هذا الوقت سيمضي..
جو 24 :
كتبت شذى خالد الخلفات -
أحلق في الهواء، تتقاذفني الأيدي وتصاحبها الهتافات والتهليلات، وسط ملعب يضج بآلاف الجماهير ما بين مندهش ومعجب؛ كيف لا وهم يشاهدون مقعداً تتوالى عليه الجوائز والإنجازات؟! لو كنت نفسي القديمة لما صدقت ما أنا عليه الآن!!
أذكر تماماً تلك الحادثة التي جعلتني مقعداً؛ كنت عائداً من تدريبات فريق كرة القدم، حين اصطدمت بي سيارة مسرعة. عندما استيقظت كان كل شيء قد تغير وتحول للون الأسود.... حياتي... أحلامي .... كل شيء.
مضت أشهر ولم أستطع تقبل ذاك الكائن البغيض ذو العجلتين فضلت الموت على ذلك. لكني أردت الهرب من ذلك الواقع... أردت الهرب بشدة حتى لو عنى ذلك أن أتعاون مع ذلك الكائن اللعين، وبالفعل فعلت.
وجدت نفسي أمام ما كنت أهرب منه، داخل الملعب الذي ترعرعت فيه؛ أشاهد السنوات التي قضيتها بالتدريب، قطرات الدموع والعرق التي روت عشبه، انتصاراتي وخسائري، كلها تلاشت بلمحة بصر. الألم يعتصر قلبي،الآن فقط ادركت الحقيقة؛ أنا عاجز ولن تركل قدماي الكرة مجدداً.
أيقظني من غرقي صوت نحيب أطفال يجلسون وسط الملعب، من أصواتهم فهمت أنهم على وشك دخول بطولة وليس لديهم مدرب، حين نهض أحدهم فجأة وصرخ فيهم قائلاً : هذا الوقت سيمضي، أما كيف يمضي فنحن من يحدد ذلك؛ إما أن يمضي بفخر لأننا بذلنا جهدنا أو بالخزي والعار لأننا استسلمنا.
انفجرت بالبكاء فها أنذا أسمع الكلمات التي اعتدت قولها لفريقي قبل كل مباراة، بكيت حتى جفت دموعي وهدأت. جمعت شتات نفسي وتوجهت نحو الأطفال وسألتهم إن كنت أستطيع أن أكون مدربهم.!؟
لا أزال أذكر جيداً الدهشة التي علت وجوههم وقتها، فها هي السنوات مضت وغدا الأطفال شباباً متوجين بالانتصارات والكؤووس، ومضى ذلك الوقت.








