقق لقب وحيد في ذلك الموسم، للصدفة، كان لقب الليجا نفسه!.
لا يكفي ميسي تسجيل 50 هدفاً وصناعة 22 آخرين خلال 49 مباراة، ولا يكفيه الفوز بلقب هداف الدوري الإسباني، وقريباً الحذاء الذهبي كأفضل هداف في الدوريات الأوروبية، ولقب هداف دوري الأبطال، ولقب الليجا، وقريباً أيضاً كأس الملك، ولا نعلم ربما يضم ألقاب أخرى لسجله مثل كوبا أميركا والسوبر الإسباني، هذا كله يشفع له للفوز بالكرة الذهبية بحسب رأي "السبيشل ون”، وصفته بلقبه المفضل للمرة ثانية رغم أنني وعدتكم بعدم مدحه، لقد أوفيت بوعدي فعلاً، لكن كان لا بد أن أكررها لكي أذكرك بالشخص الذي دعا نفسه بهذا اللقب وفرضه على الجميع رغم أنه ليس فائزاً ! لا اعتقد أنه حقق لقب دوري الأبطال منذ 9 أعوام، ربما معادلته الخاصة عن ميسي لا تنطبق عليه شخصياً.
لا يجب أن أبذل جهداً أكثر من ذلك لانتقاد مورينيو، طالما أنه يمكنني استعراض تصريح آخر له يوضح كم يبرع بأن يناقض نفسه، ففي 4 من شهر مارس لعام 2017 قال جوزيه "إبراهيموفيتش لاعب فريد من نوعه، ولا أعلم كيف للاعب مثله أن لا يفوز بالكرة الذهبية، ولماذا لا يفوز بها هذا العام؟ يمكنه الفوز بها عن جدارة”.
هل تعلمون ماذا حقق زلاتان في ذلك الموسم؟ لقد سجل 28 هدفاً فقط في جميع المسابقات، واحتل مع مانشستر يونايتد المركز السادس في الدوري الإنجليزي، طبعاً تحت قيادة مورينيو، أما بالنسبة لدوري الأبطال، فلم يتم إقصائه أبداً، لأن فريق الشياطين الحمر لم يشارك أساساً في البطولة!.
مشكلتي ليست مع أحقية ميسي من عدمها بخصوص الكرة الذهبية لعام 2019، وإنما بتصريح مورينيو نفسه الذي لا يتوقف عن تبديل المعايير بحسب ما يخدمه، الأغرب أن البعض أو حتى الكثيرين يرون أنه يقول الصراحة دائماً! ربما اصدق الرسائل التي تصلني عن كيفية تغيير لون "بروفايل الفيسبوك” أكثر من تصديقي أن مورينيو فعلاً يرى ميسي لا يستحق الكرة الذهبية هذا الموسم.
سبورت360